لماذا لا نتحدث عن الإرث البشع للملكة إليزابيث والإمبراطورية البريطانية؟
أثارت وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية جدلا عالميا حول سؤال جوهري هو: لماذا لا نتحدث بصدق عن الملوك الذين خدموا الإمبراطورية البريطانية القوية التي تميز تاريخها بالوحشية؟
بهذا السؤال استهلت الكاتبة الصحفية كارين عطية مقالا لها في صحيفة “واشنطن بوست” (The Washington Post) الأميركية انتقدت فيه ما وصفته بخطاب الدعاية والجهل الذي تم خلاله تناول وفاة الملكة، والذي يتعارض مع سجل بريطانيا التاريخي وما تعرضت له شعوب في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأيرلندا من معاناة خلال الاستعمار البريطاني.
وقالت الكاتبة إن الملكة الراحلة تعتبر رمزا للباقة والاستقرار في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية في المخيلة الغربية، لكن ذكرها وبقية أفراد العائلة البريطانية المالكة يثير مشاعر معقدة لدى شعوب البلدان التي غزتها المملكة المتحدة وقطعت أوصالها واستعمرتها على مدى قرون.
وأشارت إلى أن كثيرين يرون أن البريطانيين -بمن فيهم الملكة- يتحملون مسؤولية الجرائم التاريخية التي ارتكبتها بريطانيا، وقد تعرضت البروفيسورة أوجو أنيا -وهي أستاذة نيجيرية تعمل في جامعة كارنيجي ميلون الأميركية- لانتقادات شديدة عندما غردت الخميس الماضي معلقة على خبر احتضار الملكة إليزابيث الثانية بالقول “سمعت أن رئيسة ملوك إمبراطورية الإبادة الجماعية والسرقة والاغتصاب تحتضر، أتمنى أن يكون ألمها مضاعفا”.
وعلقت عطية بأن كلمات الأستاذة النيجيرية بحق الملكة كانت قاسية وبغيضة، لكنها لن تكون مفاجئة لكثيرين ممن عاشوا صراع ومعاناة أجيال من العائلات، من بينها عائلة أنيا التي ارتكب البريطانيون بحقها المذابح وهجروها من أراضيها.
وأشارت إلى أن المدافعين عن الملكة الراحلة يرون أنها حررت الشعوب التي كانت ترزح تحت الاستعمار البريطاني، فقد انتهى الاستعمار في عهدها.
بيد أن عطية ترى أن معطيات التاريخ تفند تلك الدعوى، فعندما تولت إليزابيث الثانية العرش في عام 1952 ورثت إمبراطورية قد بدأت قوتها العالمية تضعف، حيث كانت الثورات تشتعل في مستعمراتها.