باسم سمرة: مشهد مؤثر في “منعطف خطر” ذكرني بابنتي الراحلة
حصل الممثل باسم سمرة على إشادات غير عادية من جمهور “منعطف خطر” لدرجة أنه تصدر لأيام طويلة حالة الجدل التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حول دوره وشخصيته، فهناك من أشار إلى أنه في كامل لياقته، ووصفه بأنه ممثل من طراز نادر، وآخرون اعتبروا أن المخرجين هم من حصروه في الأدوار الشعبية بالرغم من كونه ممثلا متنوعا جدا، وقادرا على تقديم العديد من الشخصيات.
الفنان باسم سمرة يحرص على أن يقدم بين الحين والآخر دورا غير عادي، وأكد في حواره مع موقع “العربية.نت” أنه يعشق الأدوار الصعبة والمركبة، وقال إن شخصية “جمال” أرهقته نفسيا وعصبيا بشكل كبير، موضحا أن مشهد مقتل ابنة “جمال” في العمل أثار حزنه على رحيل ابنته.
ردود أفعال كبيرة حصلت عليها عن دورك في مسلسل “منعطف خطر”؟
بالفعل، ولم أكن أتوقعها، ولكني سعدت بالتعليقات الإيجابية التي تلقيتها على دوري في العمل، وهي نتيجة مجهود كبير من فريق العمل، فضلا عن وجود قصة مثيرة وتشويقية تجذب الجمهور حتى آخر مشهد فيه، ما جعل الجمهور ينجذب لشخصية جمال، لقد أرهقتني الشخصية بسبب تفاصيلها الدقيقة رغم أنه رجل متوسط الحال ولكنه غامضا، شخصية “جمال الوكيل”، كانت بمثابة تحد كبير بالنسبة لي، لاسيما لأنها تعتمد على المشاعر والبعد النفسي.
هذا العمل كان التعاون الأول لك مع المخرج سدير مسعود.. فكيف وجدت العمل معه؟
هو من المخرجين الواعدين الذين يمتلكون قدرات وإمكانيات هائلة، والحقيقة أن العمل معه كان مهما جدا وله خصوصية بالنسبة لي، فعلى الرغم من أن تجاربه قليلة، ولكنه متمكن من أدواته ولديه قدرة على التحكم في كل عناصر العمل، كما أنه هادئ الطباع، ولا يتسرع في عمله رغم أنه مازال في بداية مشواره الفني، وأعتقد أن ذلك بسبب نشأته وسط عائلة فنية، فوالده الفنان الكبير غسان مسعود. المخرج سدير مسعود أفصح لي أنه كان مصرا على مشاركتي في العمل منذ اللحظة الأولى، ولم يعرض الدور على أي ممثل آخر قبل أن أوافق عليه، وأنا أتوقع له مستقبلا كبيرا.
وكيف كانت التحضيرات لتلك الشخصية المليئة بالتفاصيل؟
هي شخصية مرهقة وغير عادية ومليئة بالتنوع، وعلى الرغم من انتهاء التصوير وعرض المسلسل، ولكن حتى الآن مازلت أعاني منها، فقد عقدت جلسات عمل مكثفة مع المخرج لرسم تفاصيل الشخصية وتاريخها، وقمت بمذاكرة الشخصية جيدا، واستحضار العديد من الأمور والإضافات من جانبي بعد مناقشتها مع المخرج والمؤلف، خاصة في المشاهد المؤثرة والرئيسية بالنسبة لي، وكنت حريصا على أن تكون هناك مناقشات كثيرة مع المخرج للخروج بأفضل نتيجة ممكنة، وفي النهاية كان ذلك في مصلحة العمل ككل.
هذه النوعية من الأدوار مرهقة جدا للممثل؟
بالفعل فهي شخصية مليئة بالتفاصيل المختلفة والمتشابكة، وكان هناك حرص شديد من جانبي أن أقدمها بالشكل الذي يتقبله الجمهور أيضا، كونها شخصية حساسة، وهي لرب الأسرة يتعرض إلى موقف صعب وهو وفاة ابنته، ونتطرق في العمل لقضايا السوشيال ميديا وتأثير الشباب بالتيك توك، وغيرها من الأمور التي طفت على السطح في الفترة الأخيرة وأصبحت تشغل بال الرأي العام، ومن هنا كانت صعوبة الشخصية كونها موجهة إلى قطاع عريض من الجمهور.
وما هي المشاهد الصعبة بالنسبة لك؟
غالبية المشاهد لم تكن سهلة إطلاقاً، وتطلبت مني انفعالات قوية جداً، فأولى مشاهدي في مسلسل “منعطف خطر” كان المشهد الخاص بمقتل ابنتي، وهذا المشهد كان صعباً للغاية، وتطلب جهداً نفسياً وذهنياً ضخماً، وطلبت من المخرج تصويره من أول مرة من دون إعادة بسبب الانفعالات، بالفعل، المخرج ساعدني وبذل جهوداً ضخمة، ولم نكرر هذا المشهد سوى مرة واحدة، والحقيقة أن تلك الشخصية أرهقتني على كل المستويات، وأيضا مشهد دفن “سلمى”، فقد كانت لحظة مؤلمة عشتها أثناء التصوير، فقد ذكرتني بوفاة ابنتي، وكانت تلك أطول لحظة حزن عشتها، وكنت في حالة نفسية صعبة”.
المسلسل كان بمثابة عودة للعمل مع ريهام عبدالغفور بعد سنوات طويلة؟
بالفعل فهو العمل الذي يجمعني بها مرة أخرى بعد مسلسل “الريان” الذي تم عرضه عام 2011، وقد كان هناك بعض المحاولات خلال الفترة الماضية لتجديد التعاون سويا إلا أنها باءت جميعها بالفشل نظرا لانشغال كل منا في أعمال أخرى، حتى جاءت فرصة المشاركة في “منعطف خطر”، وأتصور أن ريهام عبد الغفور تجمعني بها كيمياء فنية شديدة على الشاشة، كما أنها “وش الخير” علي منذ أن عملنا معا في “الريان” وأيضا فيلم “الغابة” والذي حصلنا بسببه على جوائز كثيرة، وأرى أنها أصبحت أكثر نضجا، بالإضافة إلى كونها ممثلة موهوبة، ومتمكنة من أدوارها وتحب عملها كثيراً، ودائماً ما تُبهرني بأدائها، كما أنني سعيد بالتعاون مع الفنان السوري باسل خياط، فهو ممثل موهوب ومحترف، ويحب عمله كثيراً هو الآخر.
عرض لك منذ فترة فيلم “عمهم” مع محمد عادل إمام؟
الفيلم حصد إشادات ضخمة على المستوى الجماهيري والنقدي، ولم أتوقع هذا الحجم الكبير من التفاعل مع شخصيتي (ملك الليل)، فرغم قصر المساحة إلا أن الدور مؤثر للغاية، وأنا سعيد بالتعاون مع محمد عادل إمام، فالعمل معه ممتع، وأحب تكرار التجربة، وبشكل عام، سعيد بما حققه الفيلم من إيرادات في دور العرض.
يعرض لك حالياً في دور العرض فيلم “أشباح أوروبا”؟
سعيد بمشاركتي في هذا العمل، فهو ليس الأول الذي يجمعني بهيفاء وهبي، فهي مميزة على المستوى الإنساني، كما أنها فنانة رائعة وأصبحت متميزة من عمل إلى آخر، وقد حقق الفيلم نجاحا كبيرا حتى الآن، وأنا سعيد به.
وما جديدك خلال الفترة القادمة؟
سأخوض موسم رمضان 2023 بعملين: الأول مسلسل “بابا المجال” مع الفنان مصطفى شعبان والفنانة ياسمين رئيس، وإخراج أحمد خالد موسى. والثاني عمل يحمل اسم “بطن الحوت”، مع الفنان محمد فراج.