رياضة

“ديربي الشمال” ندية وفرصة لتجاوز تعثر البداية

يجري ديربي الشمال بين المغرب أتلتيتيك تطوان واتحاد طنجة يوم غد الجمعة برسم الدورة الثانية من البطولة الاحترافية، بعد تعثر الفريقين في دورة الافتتاح، الأول بتعادله السلبي خارج الميدان مع المغرب الفاسي والثاني بخسارة غير متوقعة بميدانه مع شباب السوالم بعقر الدار.

ورغم أن الكثير من المتتبعين الرياضيين يتوقعون انتصار الفريق المستقبل الذي حافظ على نواته الصلبة في التشكيلة الرسمية، وبالنظر لكون اتحاد طنجة لازال يبحث عن الوصفة الناجعة لتشكيل فريق منسجم بخطوط متماسكة، إلا أن ديربي الشمال غالبا ما خالف التوقعات القبلية، وإن كان انتهى في كثير من الأحيان بنتيجة التعادل المريحة لجماهير الفريقين.

لعب دربي الشمال في الدورة الثانية من البطولة الاحترافية قد يفقده بعضا من تشويقه ونديته الكلاسيكية، لكون الفريقين ما زالا في مرحلة البحث عن الانسجام وتصحيح الأخطاء المرتكبة في الدورة الأولى، إلى جانب أن فريق اتحاد طنجة يراهن على المستقبل بتكوين فريق شاب يجمع بين خريجي أكاديمية نادي البوغاز ولاعبين مستقطبين من فرق دنيا، وثالثا لأن المغرب التطواني في طور استعادة أجواء بطولة الصفوة، بعد سنة قضاها في القسم الثاني.

وكانت جماهير الفريقين العريضة تتمنى جعل هذا اللقاء بين فريقين “شقيقين” يجمعهما الانتماء الجغرافي والتاريخ بمدربين ولاعبين جاوروا الفريقين معا كالمدرب الوطني بادو الزاكي واللاعب توفيق إجروتين على سبيل المثال وليس الحصر، إلا أن قرار عدم السماح لجمهور طنجة بالتنقل الجماعي الى مدينة تطوان لحضور المباراة قد يقلل من الحماس المعتاد بالمدرجات في مثل هذه المناسبات.

ويأمل المهتمون بكرة القدم في جهة الشمال بأن تسود الروح الرياضية أرض الميدان والمدرجات مهما كانت النتيجة مع صافرة النهاية، لكون صورة الجماهير والناديين توجد على المحك، وأن الانتصار الحقيقي يتمثل في تمتين أواصر الأخوة بين مدينتي طنجة وتطوان من خلال كرة القدم، بعيدا عن الحسابات الضيقة والحزازات التي تعكر متعة هذه الأجواء الرياضية.

وفي هذا السياق، أبرز الرئيس المنتدب لجمعية قدماء لاعبي المغرب أتلتيك تطوان الرياضية والاجتماعية حسن آيت علا، أن ملعبي المدينتين كانا دائما مسرحا للفرجة والمتعة وسيادة الروح الرياضية بكل ما تعني الكلمة من معاني الأخوة والصداقة والتنافس الشريف.

وأضاف أن ديربي الشمال بالفعل مقابلة يسعى كل فريق خلالها الى كسب النقاط الثلاث والظهور بمظهر جيد، إلا أن الأهم أيضا أن يكون مناسبة لزرع القيم الرياضية المثلى، خاصة وأن جماهير غفيرة، من ضمنهم شباب وأطفال، يتابعون هذه المقابلة التي تحظى كل سنة باهتمام إعلامي وكروي خاص، رغم أن المقابلة هذه المرة تأتي مع بداية الموسم الكروي الجديد.

ومن جهته، قال سيف الدين النايب رئيس جمعية قدماء اتحاد طنجة، أن الجماهير الشمالية تواقة للاستمتاع بالفرجة الكروية في الديربي، وأن تعيش اللحظة التاريخية بكل جزئياتها، خاصة وأن المقابلة الكلاسيكية تجمع فريقين يمثلان مدينتين تجمعهما الكثير من القواسم الاجتماعية والاقتصادية والعائلية والرياضية المشتركة، كما أن للمدينتين ماض كروي يمتد لعقود من الزمن، واحتضنتا في بعض المراحل نوادي قوية كان لها حضور وازن محلي وقاري ودولي.

وشدد على أن المهم الأساسي لهذه المنافسة الكروية التاريخية هو أن تتجسد القيم الأخلاقية والإنسانية والاجتماعية والرياضية النبيلة، و المقابلة يجب أن تكون لحظة تربية الناشئة على جوهر المنافسة الرياضية والاحترام المتبادل و التعايش والتآخي.

وبخصوص الديربي الذي عايشه سيف الدين النايب، أشار المتحدث الى أنه سيبقى راسخا في ذهنه على اعتبار رمزيته وحميميته وتنافسيته وكونه فرصة لصلة الرحم بين لاعبي الفريقين الذين تجمعهم علاقات إنسانية ورياضية وطيدة، ولا يهم بالتالي من ينتصر بقدر ما يجب أن تسود وتنتصر الروح الرياضية.

وشدد على أن من يخلق الروح الرياضية هم المتدخلون في اللعبة، وعلى الأجيال السابقة أن تزرع القيم الرياضية النبيلة في الأجيال الرياضية الصاعدة، ويكون اللاعبون السابقون قدوة لللاعبين والمسيرين والمتدخلين في اللعبة حاليا لمكافحة ظاهرة الشغب وكل الممارسات المسيئة للرياضة، والقضاء عليها بتضافر جهود جميع المتدخلين.

واعتبر اللاعب السابق لفريق المغرب التطواني كريم اليوسفي أن الديربي، وكما هو معتاد دائما، لا يخرج عن سياقه الكروي والأخوي الصرف، وهو أيضا فرصة لتقديم مثال واقعي حقيقي على أن الرياضة بشتى أنواعها هي وسيلة للتربية والمنافسة النبيلة وتكريس الخلق الكريمة، رغم أن مدة المقابلة لا تتجاوز 90 دقيقة.

وعلى أساس هذه الروح الإيجابية سيلتقي فريقا شمال المغرب مع الرغبة في تحقيق نتيجة إيجابية مع بداية موسم يعد بالكثير من المفاجآت، خاصة وأن نتائج الدورة الأولى من البطولة حملت بعض المفاجآت، بينما أبانت فرق عتيدة عن استعدادها التام لبلوغ منصة التتويج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى