التجمع الأمازيغي ينبه إلى اختلالات تعليمية
بعث رشيد راخا، عن التجمع العالمي الأمازيغي (AMA)، مراسلة إلى شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، واختار لها عنوان “فشل محقق لإصلاح سياستكم التعليمية”.
وقال رشيد راخا، في مراسلته، “لقد حظيتم بشرف إجراء حوار حصري مع مجلة ‘تيل كيل’ الناطقة باللغة الفرنسية استغرق حيزا أوفر من المجلة قُدّر بحوالي عشر صفحات؛ إلا أننا لاحظنا، مع كامل الأسف، أنكم تناسيتم تماما التطرق للورش الرئيسي المتعلق بتدريس اللغة الأمازيغية، التي تعتبر اليوم لغة رسمية ببلادنا إلى جانب اللغة العربية”.
وأضاف راخا أن الوزير أعلن، خلال المؤتمر الصحافي يوم 6 شتنبر المنصرم، أنه سيتم توظيف 400 مدرس للغة الأمازيغية فقط، في استمرار للسياسة التمييزية الكارثية لحكومة حزب العدالة والتنمية السابقة ووزير القطاع آنذاك سعيد أمزازي العضو في حزب الحركة الشعبية.
وذكّر المتحدث بمشاركة الوزير في لقاء الناظور، في أكتوبر من العام الماضي، حيث أكد الوزير حينها الحاجة إلى 17.000 معلم لتعميم تدريس اللغة الأمازيغية في المدارس الابتدائية، (ولو أن الأمم المتحدة تؤكد أن الأمر يحتاج إلى حوالي 100.000 معلم).
وورد ضمن المراسلة أن الوزير أكد مؤخرا في نيويورك، خلال اجتماع نظمته “يونيسيف” بمقر الأمم المتحدة، على هامش الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة، أن “المغرب حقق تقدما كبيرا في مجال التعليم ويواصل العمل من أجل نهضة تربوية حقيقية، وأنها أيضا في قلب خارطة الطريق الوطنية لإصلاح التعليم وكذا في صلب النموذج التنموي الجديد، الذي تم اعتماده سنة 2021 وفقا للتعليمات الملكية السامية”.
وتعليقا على كلام الوزير، قال رشيد راخا: “اسمحوا لي أن أؤكد لكم بكل صراحة أن إصلاحكم المتعلق بالسياسة التعليمية مآله الفشل لا محالة، ما لم تغيروا إستراتيجيتكم، كما هو الشأن بالنسبة لنموذجكم التنموي”، مضيفا أنه “طالما استمر استبعاد اللغة الأمازيغية، التي أضحت رسمية منذ عام 2011، من مرحلة التعليم الأولي واقتصار تدريسها على أقل من 10 في المائة من التلاميذ في فصول السلك الابتدائي، فتأكدوا أن عدد الأطفال الذين يغادرون المدرسة سيستمر في تجاوز 330 ألف تلميذ سنويا، ولن يتحسن معدل الهدر المدرسي، ولا النسبة المئوية لأولئك الذين يكتسبون المهارات الأساسية للقراءة والكتابة والذين يشكلون ثلثي التلاميذ، وفقا للبنك الدولي”.
وتابع راخا: “اعلموا جيدا أن إصراركم المستمر على استبعاد تعليم الأمازيغية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 5 سنوات في فصول المدارس الأولية، والاستمرار في رفض تعميمها في المدارس الابتدائية، سيجعلكم بكل بساطة وبشكل غير مسؤول”.
وذكّر راخا، في المراسلة التي بعث نسخة منها إلى رئيس الحكومة، بالتوجيهات الملكية ومقتضيات الدستور والقانون التنظيمي رقم 26.16 وتوصيات الأمم المتحدة والاتفاقية الدولية لحقوق الطفل وتوصيات اليونسكو وإعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية وأهداف مرحلة ما قبل المدرسة وتوجيهات علماء التربية وتوجيهات البنك الدولي والإرادة السياسية لرئيس الحكومة…
وختم المتحدث مراسلته بمخاطبة الوزير قائلا: “إذا كنتم ترغبون في ألا يكون برنامجكم الطموح وإصلاحكم الحكومي للتعليم الوطني محكوما عليه بالفشل المحقق، فإن عليكم فقط بتغيير المسار، يجب دمج اللغة الأمازيغية بأسرع ما يمكن في جميع فصول ما قبل المدرسة وتعميمها في المرحلة الابتدائية، وإلا فإن إصلاحكم ونموذجكم التنموي سيبقى عالقا في الذاكرة الجماعية مثل البرنامج الاستعجالي…”