دولي

مؤتمر كوب28 يسلّط الأضواء على الشركات

سيشكل مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب28” الذي افتتح أعماله الخميس في دبي، مساحة للشركات لتكشف عن إعلاناتها البيئية، بهدف إشراكها في الانتقال الأخضر وتمويله، تحت طائلة فتح الباب أمام الغسل الأخضر.
عشية افتتاحها الجمعة، بدت “المنطقة الخضراء” في مدينة “إكسبو دبي” موقع إقامة المؤتمر، مزدحمة، وهي مساحة مخصصة للشركات على هامش مفاوضات المناخ.

في جناح الشركات الناشئة، تتضمن كل الأسماء التي تظهر على كافة الأكشاك تقريبًا كلمتي “كربون” أو “أخضر”.

تتسرّب أضواء من المباني المخصصة للابتكار بينما تسمح دراجات كهربائية (سكوتر) بالتوجه إلى المركز المخصص للنقل.

تُعرض في أكشاك قوائم أطعمة “تستوفي شروط اتفاق باريس”، على مسافة قريبة من بستان زُرعت فيه خضار، تحت أشعة الشمس القوية عند أبواب الصحراء.

٠١ش

ويُتوقع أن يتمّ تقديم أكثر من عشرين التزامًا في قطاعات الطاقة والزراعة والتمويل وحتى حماية الطبيعة خلال منتدى سيجمع بين الجمعة والسبت أكثر من 1100 رئيس شركة وجمعية خيرية، على بعد أمتار من قمّة رؤساء الدول.

وتوضح ساندا أوجيامبو، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة المسؤولة عن الميثاق العالمي الذي أُطلق عام 2000 لإشراك الشركات في التنمية المستدامة، في حديث لوكالة فرانس برس، “ما من حكومة تعمل حاليًا بدون وجود شركات على طاولتها”.

وتضيف “هناك حركة نشطة للغاية للشركات في مؤتمر كوب، وطالما أن التزاماتها موثوقة وملموسة وشفافة، فهذا دليل على أن المناقشات تركز على المستقبل”.

إعلانات ملموسة وأخرى مبهمة

بحسب دراسة شملت أكبر ألفَي شركة في العالم ونشرتها شركة “أكسنتشر” Accenture الأربعاء، فإن 18% منها فقط “تسير على الطريق الصحيح لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050”.

وأظهرت دراسة أخرى أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية BCG أن 14% فقط من الشركات خفضت انبعاثاتها بما يتماشى مع طموحاتها خلال السنوات الخمس الماضية، وأن 10% فقط قامت بقياس انبعاثاتها بدقة.

منذ أسابيع، بدأت إعلانات الشركات تتدفق. فقد أعلنت “طيران الإمارات”، التي لديها جناحها الخاص في مؤتمر الأطراف، عن أول رحلة بوقود طيران مستدام بنسبة 100%. كذلك، أعلن مصرف “بي إن بي باريبا” BNP Paribas الذي أوفد عددًا من الخبراء إلى دبي، التوقف عن تمويل مشاريع الفحم التعديني.

وتبدو هذه الإعلانات ملموسة أحيانًا وأكثر غموضًا في أحيان أخرى. ويشرح لوران لاسكول من المعهد العالي للبيئة في فرنسا، لوكالة فرانس برس أن “محاثات (الشركات الكبرى) يجب أن تؤدي إلى أمر ما خلال مؤتمر كوب”.

لكنّه أشار إلى أن في معظم الحالات، “يتمّ إخراج شيء موجود أصلًا في الأدراج”.

“اغتنام كل فرصة”

وإذ يشرّع كوب28 أبوابه للقطاع الخاص بشكل “غير مسبوق” وفق قول رئيس المؤتمر الإماراتي سلطان الجابر الذي يرأس أيضًا شركة “أدنوك” النفطية الحكومية، فإن الشكوك بشأن تضارب المصالح بين هدف محادثات المناخ والمنظّم الإماراتي، تضع الشركات في موقف صعب.

وأقرّت إحدى المجموعات الفرنسية الكبرى بأنها “تساءلت” ما إذا كان ينبغي عليها الحضور إلى دبي من عدمه. لكنّها أكدت أنها ستكون في نهاية المطاف حاضرة “لأنه من المهمّ اغتنام كل فرصة تساهم في إحداث تغيير”. وكررت كل الشركات التي التقتها وكالة فرانس برس الحجّة نفسها.

وتأتي الشركات أيضًا للتأثير، وحتى لإبطاء تطوّر السياسات العامة، من خلال جماعات ضغط كثيرة ضمن القطاعات.

ولكن العكس صحيح أيضًا: فقد وجّهت أكثر من مئتَي شركة ضخمة كتابًا إلى قادة الدول لحضّهم على وضع جدول زمني للتخلي عن الوقود الأحفوري، بدون استخدام تقنية احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه.

وتدعو شركات عدة بينها إيكيا وكوكا كولا وسوني وروش وأسترازينيكا وباير ودي إتش إل وهاينكن ودانون ونستله، الدول المنتجة التي تشتري منها مصادر الطاقة، إلى إزالة الكربون من أنشطتها.

وتقول ماريا منديلوثي، مديرة منظمة “وي مين بزنس” We Mean Business التي نسّقت هذه الدعوة، “إننا نميل إلى تركيز الانتقادات على أولئك الذين يتخذون خطوات، في حين يجب أن تُسلط الأضواء على أولئك الذين لا يفعلون شيئًا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى