مبادرات مدنية جزائرية تطالب “تبون” بإعادة فتح الحدود الجوية مع المغرب
عقب الزيارة التي قام بها ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إلى الجزائر للمشاركة في القمة العربية، تبلورت مبادرة مدنية يقودها عدد من السياسيين والمثقفين الجزائريين من أجل إعادة العلاقات بين البلدين.
وأعرب عبد الوهاب اليعقوبي، عضو مجلس الأمة الجزائري، عن مخاوفه من إغلاق المجال الجوي بين المغرب والجزائر، فضلا عن الرحلات الجوية النادرة التي تربط بلاده بإسبانيا.
ودعا اليعقوبي، الذي يترأس هذه المبادرة الجزائرية، إلى النظر في إعادة فتح الأجواء مع المغرب، مذكرا بحالة المسافرين الجزائريين.
“الجزائريون المقيمون في المغرب وإسبانيا يواجهون صعوبة في السفر إلى بلادهم، حيث إن الرحلات الجوية نادرة جدا بين الجزائر وبرشلونة وتنعدم في حالة المغرب والجزائر”، يقول السياسي الجزائري.
وقررت الجزائر قطع العلاقات مع المغرب وإغلاق مجالها الجوي في غشت 2021، وبررت قرارها هذا بـ”الأعمال العدائية” المغربية، وفق تعبيرها، متهمة الرباط بـ”تقويض أمنها واستقرارها”.
ولطالما دعا الملك محمد السادس القادة الجزائريين إلى فتح قنوات الحوار من أجل تجاوز فترة الجمود التي تطبع العلاقات بين البلدين، لكن دون أن تلقى هذه المبادرات الملكية تجاوبا من النظام العسكري الحاكم.
واعتبر هشام معتضد، خبير في العلاقات الدولية، أن المطالبة بفتح الأجواء أمام الطائرات المغربية وعودة العلاقات، “تبرهن مرة أخرى على الهوة الكبيرة بين المجتمع المدني والسياسي المسؤول من جهة، والقيادة الجزائرية من جهة ثانية”.
وأورد أن “النظام العسكري الجزائري مازال يتبنى منهجية التعنت السياسي لأغراض شخصية وتنفيذا لأجندات واضحة المعالم ضد المصالح المغربية”.
وشدد على أن المطالبة بإعادة العلاقات المغربية الجزائرية من طرف بعض المكونات الحية الجزائرية، “تدخل في إطار وعي المجتمع المدني وبعض الكفاءات السياسية النزيهة بأهمية التكامل السياسي والاقتصادي بين البلدين الجارين، بالإضافة إلى ضرورة مواجهة التحديات المشتركة من خلال مقاربة تشاركية تحترم سيادة وتوجهات البلدين”.
وأورد المحلل الخبير في الشأن الدولي أن هذه التصريحات، “تعبر عن وجود قوى حية جزائرية تتحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه القرارات التي تتبناها القيادة السياسية ويدعمها النظام العسكري الجزائري، وهي تصريحات تبرز مدى الشرخ الاجتماعي والمدني الموجود بين التوجهات السياسية العامة للدولة ورغبة مكونات المجتمع الجزائري”.
وقال إن “تزايد المطالبة بفتح الأجواء أمام الطائرات المغربية وعودة العلاقات راجع أيضا إلى إيمان الشارع الجزائري بالامتدادات الطبيعية التي تربط الشعبين المغربي والجزائري، والإرث المشترك الذي يكون البنية الثقافية والتاريخية للدولتين”.
واستطرد المحلل ذاته بأن هاته المطالب تترجم أيضا كون الجزائر السياسية لا تعمل على تدبير التصور الشعبي وفق الرغبة المجتمعية للجزائريين، وبالتالي تؤكد للعالم الخارجي أن السياسية الخارجية الجزائرية تبقى رهينة فئة صغيرة تدبرها وفق مصالحها الشخصية.