“وليد الركراكي” من أسد أطلسي إلى مدرب الأسود
كلما أقبلنا كمغاربة على مناسبة كروية مهمة ، تتحرك داخلنا أحاسيس الوطنية و شغف الفرجة ، ننسى الهزائم و خيبات الأمل و نعانق آمالا جديدة تكبر معها الرغبة في التشجيع و المساندة بنفَس جديد ، منتظرين الوصول إلى نتائج تثلج الصدر و ترسم الفرح على وجوه الجماهير الكروية المتعطشة للانتصارات .
مونديال قطر 2022 سيكون بطعم خاص لأن المنتخب المغربي لكرة القدم سيكون بصحبة مغربية هذه المرة . فبعد أن أعلنت رسميا الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عن وليد الركراكي كناخب وطني جديد إلى غاية سنة 2026 ، سيكون المنتخب المغربي لثاني مرة في تاريخ المونديال بقيادة مغربية ، بعد أن كانت الأولى مع عبد الله بليندة في أمريكا 1994 .
بديلُ خاليلوزتش وليد الركراكي سيبدأ المشوار مع أسود الأطلس بعد أن عرف في السنوات الأخيرة نجاحا مهما في مسيرته التدريبية مع الأندية ، حيث حقق مع نادي الفتح الرياضي إنجازا تاريخيا استطاع من خلاله إزالة عقدة النادي التي دامت لسنوات ، وذلك بتحقيق أول لقب للدوري المغربي في تاريخ النادي موسم (2016 ـ 2015 )، بالإضافة طبعا لتتويجه بكأس العرش عام 2014 .
و في تجربته مع نادي الدحيل القطري فقد حقق وليد الفوز بلقب دوري نجوم قطر ، و بعد ذلك عندما توجه إلى نادى الوداد الرياضي في عام 2022 ، مكن الفريق من إحراز لقب دوري أبطال افريقيا الذي حققه مناصفة مع لقب البطولة الوطنية في ثنائية تاريخية لأصحاب القميص الأحمر ، عرفت بلوغ الفريق لنهائي كأس العرش .
و كشف فوزي لقجع في تقديمه للركراكي بالندوة الصحفية التي عقدت بمركب محمد السادس في المعمورة ، ضواحي سلا ، عن الأهداف التي سطرتها الجامعة الملكية مع الناخب الوطني وليد الركراكي و التي ترتكز على الارتقاء بمستوى المنتخب ، مشيرا على أن الركراكي يتوفر على جميع الظروف التي تسمح له بتحقيق أفضل النتائج مع أسود الأطلس في الاستحقاقات القادمة . هذا من جهة، و من جهة أخرى تم الكشف أيضا عن الطاقم التقني الذي سيرافق وليد في مهمته الجديدة و الذي يتشكل من اللاعبين الدوليين السابقين رشيد بنمحمود و غريب أمزين بالإضافة إلى عمر الحراق في تدريب الحراس و إيدو غونزاليس في الإعداد البدني .
و قدم المدرب الشاب (47 عاما ) تصريحات مليئة بالإيجابية خلال الندوة مؤمنا بالجهد و القتالية اللازمين لحصد انتصارات ينتظرها الجمهور بفارغ الصبر ، و مؤكدا على أن لائحة اللاعبين لن تحمل اسما ، إلا إذا كان أهلا لصنع الفرجة على أرض الميدان قائلا ، أننا بحاجة إلى روح مغربية قتالية في اللعب حيث أكد وليد على أنه يعرف ما يريد من المنتخب و الأداء المرجو من اللاعبين مرسلا في تدخله تحية شكر للناخب السابق وحيد خاليلوزتش على تأهيل المغرب إلى كأس العالم 2022.
و أردف وليد قائلا : ” حين يحضر نداء الوطن لا مجال للعطلة، والرهان عليّ من طرف الجامعة المغربية يحقق حلمي بتدريب هذا المنتخب الذي حملت قميصه، خصوصا أن جيلي لم يكتب له التواجد في كأس العالم. إنه حلم حملته كلاعب وسأحققه كمدرب”. و بخصوص أسئلة الصحفيين عن حضور حمد الله وزياش في المنتخب ، أجاب الركراكي بكل وضوح : ” لا فرق بين لاعب وآخر، أقبل بأي مغربي ما دام المستوى الذي يقدمه هو الأفضل، لكنني أميل إلى من يعطي الإضافة ويعتبر المنتخب المغربي كبيرا على الأداءات الفردية “. ثم أضاف الناخب الوطني في تفاعل مع أسئلة الصحافة ، أن هدفه في المونديال قصير المدى و بالتالي لا يمكن له تغيير الفريق بالكامل ولا الدخول في تجارب قد لا تنجح ، لكنه سيضع بصمة خاصة به بعد كأس العالم بقطر . فالمنتخب المغربي من بين كبار القارة الإفريقية في كرة القدم، والمبتغى يرتبط بمواصلة العمل من أجل جعل كرة القدم المغربية من بين الكبار على المستوى العالمي، وأن هذا الطموح الكبير يحتاج إلى اشتغالات يومية بين الطاقم المشرف على المنتخب الأول والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
و من الجدير بالذكر أن تعيين الركراكي كمدرب لأسود الأطلس يأتي قبل 3 شهور من مشاركة المنتخب المغربي في مونديال ” قطر 2022 “، حيث سيكون سيتنافس المغرب مع منتخبات المجموعة السادسة : بلجيكا وكندا وكرواتيا.