توأمة تجمع النيابة العامة الإسبانية بالمغربية
أطلقت رئاسة النيابة العامة ونظيرتها بإسبانيا، هذا الأسبوع ، برنامج للتوأمة بينهما الهادف إلى المساهمة في تعزيز قدرات المؤسسة القضائية المغربية من أجل تحسين أداء مختلف النيابات العامة لدى محاكم المملكة.
وقد أعطيت الانطلاقة الرسمية لهذا البرنامج من قبل كل من مولاي الحسن الداكي، الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض رئيس النيابة العامة، وألفارو غارسيا أورتيس، النائب العام بالمملكة الإسبانية، خلال حفل حضره على الخصوص محمد عبد النباوي، الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، والعديد من المسؤولين القضائيين وممثلي قطاعات حكومية عديدة وأعضاء التمثيلية الدبلوماسية الإسبانية والأوروبية.
وأشاد الداكي، في كلمة له بالمناسبة، ببرنامج التوأمة الذي يندرج في إطار اتفاق الشراكة الذي يجمع المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي في مجال دعم إصلاح منظومة العدالة، مبرزا أن الهدف الرئيسي من هذا المشروع يتمثل في المساهمة في تعزيز القدرات المؤسساتية لرئاسة النيابة العامة بهدف تحقيق المزيد من الفعالية والنجاعة في مراقبة وتحسين أداء مختلف النيابات العامة لدى محاكم المملكة.
ولفت الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض رئيس النيابة العامة إلى أن سنة 2020 شهدت استكمال جميع مراحل المساطر الإدارية والتقييمية لبرنامج التوأمة، والذي وقع فيه الاختيار على المملكة الإسبانية كشريك في هذا البرنامج.
وأبرز الداكي أن هذه الشراكة تندرج ضمن سياسة الانفتاح التي تنهجها رئاسة النيابة العامة على مختلف المؤسسات والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بعمل النيابة العامة، حيث انضمت إلى مجموعة من الهيئات الدولية من أجل التعريف بالتجربة المغربية في مجال استقلال السلطة القضائية بشكل عام واستقلال النيابة العامة بشكل خاص.
وأوضح أن برنامج التوأمة، الذي تم توقيع عقده في 15 مارس 2021، يتكون من أربعة محاور كبرى يتعلق أولها بالملاءمة مع المعايير الدولية فيما يتعلق بتطوير نظام رقمي لتدبير القضايا والمساطر بهدف تعزيز آليات تدبير مرفق النيابة العامة بما يتماشى والممارسات الفضلى؛ في حين أن الثاني يهم تعزيز القدرات المؤسساتية والإدارية وآليات التدبير الميزانياتي برئاسة النيابة العامة وفق المعايير الدولية المعمول بها في هذا المجال.
وأضاف أن المحور الثالث يهم تعزيز القدرات في مجال التكوين وذلك عبر برمجة سلسلة من الدورات التكوينية لفائدة أطر رئاسة النيابة العامة والمسؤولين القضائيين وقضاة النيابة العامة؛ بينما يتعلق الرابع بتعزيز التواصل والتحسيس.
من جهته، اعتبر ألفارو غارسيا أورتيس، النائب العام بإسبانيا، أن برنامج التوأمة بين رئاسة النيابة العامة ونظيرتها بإسبانيا سيتيح تعزيز تبادل التجارب والخبرات بين المؤسستين من أجل توطيد دولة الحق والقانون واستقلالية السلطة القضائية.
كما ثمن أورتيس عاليا دور الملك محمد السادس في تعزيز والدفاع عن سلطة قضائية مستقلة في خدمة مصالح المتقاضين.
من جانبها، نوهت فلورنس ليو، ممثلة رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، بالتزام إسبانيا من أجل إنجاح هذا المشروع، الذي تتمثل أهدافه، من بين أمور أخرى، في الحفاظ على حقوق وحريات المتقاضين وتعزيز التدبير الإداري والميزاناتي لرئاسة النيابة العامة.
بدوره، شدد ريكاردو دياز – هوكليتنر رودريغيث، سفير المملكة الإسبانية بالمغرب، على أن هذا الاتفاق يعد دليلا بليغا على الصداقة الكبيرة وغنى التعاون الذي يجمع بين المغرب وإسبانيا في مختلف المجالات.