ضيعات التفاح تدعم التشغيل في إقليم ميدلت
ساهمت التقنيات الحديثة المستعملة في المجال الفلاحي، خاصة “الري بالتنقيط”، خلال السنوات الأخيرة، في تزايد عدد الضيعات الفلاحية الخاصة بمنتج التفاح بإقليم ميدلت، وذلك رغم الإكراهات الطبيعية والمناخية، وهو ما يساهم أيضا في تنشيط الحركة الاقتصادية وتوفير فرص عمل لنساء ورجال الإقليم في هذا الموسم الفلاحي.
و تساهم سلسلة التفاح بإقليم ميدلت في الدينامية الاقتصادية الهامة على المستوى الإقليمي وجهة درعة تافيلالت، وذلك بفضل معاملاتها وأيام العمل التي توفرها سنويا، وتعتبر كثالث سلسلة من الأشجار المثمرة تزرع بجهة درعة تافيلالت، بعد النخيل والزيتون.
ورغم الجفاف الذي عرفته مناطق الجنوب الشرقي خلال السنوات الأخيرة، وبدون استثناء، ظلت سلسلة منتج التفاح، على غرار سلسلة النخيل والزيتون، صامدة أمام هذه التغيرات المناخية والطبيعية التي ساهمت في انخفاض نسبة الإنتاج خلال الموسم الحالي بنسبة تقدر بحوالي 20 في المائة، وفق إحصائيات رسمية وفرتها منسقية الشعب الفلاحية بمدينة ميدلت.
وكانت هذه السلسة الفلاحية في السنوات الماضية توفر حوالي 15 مليون يوم عامل، خاصة أثناء مرحلة القطف والتخزين في وحدات تبريدية عمومية وخاصة، وهو رقم مهم يساهم في تقليص نسبة البطالة وتوفير فرص العمل للفئات الهشة والمعوزة في هذه الفترة من كل سنة.
و أكدت عدد من العاملات في قطف منتج التفاح بضيعات فلاحية بإقليم ميدلت أن نسبة مهمة من نساء ورجال القرى بالإقليم والأقاليم المجاورة ينتظرون موسم قطف التفاح من أجل العمل وإعالة أسرهم، موضحات أن هذه المناسبة تساهم في تخفيف عبء الفقر عن فئة كبيرة من النساء والرجال، خاصة الأرامل والمطلقات، وفقهن.
كما أجمع عدد من عمال جني التفاح، في تصريحات لهم ، على أن الإنتاج خلال الموسم الحالي تراجع بشكل ملحوظ، ما سيؤدي أيضا إلى انخفاض أيام العمل مقارنة مع السنوات الماضية، مشيرين إلى أن من كان بالأمس القريب يبيع التفاح أصبح اليوم يبيع حطب التفاح، بسبب الجفاف، وفقهم.
وفي هذا الإطار، طالبت سيدة تدعى عائشة الوزارة الوصية بالتدخل من أجل بناء السدود التلية بالمنطقة، لحماية لسلسلة التفاح من المجهول، خاصة مع استمرار موجة الجفاف في عز شهر أكتوبر، مضيفة أن السلسلة مهددة في السنوات المقبلة إن لم تتدخل الوزارة الوصية لتوفير السدود بالإقليم
تعليقا على الموضوع، قال عامل جني يدعى محمد : “الجفاف هذه السنة أثر على المنطقة”، مشيرا إلى أن عددا من العمال القادمين من المدن بعيدة عادوا أدراجهم بسبب غياب العمل وتراجع الإنتاج برسم السنة الحالية.
وأكد المتحدث ذاته أن الفلاحين الصغار بدورهم تضرروا بسبب موجة الجفاف، داعيا الوزارة الوصية إلى تقديم الدعم لهذه الفئة التي هي بأمس الحاجة إليه، وليس للفلاحين الكبار أصحاب مئات الهكتارات.
في المقابل، قال يوسف إسماعيلي علوي، منسق الشعب الفلاحية بمدينة ميدلت (وزارة الفلاحة)، إن قطاع التفاح بالإقليم يشكل أهم سلسلة فلاحية، إذ إن المساحة المخصصة لهذه الزراعة تقدر بحوالي 13 ألف هكتار، مشيرا إلى أن “أيت عياش، أيت بنيعقوب، بومية، إيتزر” تعتبر من أهم مناطق الإنتاج بالإقليم.
و سجل المسؤول الفلاحي ذاته، في تصريح له ، تنوع في أصناف المنتج بالإقليم، وهي أصناف تتميز بجودة عالية، مؤكدا أن نسبة إنتاج التفاح خلال هذه السنة تقدر بـ 276 ألف طن، وهو رقم مهم، رغم انخفاض الإنتاج بنسبة 20 في المائة مقارنة مع الموسم الفلاحي الماضي، نظرا للظروف المناخية المتسمة بقلة وتأخر التساقطات المطرية.