وزارة الصحة تكشف عن استراتيجتها للوقاية والحد من الانتحار
أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، عزمها إطلاق استراتيجية وطنية للوقاية من ظاهرة الانتحار ومحاولات الانتحار، والتي استفحلت في المجتمع المغربي، بناء على دراسة علمية سبق وأنجزتها سنة 2019.
وأوضحت الوزارة، أنها ستشرع في اتخاذ الإجراءات العملية للحد من هذه الظاهرة، معلنة أنها ستنطلق في الأشهر القادمة، في إطار ما سمته بـ”الاستراتيجية الوطنية للوقاية من الانتحار للفترة 2023-2030″، والتي بلورتها بشراكة مع جميع الجهات المعنية بالمشكلة.
وتتمحور هذه الاستراتيجية، وفق ما كشفته الوزارة، على العمل على الحد من الوصول إلى وسائل الانتحار خصوصا المواد الكيميائية السامة، وإنجاز دراسة وطنية حول السلوك الانتحاري عند الساكنة العامة والفئات المعرضة لهذه الظاهرة أكثر (السجناء والشباب).
وأضافت وزارة الصحة، أنها ستقوم بإنشاء المرصد الوطني للسلوك الانتحاري، فضلا عن وضع منظومة معلوماتية خاصة بالسلوك الانتحاري ومأسستها، وتحسين التدخلات والتكفل الطبي والنفسي بمحاولات الانتحار بالمستشفيات العامة.
كشفُ الوزارة لهذه الخطة، جاء في جواب على سؤال كتابي، سبق وتقدم به فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، حول انتشار محاولات وحالات الانتحار، والذي أشار فيه الفريق، إلى نسبة 2,1 في المائة، من محاولات الانتحار ضمن ساكنة الدار البيضاء، و6,5 في أوساط التلاميذ.
هذا و أوضحت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أن الوسائل الشائعة المستعملة في عمليات ومحاولات الانتحار هي المواد الكيميائية السامة، خاصة المبيدات الحشرية.
وبينت المعطيات التي أوردتها الوزارة، في جوابها، أن 12 في المائة من الجثث التي تم تشريحها بمركز الطب الشرعي بالدار البيضاء خلال سنة 2017، كان سبب وفاتها هو الانتحار، فيما تم استشفاء عشرات حالات محاولة الانتحار عند الأطفال أقل من 14 سنة، إذ تم التكفل بهذه الحالات بمصلحة الطب النفسي للأطفال والمراهقين بالمركز الاستشفائي ابن رشد بالدار البيضاء.
وتوصلت الوزارة إلى أن الهدر المدرسي والخلافات العائلية والعنف الجنسي من السوابق الشخصية الشائعة عند هؤلاء الأطفال الذين قاموا بمحاولة الانتحار، والذين تم استشفائهم بمصلحة المستعجلات بمستشفى الأطفال التابع للمركز الاستشفائي ابن سينا بالرباط بين 2012 و2015.
وإلى جانب ذلك، تعمل الوزارة على تكوين قادة الرأي المؤسساتيين والجماعتيين حول السلوكيات الانتحارية في أفق إشراكهم في حملات التحسيس والتوعية، والذين هم بالدرجة الأولى الأئمة والمرشدين الدينيين، والمنظمات غير الحكومية، وشخصيات من نجوم الفن والرياضة، للانخراط في أهداف هذه الاستراتيجية التي هي في طور الإصدار.
وسيتم إعداد خطة استراتيجية للتواصل حول السلوك الانتحاري، فضلا عن إعداد وتنفيذ ميثاق أخلاقي مع وسائل الإعلام من أجل التعاطي الإيجابي والاحترافي مع المعلومات والمعارف المرتبطة بالسلوك الانتحاري.