رشيد الوالي: “جروح” مسلسل يشرف المغرب و”الأعمال الدرامية” تعود بقوة
ضرب الفنان المغربي القدير رشيد الوالي موعدا مع جمهوره من خلال عمله الجديد “جروح”، الذي يعرض عبر قناة “إم بي سي5” من الإثنين إلى الخميس، ويشارك فيه ثلة من ألمع نجوم الساحة الفنية المغربية.
وفي حوار قام به الوالي ، تحدث عن تفاصيل مسلسل جروح، بما فيها قصة العمل والشخصية التي يجسدها، وكذا سر تفوق الأعمال الدرامية في السنوات الأخيرة.
حدثنا عن مسلسل “جروح” الذي انطلق عرضه عبر شاشة قناة “إم بي سي 5”.
جروح هو من آخر المسلسلات التي اشتغلت عليها السنة الماضية مع شركة “سيغما”، وهو من تأليف يحيى فاندي وعدنان موحجة، ويعد أول عمل من نوعه آخذ فيه هذه النوعية من الأدوار، بحيث أجسد شخصية “الوافي”، وهو أب ذو شخصية قوية وسلطوي على محيطه، لديه مجموعة من الأراضي ومتزوج من امرأتين، وفي الوقت نفسه لديه ماض ثقيل يحاول التغلب عليه بعد عودة شابة للانتقام لوالديها.
ومن بين الأمور التي أعجبتني في مسلسل جروح هي طريقة الكتابة، وتموضع الشخصيات، وتسلسل الأحداث، وكذلك طريقة اشتغال المخرج أكتاريس الذي أعطى كل جهده وكان في الاستماع. كما قمنا بتكوين خلية تهتم بكل صغيرة وكبيرة، فلا نصور المشهد إلا بعد الاتفاق عليه، كما كان كل ممثل يبذل قصارى جهده.
ماذا عن شخصية “الوافي” التي تجسدها في العمل؟
الوافي” شخصية جديدة بالنسبة لي بطبيعة الحال، لكنني أنتمي إلى المشخصين، ومدرستي التمثيل، لذلك يمكنني أن ألعب أي دور.. لكنني لا أُمنح دائما هذه الأدوار، بحكم الشكل، وكذا إتقاني مجموعة من الأدوار التي تكون قريبة من المشاهد وإيجابية؛ وهذا نراه في العالم كله، فمثلا أميتاب باتشن وشاروخان يمكنهما تجسيد أي دور، لكنهما دائما يجسدان دور البطل الطيب والقريب من قلوب الناس.
وفي هذا العمل كان عندي تحدي أن أقوم بدور يكرهه الناس ويتعاطفون معه في الوقت المناسب، وقد أعطيت كل وقتي لهذا، والحمد لله لقي نجاحا منقطع النظير، وأسعدني تفاعل الناس وإعجابهم بإتقاني هذه النوعية من الأدوار.
هل أصبح صناع الدراما المغربية اليوم متمكنين من هذه النوعية من الأعمال؟
لدينا اليوم تقنيون ومنتجون، وما ينقصنا في كثير من الأحيان هو أن يكون للإنسان هم بشأن دراما بلده، بمعنى أنه عندما نعرض أعمالنا عبر قنوات كبيرة يشاهدها العرب فإنه يجب الانتباه إلى أننا نشتغل على صورة البلاد، والعلم الوطني، والفنان المغربي، ويجب أن نعرف أننا سفراء لبلادنا.
ولهذا أكون جد سعيد عندما أجد منتجين يراعون الله ويقدمون لوطنهم أعمالا مناسبة مثل الدول الأخرى. إضافة إلى أن الجودة تكون عاملا مهما لكي يشاهدنا الناس رغم أن الدول الأخرى تكون لديها إمكانيات أكبر مما يعطى لعمل مغربي. والفنان والمنتج المغربي اليوم مستعد، ولديه كامل الإمكانيات للإبداع والتميز.
هل هناك جزء ثان لـ”جروح”؟
مع الأسف، بعد الضجة التي أثيرت حول سيناريو العمل، وتصريحات مجاهد، الذي قال إنه يشبه إلى حد ما ما كتبه سابقا، فالقضية مازالت لدى المحكمة، وارتأت القناة وقف هذه العملية.
الآن ليس هناك جزء ثان، إلى حين قول القضاء كلمته، أو نمر إلى شيء آخر، لأن من صنع “جروح” قادر على صناعة عمل آخر أفضل إن شاء الله.
النجاح الذي حققه العمل على منصة “شاهد”، هل تتوقع الأمر نفسه بعد عرضه على التلفزيون؟
العمل حقق نجاحا كبيرا على “شاهد”، والآن الناس تنتظره، والحمد لله على تواجد قناة “إم بي سي 5″، لأنه لا يمتلك الجميع المنصة، وليست لهم هذه الوسيلة للانخراط ومشاهدة الأعمال المعروضة؛ لذلك كنا ننتظر هذا العرض على التلفزيون، لعدة أسباب، من بينها افتخارنا بتقديم عمل يشرف المغرب والمغاربة ويشرف الممثل والتقني المغربي، ويشرف أيضا الديكورات التي صورنا فيها، إذ سافرنا ولم نصور فقط في منطقة الدار البيضاء، وشركة الإنتاج لم تبخل علينا لأن همها كان تقديم عمل ينافس الأعمال الأخرى.
ولما عرض “جروح” على منصة “شاهد” نافس أعمالا كبيرة وبإمكانيات ضخمة، وتسابق معها واحتل المرتبة الأولى، علما أنه كان في الموسم الأول فقط، وفيه 15 حلقة، مدة كل واحدة نصف ساعة.
في السنوات الأخيرة تفوقت الأعمال الدرامية على الأعمال الكوميدية، برأيك ما السبب؟
الأعمال الدرامية تملك عاطفة الناس بحكم قربها منهم، بالإضافة إلى أنها في أغلب الأحيان تعطى الوقت الكافي في الكتابة والحبكة، بينما الأعمال الكوميدية تنجز بطريقة فيها الكثير من السرعة…لا يمكننا الاعتماد فقط على إعطاء وضعية معينة لممثل لأنه يضحكنا بالشعبوية وطريقة فيها الكثير من الاستهتار.
لهذا تكون على الأعمال الكوميدية مجموعة من الانتقادات، إضافة إلى أن مهمة إضحاك الناس أصعب من أن تبكيهم، لأنه عندما تلمس الوتر الحساس وتظهر لحظة ألم أو ضعف فإن هذه الأشياء قريبة من الناس وتلمس أحاسيسهم إذا كانت هناك حبكة وأداء جيدين.
والحمد لله، نحن سعداء لأن الدراما عادت بقوة في السنوات الأخيرة، وهذا بفضل الاهتمام الذي أصبحت توليه القنوات الوطنية لهذا النوع من الأعمال، كما أصبحت تقدم أعمالا دون الحكم عليها، لأنه لا بد من الفوضى لاكتشاف الذات وإعطاء حكم؛ وبالتالي أهنئ كل من ساهم في رفع مستوى الدراما المغربية.