اقتصاد

انتعاش السياحة الداخلية يطرح تحديات جديدة أمام العروض المخصصة للمغاربة

ققت أرقام السياحة الداخلية بالمغرب انتعاشة ملحوظة خلال السنة الجارية، حيث اقتربت من نصف ليالي المبيت المسجلة، متحدية بذلك إكراهات عديدة يطرحها المغاربة عند كل تنقل “استجمامي” داخل تراب المملكة.

ووفقا للأرقام التي قدمتها وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور، فقد وصلت السياحة الداخلية في الأشهر التسعة الأولى من هذه السنة إلى 45 في المائة من ليالي المبيت في مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة على الصعيد الوطني مقابل 30 في المائة قبل الأزمة.

وشكل رفع أرقام السياحة الداخلية تحديا كبيرا للمسؤولين على امتداد السنوات الماضية؛ لكن مشاكل متعلقة بارتفاع الأسعار وسوء الخدمات المقدمة ووفرة العرض الخارجي بأثمنة تفضيلية جعلت اختيارات السياح المغاربة تبتعد عن “السياحة الداخلية”.

وتقول معطيات رسمية صادرة منتصف السنة الحالية عن وزارة الاقتصاد والمالية إن نفقات السياح المواطنين بالمغرب لا تتجاوز 138 دولارا في المغرب، وهو ما يعادل 1300 درهم؛ أغلبها تتحرك في جهات مراكش – آسفي، وسوس – ماسة، ثم طنجة تطوان الحسيمة.

الزوبير بوحوت، الخبير في القطاع السياحي، قال إن الارتفاع الحاصل في السياحة الداخلية يعود بالدرجة الأولى إلى تراجع السياحة الدولية، مؤكدا أنه رغم ذلك فالمؤشر إيجابي؛ لكن يجب ألا يعتمد فقط وسيلة للتنفيس خلال أزمة كورونا وبعدها يتم نسيانه.

وأضاف بوحوت، في تصريح له، أن السياحة الداخلية هي صمام الأمان ويجب أن تكون حاضرة ضمن المحاور الرئيسية للمخططات المستقبلية، مؤكدا أن نسبتها خلال سنة 2019 لم تتجاوز 31 في المائة (7.8 ملايين ليلة سياحية داخلية).

وأشار المتحدث إلى أن مخطط بلادي 2007 لم ينجح في ما كان يصبو إليه على مستوى تعزيز السياحة الداخلية، مؤكدا أن “محطات بلادي” الخاصة باحتضان رحلات المغاربة الداخلية لم تفتتح منها سوى 3 عوض 9 المعلنة بداية البرنامج.

وطالب الخبير في القطاع السياحي بضرورة البحث عن ميكانيزمات جادة تدعم السياحة الداخلية، عبر توفير ميزانيات خاصة بهذا الأمر مثلما يجري في فرنسا على سبيل المثال، وزاد: “غياب الاهتمام بالسياحة الداخلية أمر ملاحظ”.

حسن مرزوقي، الفاعل السياحي في الجنوب المغربي، قال إن الانتعاشة التي حققها القطاع السياحي تعود بالأساس إلى السوق الداخلية، وعمادها تنقلات مغاربة الوطن وعودة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج.

وأوضح مرزوقي أن نسبة الاسترجاع لا تزال محتشمة في بعض الأسواق؛ وعلى سبيل المثال، لم تتجاوز 20 في المائة على مستوى ألمانيا و50 في المائة بالنسبة لإيطاليا وبلجيكا، ناهيك عن تسجيل تفاوتات في الجهات وعدم استطاعة البعض تحقيق معدلات مقبولة.

وسجل المتحدث، في تصريح له، أن الانتعاشة الداخلية تعود إلى أسباب عديدة أساسها هو رغبة الناس في تجاوز مخلفات كورونا؛ لكن استمرار هذا الإقبال رهين باستحضار عوامل عديدة، من بينها توفير استراتيجيات للسياحة العائلية وتفهم القدرات الإنفاقية.

وطالب مرزوقي بضرورة الاهتمام بالقطاع والوحدات الفندقية المغلقة قبل الانتقال إلى أي مشاريع جديدة، مشددا على أن تقوية العروض المتضررة من تبعات الجائحة أمر مهم جدا لمواصلة الأرقام الإيجابية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى