صحة

النوم القهري أو النوم المفاجئ: أعراضه وأسبابه وطرق علاجه

قد تصبح المهام الروتينية مثل القيادة أو الطهي خطيرة إذا نمت فجأة أو فقدت السيطرة على عضلاتك! ما هو النوم القهري؟ ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟

ما هو النوم القهري؟

حسب المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية، النوم القهري هو اضطراب عصبي نادر، يجعل الشخص ينام فجأة وفي أوقات غير مناسبة، ولا يستطيع التحكم في رغبته بالنوم، أو تحديد وقت معين للاستيقاظ. لا يستطيع الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب السيطرة على رغبتهم في النوم خلال النهار، قد ينامون فجأة خلال ممارستهم أي نوع من النشاط.

خلال النوم العادي والنموذجي، يدخل الشخص في المراحل المبكرة من النوم، يليها المراحل الأعمق، ثم بعد 90 دقيقة تأتي مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM). إلا أن الأمر مختلف تماما لدى المصابين بالنوم القهري، حيث ينتقلون مباشرة إلى نوم حركة العين السريعة في دورة النوم. هناك نوعين من هذا الاضطراب. في النوع الأول، يكون لدى الشخص مستويات منخفضة من هرمون الدماغ (هيبوكريتين)، كما يرافق نومه فقدان توتر العضلات وعدم القدرة على التحكم بها (الجمدة).

أما النوع الثاني، فيجعل صاحبه يعاني من نوم شديد خلال النهار لكن دون جمدة، ويكون لديهم مستويات طبيعية من هرمون الدماغ هيبوكريتين. في كثير من الحالات تتداخل حالة النوم القهري مع وظائف الشخص وتطوره النفسي والاجتماعي والمعرفي، كما تؤثر على أنشطته الأكاديمية والعلمية، وذلك بسبب عدم تشخيص الحالة أو الخلط بينها وبين حالات أخرى.

أعراض النوم القهري في هذا الاضطراب لا يكون الدماغ قادرا على تنظيم أنماط النوم والاستيقاظ بشكل طبيعي، وبالتالي تظهر أعراض النوم القهري التالية:

النعاس المفرط أثناء النهار (EDS) وهو أكثر الأعراض وضوحا لدى جميع الأشخاص المصابين بالنوم القهري. يتميز هذا العرض بالرغبة المستمرة في النوم نهارا، حتى مع الحصول على مقدار نوم كاف خلال الليل. 2. الخدر أو الجمدة يؤدي هذا العرض إلى فقدان الشخص لتوتر عضلاته خلال الاستيقاظ، وبالتالي ضعف وفقدان السيطرة على العضلات. وقد يرافقه مشاعر مثل الخوف والتوتر. يعاني حوالي 10% من المصابين بهذا الاضطراب من الجمدة كأول أعراض، مما يؤدي إلى التشخيص الخاطئ على أنها اضطراب نوبات صرع.

شلل النوم وهو عدم القدرة المؤقتة على الحركة أو الكلام خلال النوم وحتى بعد الاستيقاظ لثوانٍ أو دقائق قليلة. يشبه هذا العرض الجمدة، حيث يظل الشخص واعيا تمامًا. بعد انتهاء نوبة شلل النوم، يستعيد الشخص قدرته الكاملة على الحركة والتحدث. 4. الهلوسة وهي عبارة عن صور مرئية تصاحب شلل النوم، لكن يمكن مشاركة أي من الحواس الأخرى. 5. النوم المتقطع والأرق عادة ما يواجه الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب أرقا ونوما متقطعا خلال الليل، وذلك بسبب نومهم العميق خلال النهار.

أسباب النوم القهري

تعتبر أسباب النوم القهري غير مفهومة تمامًا، إلا أن هناك مجموعة من العوامل التي تؤدي معًا إلى نقص الهيبوكريتين. وتشمل هذه الأسباب:

اضطرابات المناعة الذاتية عند وجود خلل في جهاز المناعة بسبب عوامل جينية وبيئية، يفقد الدماغ قدرته على إنتاج الهيبوكريتين، وهو ما يؤدي إلى هذا الاضطراب مصحوبا بالجمدة.

التاريخ العائلي يساهم وجود تاريخ عائلي من اضطراب النوم في حدوث حوالي 10% من هذا الاضطراب مصحوبا بالخدار أو الجمدة.

إصابات الدماغ وهو عامل نادر لهذه الحالة، حيث ينتج النوم القهري مع الجمدة عن إصابة الدماغ، خاصة الجزء الذي ينظم اليقظة ونوم حركة العين السريعة، أو قد يحدث بسبب الأورام في نفس المنطقة.

المضاعفات يمكن أن يسبب النوم القهري المضاعفات التالية:

سوء الفهم من طرف الآخرين: قد يعتبرك الآخرون حالتك عبارة عن كسول أو خامول.

التأثير على العمل والدراسة: غالبًا ما يشعر المصاب بهذا الاضطراب بالنعاس خلال الفصل الدراسي، أو خلال دوام العمل، مما يؤثر على تركيزه.

التسبب في الأذى الجسدي: يَزيد خطر وقوع حوادث السير عند الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب خلال القيادة، أو الإصابة بحروق خلال تحضير الطعام.

السمنة: عند المصابين بهذا الاضطراب تَزيد احتمالية الإصابة بالسمنة، وذلك بسبب انخفاض معدَّل الأيض. الانطوائية: قد تشعر بالتوتر والإحراج بسبب شعورك الدائم بالنعاس، مما يجبرك على تجنب المواقف الاجتماعية، وبالتالي الانسحاب من الأصدقاء والتجمعات.

تشخيص النوم القهري من أجل تشخيص النوم القهري يقوم الطبيب بإجراء فحص سريري والبحث في التاريخ الطبي للمريض.

كما سوف يطلب من المريض تدوين يوميات نومه في دفتر ملاحظات مع أوقات النوم والأعراض المصاحبة طيلة أسبوع أو أسبوعين.

1. الفحص البدني يستبعد أو يشخص الحالات العصبية التي قد تسبب الأعراض.

2. تخطيط النوم (PSG) هذا الفحص هو عبارة عن تسجيل نشاط الدماغ والعضلات، والتنفس، وحركات العين، خلال الليل. يساعد في الكشف على وقت حدوث حركة العين السريعة خلال دورة النوم، وما إذا كان المريض يعاني من حالة أخرى مثل انقطاع النفس النومي.

3. اختبار كمون النوم المتعدد (MSLT) يقيس النوم أثناء النهار من خلال قياس سرعة نوم الشخص. إذا حدث نوم الريم في غضون 15 دقيقة مرتين على الأقل (من أصل خمس قيلولات يطلب من المريض إجراؤها)، فمن المحتمل أن يكون هذا خللًا ناتجًا عن النوم القهري.

4. قياس مستوى الهيبوكريتين يتم قياس هذا الهرمون في السائل المحيط بالدماغ والحبل الشوكي، من خلال سحب عينة من السائل النخاعي باستخدام البزل القطني.

إذا لم تكن هناك أي حالات طبية أخرى، يشير انخفاض مستويات الهيبوكريتين إلى النوع الأول من هذا الاضطراب. علاج النوم القهري لا يوجد هناك علاج النوم القهري، لكن يمكن للأدوية وبعض التعديلات في نمط الحياة أن تساعد على التحكُّم في الأعراض، فيما يلي الأدوية المعتمدة:

1. الأدوية المنبهة تعمل على تحفيز الجهاز العصبي المركزي لمساعدة المصابين بهذا الاضطراب على البقاء مستيقظين.

الآثار الجانبية لهذه الأدوية غير شائعة، إلا أنها قد تشمل الصداع، الغثيان، أو القلق.

2. مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI) تعمل هذه الأدوية على تثبيط نوم حركة العين السريعة، وتساعد على التخفيف أعراض الجمدة والهلوسة وشلل النوم. وقد تكون لها آثار جانبية مثل الوزن الزائد، الأرق، ومشاكل الهضم.

3. مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات هي أدوية فعالة في علاج عرض الجمدة، لكن له آثار جانبية، مثل جفاف الفم والدوار.

طرق الوقاية من النوم القهري

بالإضافة إلى الأدوية المعتمدة في علاج الأعراض والمضاعفات، يمكن اعتماد طرق الوقاية من النوم القهري التالية:

لا تتناول وجبات دسمة قبل النوم، لتفادي صعوبة النوم في وقته المحدد وبالتالي زيادة خطر النوم في أوقات العمل أو الدراسة.

خذ قيلولة تتراوح بين 10 إلى 20 دقيقة بعد الوجبات. حافظ على جدول ثابت للنوم.

مارس الرياضة بانتظام.

متى تزور الطبيب؟ قد تشعر بحاجة إلى زيارة الطبيب لعلاج الحالة بعد تعرضك لحوادث أو بعد تأثيرها على جودة حياتك، غالبا ما تظهر الأعراض المحذرة خلال فترة الطفولة أو المراهقة، ما بين سن الـ7 والـ 25، لكن هذا لا يمنع من ظهورها خلال باقي فترات الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى