اقتصاد

خبراء يناقشون سبل إنعاش السياحة بالمغرب

نظم معهد صندوق الإيداع والتدبير والصندوق الاستثماري التابع للصندوق “مضايف”، الخميس، ندوة رقمية حول تعزيز المنظومة السياحية بمشاركة ثلة من الخبراء لمناقشة واقع وآفاق وسبل تطوير هذا القطاع الذي يلعب دورا مهما في الاقتصاد الوطني.


يأتي اختيار هذا الموضوع في وقت تشهد فيه الصناعة السياحية تحولات متسارعة خلال السنوات الماضية مع ظهور تطلعات جديدة فيما يخص العطل، إضافة إلى التكنولوجيات الحديثة التي تتيح فهما أكثر عمقا لرغبات السياح.


قال جون لوك بولين، المستشار في السياحة، خلال مداخلته في الندوة، إن المنظومات السياحية تهم مختلف الفاعلين الخواص، من مؤسسات إيواء ونقل ومطاعم، وصولا إلى الفاعلين العموميين من جماعات ترابية وحكومات التي يجب أن توفر البنيات التحتية اللازمة والترويج للوجهات؛ وهو ما يجعل هذه المنظومات معقدة للغاية، بالنظر إلى أن هؤلاء الفاعلين يلعبون دورا مهما في نجاح تجربة السائح.


من جهتها، أشارت حسنى مدغري العلوي، مديرة الابتكار بشركة “مضايف”، إلى أن صناعة السياحة قطاع رئيسي في اقتصاد المغرب؛ وهو ما ركزت عليه مجموعة صندوق الإيداع والتدبير من خلال شركة “مضايف”، كما أشارت إلى أن السياحة يمكن أن تحقق قيمة مضافة حقيقة للتنمية في الجهات.


وأوردت مدغري العلوي أن الأزمة الصحية لكوفيد-19 أثرت بشكل كبير على القطاع، الذي كان يمثل فيما سبق حوالي 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وزادت قائلة: “اليوم هناك مساع لإعادة الدينامية إلى هذا القطاع وتشجيع الابتكار فيه وفقا لما تفرضه مرحلة ما بعد كوفيد”.


واعتبرت المسؤولة أن هناك، بالإضافة إلى الدعم الذي قدمته الدولة للشركات العاملة في القطاع، ضرورة لانخراط الجماعات الترابية في هذا المسار لجعل السياحة مساهما أكبر في الاقتصاد.


بدوره، تطرق العربي صفا، أستاذ بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بالصويرة، إلى أن السياحة كانت دائما تواجه أزمات مثل الأزمة التي أفرزتها جائحة كورونا، وأكد أن الرغبة في السفر أقوى من كل الأزمات؛ وهو ما تجلى من أرقام السياحة وطنيا ودوليا مع تخفيف إجراءات منع التنقل، بعد خفوت أزمة كورونا.


عثمان شريف علوي، رئيس المجلس الجهوي للسياحة بالدار البيضاء سطات، قال إن الأزمة أضرت بالقطاع بشكل كبير من خلال اختفاء 50 في المائة من الوظائف، وتساءل قائلا: “كيف يمكن تحقيق انتعاش السياحة بدون موارد بشرية واستثمارات القطاع الخاص الذي فقد كل الاهتمام؟”.


وشدد المتحدث ذاته على أن رؤية القطاع بتحقيق 26 مليون سائح في السنوات المقبلة يجب أن تتحقق على الرغم من وجود عقبات عديدة.


وفي هذا الصدد، لفت رئيس المجلس الجهوي للسياحة بالدار البيضاء سطات إلى أهمية العمل على رفع متوسط الإقامة التي يقضيها السائح الأجنبي في المغرب والتي لا تتجاوز حاليا 2.3 أيام، مؤكدا أن الرهان هو الوصول إلى 4 أيام في المتوسط؛ وهو ما يتطلب حكامة جيدة ومواكبة حقيقية ما دام الطلب كبيرا على وجهة المغرب، وفق تعبيره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى