المغرب بعين رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة
بعد مسار انتخابي طويل ومنافسة شديدة مع ريشي سوناك، انتخبت ليز تراس (47 عامارئيسة لحزب المحافظين والحكومة البريطانية خلفاً لبوريس جونسون المستقيل، بعدما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية في حكومته السابقة.
ومنذ إعلان تولي تراس منصب رئيس الوزراء، خصصت وسائل إعلام دولية، خاصة في دول الاتحاد الأوروبي، مواد صحافية مختلفة ذهب بعضها إلى النبش في المسار الشخصي والأكاديمي والسياسي لقاطنة “داوننيغ ستريت” الجديدة، فيما اهتمت أخرى بمواقفها منذ دخولها غمار السياسة من بوابة حزب الليبراليين الديمقراطيين في جامعة أكسفورد التي درست بها السياسة والفلسفة والاقتصاد.
وعُرفت ليز تراس، الابنة لأبوين بتوجهات سياسية يسارية، بمواقف توصف بـ”المثيرة”، إلى درجة وصفها بـ”حرباء سياسية”، منها مطالبتها في عام 1994 بإلغاء النظام الملكي قبل عامين من التحاقها بحزب المحافظين، إلى جانب معارضتها الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء المملكة المتحدة في عام 2016.
في دجنبر من العام الماضي، وخلال تحملها مسؤولية وزارة الخارجية في حكومة بوريس جونسون، اجتمعت تراس بنظيرها المغربي، ناصر بوريطة، في لندن، ونوّهت خلال هذا الاجتماع، باسم الحكومة البريطانية، بالإصلاحات المنفذة من طرف المغرب بقيادة الملك محمد السادس من أجل مجتمع واقتصاد قويين وأكثر انفتاحا ودينامية، كما أشادت بنجاح حملة التلقيح التي نظمتها المملكة في سياق محاربة جائحة “كوفيد-19”.
وبشأن قضية الصحراء المغربية، أعلنت الحكومة البريطانية، مباشرة بعد الاجتماع المذكور (الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي المغربي البريطاني)، دعمها لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2602 الذي يرحب بالجهود “الجادة” و”الموثوقة” التي يبذلها المغرب لحل النزاع حول الصحراء المغربية، مشددة على “الدور الأساسي” للأمم المتحدة في عملية تسوية هذا النزاع ودعمها لجهود ستيفان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، إلى الصحراء.
و يرى خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، أن العلاقات المغربية البريطانية “ستبقى مستقرة في المستقبل القريب والمتوسط والبعيد”، مستبعدا أي أثر لتغيير رئيسة الوزراء من الحزب الحاكم على مسار هذه العلاقات، وذلك بالنظر إلى عدم وجود أي تغيير على مستوى البنية السياسية الحاكمة الحزبية.
واعتبر شيات، أن “ما يربط المغرب عموما بمجموعة من الدول الغربية ليس الجانب الإيديولوجي أو الحزبي أو الانتماءات السياسية لرؤساء الوزراء والحكومات، ولكن الترابط الاستراتيجي الذي يتجاوز الترابط الاقتصادي”، مشيرا إلى قضايا مشتركة تجعل من المغرب محط ثقة لهذه الدول، كما أن القطاعات التي يتم التعاون فيها هي قطاعات ذات طابع مستقر على المدى البعيد، كما هو الحال بالنسبة للطاقة المتجددة.
وحث الخبير في العلاقات الدولية المغرب على تعزيز علاقاته مع بريطانيا، “وذلك لكونها دولة مهمة على مستوى العلاقات الدولية المعاصرة ولديها عضوية دائمة داخل مجلس الأمن وحق الفيتو”. وبالتالي، يضيف شيات في ختام تصريحه لهسبريس، “في صالح المغرب أن يحافظ على استقرار هذه العلاقات وتعزيزها وتطويرها على مستويات متعددة استراتيجية، وليس فقط آنية”.