صحة

“أمهات اللوز”.. إليك 4 علامات على هذا النمط التربوي الضار

بعد أن أصبح “تشكيل السلوك الغذائي للأطفال، من قِبل أحد الوالدين، أحد أكثر صور الإصابة باضطراب الأكل شيوعا” -بحسب شبكة “إيه بي سي نيوز” (abcnews) الأميركية- عاد مصطلح “أمهات اللوز” (Almond moms) للانتشار على موقع “تيك توك” (TikTok) وتخطت مشاهدات مقاطعه حاجز المليار و200 مليون مشاهدة إثر تعرض نجمة الأوسكار غوينيث بالترو لهجوم عنيف من مستخدمي الموقع، ووصفها بأنها “أم لجميع أمهات اللوز”.

وظهر “أمهات اللوز” لأول مرة خريف 2022 بعد 10 سنوات من انتشار مقطع من أحد برامج تلفزيون الواقع، تنصح فيه عارضة الأزياء السابقة يولاندا حديد ابنتها “بتناول حبتين من اللوز ومضغهما جيدا” بعد أن شكت الابنة أنها تشعر “بضعف شديد” وفقا لصحيفة “إندبندنت” (independent) البريطانية.

ودافعت الأم عن نفسها واعتبرت أن نصيحتها أُخرجت من سياقها، ولكن ذلك لم ينجح في وقف الحملة الواسعة ضد الأكل المضطرب والعادات الغذائية الصارمة في جميع أنحاء العالم، ورفض “الضغط الأسري على الأطفال ليكونوا نحيفين ويبقوا كذلك بأي ثمن”.

وتنتقد تلك الحملة أيضا ثقافة النظام الغذائي “التي تدور حول التقييد والخجل من صورة الجسد” وتؤثر على العائلات، وخاصة الأمهات وبناتهن “اللائي ينخرطن غالبا في سلوك مماثل لسلوك الأم”.

أمهات اللوز”
ويستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى “نقل المعتقدات الغذائية غير الصحية، أو اضطراب الأكل إلى الأطفال” ويُطلق على اللائي ينقلن اضطراب الأكل إلى أطفالهن، من خلال إخبارهم أنه لا بأس من تجويع أنفسهم ليبدوا نحيفين، وأن الرشاقة وصورة الجسم مهمة للغاية، ولا يجدن غضاضة في تحديد وتقنين احتياجات الأطفال وتفضيلاتهم ومشاعرهم حول أجسادهم وطعامهم، ولو باقتراح وجبة تقتصر على اللوز فقط، كما تقول الدكتورة غيل سالتز أستاذ الطب النفسي المساعد في مستشفى نيويورك.

من جانبها، تقول كارلا ليستر الطبيبة وخبيرة سمنة الأطفال “الأم اللوزية شخص يسيطر عليه رهاب الدهون وصرامة النظام الغذائي، لدرجة تجعلها تتحكم تلقائيا فيمن حولها” فتنقل مخاوفها الخاصة لأطفالها، وتترك لديهم انطباعا بأنها لن تكون راضية حتى يحتفظوا بوزن، رغم علمها أنه قد يتعذر عليهم الوصول إليه”.

أما ديبورا جلبوع خبيرة تربية الأطفال وتنمية الشباب فتلفت الأنظار إلى اعتقاد لدى هذه الفئة من الأمهات “بأن شكل الجسم انعكاس لتقدم الشخصية وجودة الصحة وقوة الإرادة” مما يعزز لديهن الشعور بأن “شكل أجسام الأبناء يُعد مقياسا لنجاح الأمومة” وهو ما تعتبر جلبوع أنه “اعتقاد غير صحيح بالمرة”.

علامات على “أمهات اللوز”
هناك 4 علامات تعتبرها الدكتورة غيل سالتز دليلا على حالة الأم اللوزية، وهي:

لا يمكن الحصول على السكر في بيتها.
كلما رغب الطفل في الطعام، قالت “الطعام يجعلني سمينة، ويجعل والدك سمينا، وسوف يجعلك سمينا”.
عندما يقول الطفل إنه جائع، تتساءل بدهشة: حقا؟ ربما تشعر بالملل فقط: تناول جزرة أو شربة ماء. أو تقول لطفلها: هل تريد شيئا حلوا؟ عليك بالعنب” على سبيل المثال. ولا ترى الأطعمة إلا من خلال السعرات الحرارية المسموح بها.
لا تتوقف عن الإعلان عن عدم رضاها عن صورة جسدها.

مخاطر ثقافة “أمهات اللوز”
بحسب أستاذة الطب الدكتورة إريكا دزيراسا، قد تؤدي تصرفات “أمهات اللوز” إلى “انشغال الأطفال بالوزن والطعام، والشعور بالخزي أو الذنب المرتبط بالطعام، وربما الدخول في صراع من أجل قبول أجسامهم، أو المعاناة من خلل في صورة الجسم أو اضطراب أساسي في الأكل”.

لذا، تُحذر بشدة من خطورة تلقين ثقافة الأكل المُقيد، مؤكدة أن “حفنة من اللوز أو وجبة واحدة في اليوم لا تكفي للحفاظ على الحياة” بل يمكن أن تؤدي التغذية غير الكافية والسلوكيات الغذائية الصارمة إلى “اختلال التوازن الكهربي والهرموني، تساقط الشعر، اضطرابات الجهاز الهضمي، العقم، وحتى الموت القلبي المفاجئ في أسوأ الحالات”.

حتى لا تكوني من “أمهات اللوز”
تقول جلبوع “من الجميل أن تساعد الأمهات الأطفال على التمتع بأجسام صحية، ولكن دون تسميم عقولهم ضد الطعام” وترى أن الخطوة الأولى لتحقيق ذلك هي “التوقف عن تصنيف الأطعمة باعتبارها (جيدة) أو (سيئة) والاكتفاء بالتحدث عن الطعام كوقود لإمداد الجسم بالطاقة”.

وتوصي كل أم قائلة “إذا لاحظتِ أن طفلك يكتسب وزنا، فلا تذكري شيئا عن الوزن أو شكل الجسم؛ ولكن راجعي خزائن طعامك، فهي المصدر الأساسي لتغذيته” مؤكدة على 5 أشياء ثبت أنها تُحدث فرقا كبيرا في لياقة الأطفال وتغذيتهم قبل سن 12 عاما، وهي:

تناول الفطور كل صباح.
تناول الطعام في الخارج مرة واحدة فقط في الأسبوع.
التحرك في الخارج 60 دقيقة في اليوم.
وقت الشاشة الترفيهي لا يزيد على ساعتين في اليوم.
المشروبات المُحلاة لا تزيد على 170 ملليلترا يوميا.

أما فيما يتعلق بالتعامل مع المراهق، فتنصح جلبوع قائلة “تجنبي إخبارهم برأيك، واستبعدي أي أثر لإصدار الأحكام من نبرة صوتك”. وإن كان لابد من الحديث عن شكل الجسم فليكن بصيغة الغائب “فقد لاحظ الباحثون أن ذلك يساعد في تقليل الشعور بالخجل”.

لذا، شددت وخبيرة سمنة الأطفال ليستر على “أهمية تعزيز صورة الجسم الإيجابية، وأوقات الوجبات العائلية” استنادا إلى أدلة علمية تؤكد أنها “تساعد في تربية الأطفال، وحمايتهم من الإصابة باضطراب الأكل، أو زيادة الوزن”. و

ومن جانبها، أوصت أخصائية التغذية مايا فيلر بـ “جعل المنزل مكانا لاحترام أجسام الأطفال، والوثوق بتفضيلاتهم الغذائية، وعدم استخدام الطعام مكافأة أو عقوبة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى