مجتمع

“صوت الحسن ينادي” المغاربة الأحرار وشرفاء هذا الوطن

رئيس تحرير اليوم السابع

يمكن تردد بعض الأفكار ومناقشة بعض الرؤية هي مناسبة يمكن أن تتكرر حين نطالع الإنتاج الفكري والجانب العملي لكثيرين، حين نطالع زعماء التنوير والإصلاح وملوك هذا الوطن في العصر الحديث الملك محمد الخامس رحمه الله والملك الحسن الثاني رحمه الله والملك محمد السادس نصره الله وأيده، وبعض قادات الفكر والشجاعة كمثال عبد الكريم الخطابي وفاطمة الزهراء الفهرية وابن بطوطة ويوسف ابن تاشفين، والفنان المغربي توفاه الله أمس فتح الله المغاري التي كانت من ضمن أغانيه أغنية “صوت الحسن ينادي”، حين نسمع هذه الأغنية نقف وتكون عزيمتنا مليئة بالطاقة الايجابية لهذا الوطن، هكذا عرفت المغرب في تاريخها الجديد والمعاصر، الذين قدموا أفكارًا مبتكرة ورؤى متميزة في كثير من القضايا والموضوعات، وهى رؤى وأفكار مازالت تصلح لحاضرنا اليوم ، حتى إن بعضنا صار يتندر بقوله: «لكى نتقدم للأمام علينا العودة إلى الماضي»، والمقصود هو الاستفادة من تراث فكرى عريق وميراث ثقافي عظيم، قدمه ملوك هذا الوطن ورواد التنوير طوال القرن التاسع عشر وسنوات القرن العشرين.

نستفيد من الماضي ونحن نعيش الحاضر ونتطلع لمستقبل أفضل، لنا ولأولادنا من بعد أننا نحتاج عقولًا جديدة تنتج خطابًا جديدًا يتماشى مع احتياجات الواقع ومتطلبات العصر، التي فرضتها الكثير من التغيرات والتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية، التي شهدناها خلال السنوات القليلة الماضية، من اختراعات جديدة واكتشافات حديثة، وفى المقابل ثورات وحروب ومجاعات وأوبئة وهجرات غير شرعية وغير منظمة.

خطاب يبنى وعي المواطن الإنسان بنفسه ومجتمعه على حد سواء، يدرك تطورات المجتمع المحلى والإقليمي والدولي، وكيف أننا لا نعيش في جزيرة بمعزل عن العالم من حولنا، وإنما نؤثر في الآخرين مثلما نتأثر بهم.

خطاب يدعم خطوات التنمية المستدامة، التي تتطلع الدولة المغربية إلى تحقيقها بخطط واضحة وقوية ومبادرات متنوعة، يعلن عنها جلالة الملك  محمد السادس نصره الله بنفسه.

خطاب يؤيد الديمقراطية ومبادئ المواطنة وحقوق الإنسان، بمختلف أبعادها، حيث المشاركة والمساواة في الحقوق والواجبات دون تفرقة ودون تمييز بين المواطنين، وفى الوقت ذاته يواجه الاستبداد بمختلف صوره وأشكاله ومواقعه، في البيت والمدرسة والجامعة والمصنع والشركة، وفى كل موقع.

نحتاج خطابًا تنويريًا يحترم العقل ويقوم على انتهاج العلم والبحث من أجل خلق مجتمع المعرفة القادر على مواجهة الفقر والجهل والمرض، وليس خطابًا يمارس الدجل والشعوذة ويكرس الخرافات والتخلف والجهل بين الناس.

خطاب يدعم منظومة القيم الإيجابية، التي نحلم بها ونتطلع إليها، مثل التعاون والعمل الجماعي والعلم والعمل والتسامح والتعددية والتنوع وقبول الآخر والحق في الاختلاف والعيش المشترك والوحدة الوطنية والسلام الإيجابي وغيرها من قيم إيجابية من شأنها النهوض بالوطن ومواطنيه، في مواجهة الرشاوى والواسطة والفساد والمحسوبية وغيرها من ممارسات سلبية.

تقع المسؤولية هنا على عاتق مختلف مؤسسات التنشئة الاجتماعية، باعتبارها العملية المسؤولة عن سلوكيات المواطن وتحويله من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي يتشارك الحياة مع الآخرين ويتفاعل معهم، يتأثر بالآخرين ويؤثر فيهم، وتبرز في مقدمة مؤسسات التنشئة الاجتماعية مؤسسة الأسرة، بالإضافة إلى مؤسسات التعليم والدين والثقافة والفن والإعلام والقانون والمجتمع المدني.

كلنا مسؤولون.. المسؤولون الحكوميون والمعلمون في المدارس والجامعات والنواب والكُتّاب والمثقفون والصحفيون والإعلاميون والفنانون والرياضيون والعاملون بمؤسسات المجتمع المدني. نعم، الجميع مسؤولون عن التجديد والتطوير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى