إسدال الستار على الدورة الـ 21 للمهرجان الوطني لفن العيطة
أسدل الستار، أمس الأحد بمدينة آسفي، على فعاليات الدورة الـ21 للمهرجان الوطني لفن العيطة، التي تواصلت لثلاثة أيام، وجمعت بين الجوانب الفرجوية والأكاديمية، ورامت الاحتفاء بمكون محوري من مكونات الثقافة الشفهية المغربية.
واحتفت الدورة التي نظمتها، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع عمالة إقليم آسفي، بكل من فاطمة موجاد، وعبد الرحيم الجبيلي، “باعتبارهما هامتين فنيتين ساهمتا طيلة مشوارهما الفني الحافل، في التعريف بفن العيطة وضمان استمراريته”.
وتوخت الدورة، التي انعقدت تحت شعار “فن العيطة.. المشترك في المتعدد”، رد الاعتبار لرجالات العيطة ونسائها ممن نذروا حيواتهم لصون هذا التراث العريق واستدامته، لكونه يسم سيمياء عموم المغاربة ويمتح من جغرافيتهم.
وكان الجمهور خلال الأمسية الختامية مع سهرة مسفيوية خالصة أثثتها ثلة من النجوم على غرار سهام المسفيوية، والعربي لشهب، وخوت لعلام، إضافة إلى عندليب عبدة، الذين قدموا أغاني من ريبيرتوارهم الحافل وباقة أخرى من الأغاني الشعبية التي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب.
و قال سعيد لقبي، عضو اللجنة التنظيمية للدورة الـ 21 من مهرجان العيطة، ورئيس “جمعية أصدقاء تور هيردال”،إن المهرجان نظم بعد العودة التدريجية للحياة الطبيعية عقب جائحة كورونا، معبرا عن فخره لكونه يرد الاعتبار لجزء من هوية مدينة آسفي، ويحتفي برواد فن العيطة.
وأشار إلى أن الدورة عرفت مشاركة عدد كبير من نجوم الأغنية الشعبية، من قبيل الفنانين حجيب والستاتي والمحفوظي، لافتا إلى تنظيم ندوة أكاديمية انكبت على بحث فن العيطة من الجانب العلمي، وتوطينها الجغرافي.
وكشف أن هذه الدورة شهدت بحث سبل إدراج فن العيطة كتراث إنساني لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، من أجل صون هذا التراث الذي يعد أحد مكونات الهوية المغربية وجعله رافعة للتنمية السوسيو-اقتصادية.
واندرج تنظيم المهرجان الوطني لفن العيطة، حسب المنظمين، ضمن خريطة المهرجانات التراثية التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، والرامية إلى تثمين الموروث الحضاري المغربي، وصون الذاكرة الفنية الجماعية.
ووفق المصدر ذاته، فقد بصمت النسخة الـ21 لهذه التظاهرة “على تقاطعات إيقاعية لفن العيطة كتعبير هوياتي متعدد الروافد يستقي مرجعيته الفنية الأصيلة من المكون المحلي المغربي”، مضيفا أن “فعاليات المهرجان تعد مناسبة للوقوف على المتون الإيقاعية والمقامات الموسيقية الناظمة لهذا الفن الأصيل، الذي يعبر عن غنى الثقافة المغربية بتعدد روافدها الحضارية والإنسانية”.
وشاركت في فعاليات هذه الدورة، 24 فرقة من مختلف مناطق المغرب تمثل الأنماط الإيقاعية لـ “الحصباوي”، و”الحوزي”، و”الزعري”، و”المرساوي”، و”الملالي” و”الجبلي”، إلى جانب سهرات فنية أحياها أيقونة فن العيطة “حجيب فرحان”.
وعرفت ساحة مولاي يوسف تنظيم عروض فنية تراثية لكل من الفنانين “ولد سبعمية”، و”نجوم البهاليل” و”أيوب العبدي” و”الستاتي”، وآخرين.
وأكاديميا، شهدت التظاهرة تنظيم ندوة فكرية بعنوان “فن العيطة بين الرافد المحلي والمشترك العالمي”، شاركت فيها نخبة أكاديمية متخصصة في فن العيطة، وأكدت الحاجة إلى توثيق هذا التراث الشفهي الذي يتعين صونه من الاندثار وضمان استدامته.
كما شكلت مناسبة لاستجلاء خصوصية هذا النمط الموسيقي الفذ، وبحث سبل الانكباب الأكاديمي على تيماته التي تشتغل على مواضيع من قبيل الأرض والتراب والوطن والفرس.
وبالموازاة مع فعاليات المهرجان، تم تنظيم معرض جماعي للفنون التشكيلية، بشراكة مع جمعية “أفق أرت” للثقافة والفن، كما تم عرض صـور المكرمين في الدورات السابقة، بالإضافة إلى معرض تراثي للآلات الموسيقية الخاصة بفن العيطة.