دولي

استثمارات تركيا في المغرب تتزايد بشكل كبير

رئيس تحرير اليوم السابع المغربية

مضت 18 عامًا على توقيع اتفاقية التبادل الحر بين المغرب وتركيا، ونتيجة لذلك توطّدت علاقات الشراكة الاقتصادية التي تجمع بين البلدَين، يؤكّدها ارتفاع حجم التبادل التجاري إلى ما يقرب 38 مليار دولار في عام 2021، والذي من المتوقع أن يصل إلى 50 مليار دولار كهدف منشود.
تعاون قوي للمواقف الاستراتيجية للبلدين
تعتبر المملكة المغربية إحدى بوابات تركيا نحو تعزيز التجارة والعلاقات الدبلوماسية مع دول القارة الأفريقية، وترتبط كل من تركيا والمغرب بعلاقات شراكة اقتصادية قوية، تكللت تلك العلاقات باتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين البلدين عام 2004، والتي دخلت حيز التنفيذ في العام 2006.
وتنامت العلاقات بين تركيا والمغرب إلى أن تطور حجم التبادل التجاري بين البلدين من 7.26 مليار دولار في عام 2009 إلى 37.9 مليار دولار في العام 2021.
كما أن العلاقات المتينة بين البلدين وصلت إلى حد اعفاء مواطني الدولتين من تأشيرة الدخول إلى البلدين، حيث بإمكان المواطنين الأتراك والمغاربة زيارة بلاد كل منهما الآخر دون استخراج تأشيرة مسبقة، والحصول على إقامة قانونية لمدة 90 يوم.
ويعود تاريخ العلاقات التركية المغربية إلى عصر الإمبراطورية العثمانية التي امتد نفوذ الأراضي التي تحكمها إلى بلاد المغرب العربي بما فيها دولة المغرب، وعززت الديانة الإسلامية التي يدين بها الأتراك والمغاربة تلك العلاقات، خاصة في ظل تهديدات الإسبان والبرتغاليين التي كانت على أوجها آنذاك للسيطرة على ممرات وطرق التجارة العالمية وقطعها على المسلمين.
يتواجد الكثير من الأتراك في دولة المغرب، ويقيم هؤلاء الأتراك لدوافع كثيرة، منها دوافع تجارية وشراكات أعمال، ومنهم من ارتبطوا بعلاقات اجتماعية من خلال الزواج من مواطنين مغاربة.
كما يرتقي التواجد التركي في المغرب إلى مستويات رسمية مثل السفارة التركية في المغرب والبعثات الدبلوماسية الخاصة بأنقرة، بالإضافة إلى البعثات التركية التعاونية من بعض الوزارات التركية، كوزارة الدفاع والصناعة والتعليم، إضافة إلى نشاط المؤسسات الخيرية والأهلية.
و تتسم العلاقات التركية المغربية في الوقت الراهن بالتقارب واللجوء إلى التعاون الاستراتيجي بين البلدين، في ضوء متغيرات دولية وإقليمية كثيرة وكبيرة؛ لذلك عمد البلدين على تعزيز أواصر الثقة من خلال مواضيع كثيرة أهمها توريد تركيا لصناعاتها الدفاعية إلى دولة المغرب على رأسها الطائرات المسيرة.
و يُقدر عدد الشركات التركية التي تعمل في المملكة المغربية بأكثر من 80 شركة تنشط في مجالات مختلفة أهمها، قطاع النسيج والصناعات الغذائية والأثاث وقطاع الانشاءات والمقاولات.
ويصل حجم الاستثمارات التركية في المغرب ما يقارب نسبته الـ 1.9% من اجمالي الاستثمارات الأجنبية في البلاد، حيث يقدر حجم استثمار رجال الأعمال الأتراك في المغرب بقيمة المليار دولار مع توفير أكثر من 8 آلاف فرصة عمل للمغاربة، وبالتالي تعد تركيا احدى أهم الدول المساهمة في الاستثمار داخل دولة المغرب.
و يستثمر المغاربة في تركيا بقطاعي التجارة والعقارات، وذلك من خلال الاستيراد من تركيا للمواد الاستهلاكية الغذائية والأثاث والملابس والسيارات والأجهزة الكهربائية وأدوات المطبخ وغيرها.
كما يعمل المغاربة على شراء العقارات في تركيا لكسب امتيازات كثيرة، مثل الحصول على الإقامة القانونية في البلاد أو الحصول على الجنسية التركية، والتي تتطلب بنص القانون شراء عقار في البلاد بقيمة لا تقل عن 400 ألف دولار أمريكي.
ويزداد استثمار المغاربة في قطاع السياحة التركي، حيث تعد تركيا وجهة سياحية رئيسية لكثير من المغاربة الذين يأتون سنوياً إلى البلاد للسياحة أو الاستجمام.
وتستورد المغرب من تركيا المنتجات الغذائية والملابس، والاسمنت والصلب والأجهزة الكهربائية، بالإضافة إلى الصناعات الدفاعية وغيرها من المواد الأخرى.
و تستورد تركيا من المغرب العديد من المواد الخام مثل المعادن كالنحاس والفوسفات والزنك والرصاص، بالإضافة إلى الذهب الخام والمواد الأولية المتعلقة بصناعة المجوهرات.
وحسب إحصائية عام 2021 فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا والمغرب ما يقارب الـ 38 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن يصل إلى 50 مليار دولار كهدف منشود من قبل الطرفين.
يُشكل المغاربة نسبة لا بأس بها من عدد الأجانب الذين يشترون عقارات في تركيا، حيث يسعى الكثير من المغاربة إلى تملك عقارات في تركيا والحصول على امتيازات كثيرة، مثل الحصول على إقامة قانونية في البلاد جراء تملك ذلك العقار أو الحصول على الجنسية التركية في حال استوفى شروط الاستثمار في العقار مقابل الجنسية التركية.
يُصنف الخبراء السياسيين العلاقات التركية المغربية بأنها علاقات متطورة بشكل مستمر، ويتوقع الكثير منهم أن تصل إلى حد الشراكة الاستراتيجية على المدى البعيد.
وتأتي تلك التوقعات من دراسة المراحل التي مرت بها العلاقات بين البلدين ومدى التفاهم والاتفاقيات والبروتوكولات الموقعة بين الطرفين، إضافة إلى طبيعة المنتجات التي يتم التبادل التجاري بها بين البلدين، مثل الطائرات المسيرة التركية التي تم شراؤها من قبل المغرب.
كما أن التناغم السياسي والانسجام في قرارات عدة على الصعيد المحلي والدولي بين كل من تركيا والمغرب والتقارب في وجهات النظر بخصوص قضايا إقليمية يلعب دور كبير في استشراف مستقبل جيد للعلاقات بين البلدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى