سياسة

جلالة الملك محمد السادس نصره الله وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي يؤكدان دائما مواصلة البلدين مد يد الأخوة لتعزيز التعاون والشراكة الكاملة بينهم

رئيس تحرير اليوم السابع

انطلاقا من توجيهات قائدي البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخيه فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، والروابط التاريخية وصلة الاخوة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين ووحدة مسارهما وأهدافهما المشتركة، فان موقف مصر الداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية والتزامه بالحل الأممي لقضية الصحراء المغربية وتأييدها لم جاء بقرارات مجلس الامن واخرها القرار رقم 2602 لعام 2021 ، والذي رحب الجهود المغربية المتسمة بالجدية والمصداقية والرامية الى المضي قدما نحو التسوية السياسية والتي كانت في اخر لقاء جمع وزير الخارجية المصري سامح شكري ووزيرهم المغربي ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وهذه سبل تعزيز العلاقات الثنائية .

ودائما المملكة المغربية داعمة لمصر في أزماتها وهذا جاء من موقف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة بشأن قضية سد النهضة الأثيوبي.

أوضح الوزير دعم المملكة الكامل للأمن المائي المصري باعتباره جزءا لا يتجزأ من الأمن المائي العربي، ودعا ناصر بوريطة الى التخلي عن السياسات الأحادية فيما يتعلق بالأنهار الدولية والالتزام بالتعهدات في مقتضى القانون الدولي بما في ذلك اتفاق اعلان المبادئ والموقع لعام 2015، لما من شأنه عدم اتخاد أي اجراءات أحادية فيما يخص ملء وتشغيل سد النهر.

تمتد العلاقات السياسية بين مصر والمغرب منذ أيام الحكم الفاطمي بمصر في القرن العشر الميلادي الذي شجع انتقال العديد من الأسر المغربية للعيش في مصر والتي استقرت في الجانب الغربي لمصر في غرب “دلتا، ومحافظة البحيرة ومحافظة الفيوم، وسائر الجهات الغربية من صعيد مصر، وفي العصر الحديث كانت مصر من أوائل الدول التي دعمت استقلال المغرب واستقبلت مصر زعيم المقاومة الريفي وأحد أعظم مؤسسي المقاومة الشعبية للاحتلال في التاريخ العالمي المعاصر، الزعيم عبد الكريم الخطابي الذي كان أمير المقاومة في شمال المغرب والذي قاوم الاحتلال الاسباني ثم الفرنسي.

قام المغاربة والمصريين في مقاومتهم لحملتهم “نابليون بونابرت” لعام 1988 الى 1805، وفي العصر الحديث دعمت المغرب بقوة مصر في حربها ضد العدو الاسرائيلي، وشاركت المغرب بجنوده في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر سنة 1973 ، حيث وصلت المقاتلات بعد سفر طويل عن طريق

الجزائر وتونس وليبيا مصحوبة بطائرات النقل العملاقة والتي تحمل قطع الغيار والأسلحة وأجهزة المعاونة لطائرات السرب المغربي.

ان العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية وجمهورية مصر العربية منذ الاستقلال تحافظ على علاقاتها الودية فيما بينهم ويشترك البلدين بعضوية كلا من جماعة الدول العربية، وجيفتا ومنظمة التجارة العالمية وحركة عدم الانحياز ومجلس الوحدة الاقتصادية العربية والأمم المتحدة وأخريات.

تركز العلاقات المصرية المغربية على عوامل شعبية وثقافية وتاريخية مشتركة وفرت بيئة حاضنة للعلاقات الراسخة بينهم على المستويين الشعبي والرسمي، وتعد الأصول الثقافية بين الشعبين تاريخية وممتدة، وقويت بأصول العلم والدين مع وصول الاسلام الى المغرب حيث كان الفقهاء والعلماء وطلاب العلم المغاربة يشدون الرحال الى مصر قلب الشرق العربي طالبين العلم والاختلاط بالعلماء لسنوات قبل العودة الى مراكش وفاس وغيرها من المدن المغربية، أو البقاء في مصر والعمل في التدريس أو التجارة، وفي القاهرة أيضا كان المغاربة حضورهم في التجارة والعمران والدعوة والتعليم والتصوف ومثلوا المغاربة أكبر طائفة اسلامية وافدة ومازال الأزهر الشريف يحتفظ بباب للمغاربة ضمن أبوابه اثنين وعشرون.

وتحمل احدى حواضر الأحياء العريقة في القاهرة وهو حي باب الشعرية اسم حارة المغاربة، كما تحتفظ سجلات الأرشيف المصري بأسماء تجار مغاربة تولو منصب “شهيندر التجار بالقاهرة”، أعلى منصب تجاري مصري في فترة ما قبل تأسيس مصر الحديثة، كما أن الثقافة والفن والابداع حاضرة بقوة بين البلدين.

وعلى المستوى الرسمي مصر والمغرب شركاء في ملفات العمل الوطني والاقليمي والدولي المشترك والمتمثلة في توظيف العلاقات الدولية في دعم وتأمين الاستقرار الداخلي، والتنمية للبلدين، والانفتاح على العالم الخارجي، استفادة من التجارب المختلفة والالتزام بسياسة خارجية متوازنة في اطار استقلال القرار الوطني ودعم مبادئ الاحترام المتبادل بين الدول والتماسك بمبدأ القانون الدولي ومكافحة الارهاب والعمل على تسوية الأزمات المختلفة في منطقة الشرق الاوسط والعالم العربي، في مقدمتها القضية الفلسطينية، والتأكيد على الثوابت العربية والدولية ذات الصلة بإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأولوية المحور الافريقي، والملف الليبي والمساعي الحالية والتحرك قدما نحو التواصل لتسوية سياسة شاملة لحل أزمة ليبيا، ولا شك أن الروابط الشعبية والممتدة والمصالح المشتركة تعزز فرصة بناء شراكة استراتيجية بين البلدين تفرضها التحولات الاقليمية والدولية في ضل عالم متغير والحاجة الى تنسيق التعاون الثنائي مع شركاء البلدين لإعادة التوازن الى المنطقة وخلخلة الملفات العالقة بها، وعلى رأسها الحرب على الارهاب والنهوض بعلاقاتهم الاقتصادية وتعظيم الاستفادة من موقعهم المتميز ومزاياهما الاقتصادية في اطار التكامل.

ان البعد الاقتصادي والاستثماري هو ركيزة هامة في علاقات البلدين على ضوء قدرة الدولتين ارثاء تعاون تكميلي في العديد من المجالات، وما يتميز به البلدين من موقع استراتيجي منفرد وقدرات اقتصادية كبيرة وكفاءات بشرية متميزة، ويجب الحرص على مواصلة العمل وعلى تطوير علاقتهما في التعاون الاقتصادي وزيادة الاستثمارات المتبادلة وتعظيم الاستفادة من المناخ الجاذب للاستثمار في البلدين وزيادة معدلات التبادل التجاري وتعزيز الشراكات وتبادل الخبرات في مختلف المجالات، وكانت دائما الرؤية بين مصر والمغرب في الاتجاه الى مختلف القضايا، باث الاهتمام المشترك للبلدين عربيا وقاريا ودوليا، وهذا من أجل تحقيق تعاون دولي فعال بينهم لمواجهة كافة التهديدات الأمنية العابرة للحدود بما فيها الارهاب والتطرف والجرائم السيبرانية فضلا عن مواصلة التنسيق والتعاون في اطار منطقة المتوسط بما يعزز جهود تحقيق التنمية المستدامة والأمن والاستقرار.

ان مصر والمغرب تجمعهم دوائر عديدة من الأطر السياسية سواء كانت في الجامعة العربية أو الاطار المتوسط أو الاتحاد الافريقي ومنظمة التعاون الاسلامي حيث يجب التنسيق بين البلدين لتحقيق المصالح المشتركة والدفع قدما في اطار مواجهة التحديات العديدة التي تواجه البلدين، والتي يتم التعامل معها بقدر أكبر لحماية مصالح البلدين من خلال التنسيق والتضامن بينهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى