“أنوال”.. فيلم عن حياة عبد الكريم الخطابي يثير سجالا
يواصل الفيلم السينمائي قيد التصوير “أنوال” إثارة الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، بعد الكشف أن العمل سيرصد سيرة زعيم ثورة الريف محمد بن عبد الكريم الخطابي خلال فترة زمنية معينة، الأمر الذي خلف تضاربا واسعا في الآراء وانتقادات واسعة، إضاقة إلى نقاشات معمقة.
المخرج بوزاكو: اعتماد ممثلين من باقي المناطق المغربية لن يفسد قيمة العمل
في هذا الصدد، قال مخرج الفيلم محمد بوزاكو، في تصريح له، إن تاريخ محمد بن عبد الكريم الخطابي ليس تاريخ الريفيين فقط، وإنما تاريخ المغاربة والعالم أجمع، على اعتبار أنه شخصية تاريخية عالمية ذاع صيتها في العالم وفكره تبنته حركة التحرر، مثل “شي غيفارا”، في العالم آنذاك.
وعن ضجة اعتماد ممثلين من باقي المناطق المغربية، رد المتحدث بأن هذا الأمر لا يفسد شيئا من قيمة العمل، لأن قيمته تتشكل في موضوعه وأحداثه، وكذا توصيل وتوثيق الأحداث من أجل أن يطلع عليها العامة، إضافة إلى أن السينما لها لغتها التي يشترك فيها جميع الشعوب، مشددا على أن ما يهم أكثر في العمل هو إنتاجه بشكل محترف وبقيمة فنية عالية، سواء من حيث التشخيص والأداء أو من الناحية الفنية والتقنيات.
أضاف بوزاكو قائلا: “لا يجب الإنكار أننا لا نتوفر على كثير من الممثلين لأداء أدوار مثل دور عبد الكريم الخطابي. لذلك، فإن هذا العمل يعتبر تحديا مشروعا”.
ربيع القاطي: أعتز بهذه التجربة الفنية وأنا أمام مسؤولية كبيرة
الممثل المغربي ربيع القاطي قال إن “هذا العمل سيكون سابقة في تاريخ السينما المغربية والعربية، وذلك بالنظر إلى شخصية وخصوصية المناضل والبطل أسد الريف المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي، لأن له إشعاعا عربيا وليس فقط مغربيا”.
وأعرب القاطي، في تصريح له ، عن سعادته البالغة بالمشاركة في هذا العمل، قائلا: “أنا سعيد جدا وسعادتي لا يسعها الفضاء ولا الزمان ولا المكان، لأن هذا شرف ووسام سأحمله على صدري بكل افتخار وكل اعتزاز بتجسيد هذه القامة، هذا الكعب العالي في الوطنية والنضال، هذا الجهاد من أجل إعلاء كلمة الحق لإجلاء المستعمر الفرنسي والإسباني الذي كان جاثما على صدر شمال المغرب، يعني الريف المغربي”.
أضاف: “إنها مناسبة كي تتم إماطة اللثام عن هذا الموضوع؛ لأن الرجل يستحق منا ألف وقفة ووقفة، وقفات تأملية في مسار هذا الرجل، مساره النضالي الفكري السياسي، وهي فرصة من خلال فيلم أنوال الذي يوقعه المخرج محمد بوزاكو والسيناريست محمد النظراني، لأنهما ابنا المنطقة نفسها”.
وعن اختياره لتجسيد بطولة الفيلم السينمائي، كشف القاطي أن ذلك راجع إلى أسباب عديدة لا يريد أن يقف عندها كثيرا؛ فالأهم أنه اليوم “أمام مسؤولية كبيرة جدا”، مشيرا إلى أنه ليس من السهل عليه تقمص هذه الشخصية لكنه يعتبر نفسه رجل التحديات الكبرى، موردا: “كممثل مغربي أقبل دائما خوض التجارب الفنية المعقدة ولا أقبل بالمسائل السهلة والشخصيات العابرة التي لا تؤثر في الفكر والمتلقي المغربي، وهذا هو نهجي منذ أن بدأت ودائما أتوق شوقا كي أجسد شخصيات مركبة، خصوصا الشخصيات التاريخية؛ لأن لدي ميولا خاصا إليها”.
وأبرز القاطي، في حديثه ، أن علاقته بشخصية عبد الكريم الخطابي ليست وليدة اللحظة، لأنه ينحدر من مدينة تازة القريبة من الريف المغربي وكان على اطلاع دائم على تفاصيل هذه الشخصية التي أثرت في الفكر والسياسة والقضاء المغربي.
قال: “هذا الرجل له مراحل عديدة مر منها في حياته، لكن مسألة مهمة يجب الإشارة إليها، هي أن الفيلم يلقي الضوء على مرحلة فقط وجزء من حياة عبد الكريم الخطابي الأسد والرجل العبقري، يعني نلقي الضوء سينمائيا على فترة معينة تبدأ من 1907 إلى حدود 1921، أي تاريخ وقوع معركة ظهر أوبران التي أدت إلى استرجاع أنوال من يد الاستعمار الإسباني”.
وكشف القاطي أنه حريص على أن يكون وفيا وصادقا في تجسيد الشخصية، وسعيد لأن الفيلم فتح صفحة من صفحات أبطال صنعوا مجد هذا الوطن، مشددا على أنه يعتز بهذه التجربة الفنية التي يعتبرها بمثابة واجب وطني تجاه هذه القامة الإنسانية والنضالية، متمنيا أن يكون “في مستوى هذه الشخصية البطلة والعملاقة والأسطورة التي وصلت إلى العالم من أبوابه الواسعة”.
يونس لهري: الضجة فارغة وسابقة لأوانها هدفها البوز فقط
من جهته، كشف الممثل المغربي يونس لهري أن “هذا الفيلم السينمائي اجتمع فيه ما تفرق في غيره؛ لأن السيناريو مكتوب بحب واختلاف كبيرين تحت إشراف مخرج متمكن وابن المنطقة، إضافة إلى طاقم من أجود التقنيين والممثلين المغاربة”.
و أوضح لهري، في تصريح له ، أنه يجسد في هذا العمل شخصية عبد السلام الخطابي، وهو العم الأصغر لعبد الكريم الخطابي الذي يسانده في كل المحطات ويكون بجانبه في كل الأزمات، مضيفا أن هذه الشخصية أسندت إليه من طرف كاتب السيناريو الذي تواصل معه.
وقال: “أنا جد سعيد لأن ذلك كان حلمي وحلم مجموعة من الفنانين المغاربة الذين يتبنون التفكير نفسه والانتصار لتاريخنا وأمجادنا الوطنية ونتوق لأن تكرم في الدراما المغربية، وخصوصا السينما، ليظهر للعالم أن لنا تاريخا وأمجادا، ونصور ذلك للأجيال المتعاقبة لتكون مرجعيتهم في دراستهم وفي تصفحهم لصفحات تاريخهم المجيد”.
وبخصوص النقاش الذي أثير على منصات التواصل الاجتماعي والجدل الذي عقب الشريط قبل خروجه، قال يونس لهري: “إنها مجرد ضجة فارغة لا أساس لها من الصحة”؛ لأنهم مازالوا في الكواليس وفي بداية تصوير الشريط السينمائي، مشيرا إلى أن “أي خروج على صفحات التواصل الاجتماعي هو خروج غير منطقي وغير مسؤول”.
وتابع قائلا: “أنا أطلع على بعض المواقع وأجد مجموعة من المغالطات، وهذا دليل على غياب المعلومات الصحيحة، وهو شيء جميل لأنه سيترك الفيلم يطبخ على نار هادئة كي يخرج للجمهور المغربي مثل ما نتمناه ونتوق إليه، حينها كل هذه الأفواه ستصمت وتسكت عن الكلام الفارغ وستتفرج في فسيفساء شبيهة بتاريخنا المجيد. هذه الضجة سابقة لأوانها وما ينشر على مواقع التواصل تسعون في المئة منه يكون باطلا ومغلوطا؛ لأنهم يصطادون في الماء العكر فقط ويبحثون عن البوز الفارغ”.