المغرب يحتضن نقاشات تطوير قدرات الوقاية المدنية في افريقيا
في خضم التحديات المتزايدة التي تواجهها مختلف البلدان نتيجة التغيرات المناخية، وما يترتب عنها من كوارث طبيعية من حرائق وفيضانات وغيرها… تحتضن العاصمة المغربية الرباط الاجتماع الإفريقي السادس للمدراء العامين ومدراء الوقاية المدنية للدول الأعضاء في المنظمة الدولية للوقاية المدنية.
ويهدف الاجتماع، المنظم من طرف المنظمة الدولية للحماية المدنية والمديرية العامة للوقاية المدنية بالمغرب، إلى تبادل الخبرات بين الدول الأعضاء في مجالات إدارة وتدبير المخاطر وتعزيز أفق التعاون بينها.
كما يهدف، بحسب إفادة عزيز خويلي، مدير مصلحة الإغاثة بالمديرية العامة للوقاية المدنية، في تصريح لهسبريس، إلى وضع استراتيجيات جهوية إفريقية في مجال إدارة وتدبير المخاطر، ورفع مستوى بنيات الوقاية المدنية لدى الدول الإفريقية.
وقالت مارياتو ياب، الأمينة العامة للمنظمة الدولية للحماية المدنية، التي أنشئت عام 1931، إن من بين الأهداف الرئيسية للمنظمة، تشجيع وضمان تبادل المعلومات والخبرات بين الدول الأعضاء في مجال الوقاية المدنية والإنقاذ، مشيرة إلى أن المنظمة تعمل بمقاربة لتدبير المخاطر تقوم على تجميع الوسائل والموارد.
وأشارت المتحدثة ذاتها إلى الاستراتيجية الإفريقية التي تم إطلاقها خلال الاجتماع الإفريقي الخامس للمدراء العامين ومدراء الوقاية المدنية للدول الأعضاء في المنظمة الدولية للوقاية المدنية، المنعقد بمدينة لومي تحت شعار: “وقاية مدنية بدون حدود من أجل قارة إفريقية قادرة على الصمود”.
وأوضحت الأمينة العامة للمنظمة الدولية للحماية المدنية أن الاستراتيجية الإفريقية في هذا المجال يتم تنفيذها من خلال ثلاثة أجهزة؛ يقوم الأول بمهمة تجميع ومشاركة المعطيات والمعلومات حول المخاطر والكوارث، ويشتغل الثاني على تقوية قدرات الفاعلين في مجال الوقاية المدنية، بينما يتولى الجهاز الثالث مهمة توفير وسائل وآليات التدخل.
وتضم المنظمة الدولية للحماية المدنية 60 دولة، منها 28 دولة من القارة الإفريقية.
ونوّه الوالي محمد فوزي، الكاتب العام لوزارة الداخلية، إلى أن الاجتماع الإفريقي السادس للمدراء العامين ومدراء الوقاية المدنية للدول الأعضاء في المنظمة الدولية للوقاية المدنية، يعكس الالتزام القوي لهذه الأخيرة بتقوية العلاقات التي تربط بين الدول الإفريقية، وتعزيز قدرة الدول الأعضاء في مجال الوقاية المدنية، مشيرا إلى أن عالم اليوم تتهدده مخاطر شتى، ترتبط أساسا بالتغيرات المناخية، وهو ما يتطلب التزاما قويا من أجل مواجهة التحديات المطروحة.
وعرّج محمد فوزي على المنجزات التي حققها المغرب في مجال تقوية جهاز الوقاية المدنية مباشرة بعد الخطاب الملكي عقب زلزال مدينة الحسيمة عام 2004، حيث تم وضع حكامة مؤسساتية على مستوى تدبير المخاطر، وتقوية قدرات المؤسسات المعنية.
ويصل عدد التدخلات التي تنفذها مصالح جهاز الوقاية المدنية في المغرب إلى أزيد من 300 ألف تدخل في السنة، على صعيد مختلف ربوع المملكة.
وتتوفر المديرية العامة للوقاية المدنية بالمغرب، التابعة لوزارة الداخلية، على مجموعات متخصصة، منها مجموعة البحث والإنقاذ، المختصة في إنقاذ الضحايا باستعمال آليات متطورة، ومجموعة البحث عن المفقودين، وفرق متخصصة في إنقاذ الغرقى في الشواطئ والسدود والأنهار والآبار، حيث يتم إنقاذ أزيد من 20 ألف شخص من الغرق سنويا.