المغرب يشرع في تكوين أطباء وصيادلة حول طرق العلاج بـ”القنب الهندي”
في تجربة هي الأولى من نوعها، من المرتقب أن تحتضن مدينة بوسكورة نواحي الدار البيضاء انطلاقة المرحلة الثالثة من البرنامج التكويني المستمر الموسوم بـ”Kif Takwine”، طيلة يوم السبت القادم (12 نونبر الجاري) لفائدة 25 إطارا صحيا، يتوزعون بين أطباء ممارسين وصيادلة، حول الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي في عمليات العلاج والتداوي، والاستعمالات الطبية عموما.
وأفاد مصدر عضو بمكتب الجمعية المغربية الاستشارية لاستعمالات القنب الهندي (AMCUC)، التي تسهر على تنظيم البرنامج التكويني سالف الذكر، بشراكة مع واحد من أكبر مختبرات صناعة الأدوية بالمغرب “فارما 5″، بمقر أكاديمية تابعة لها “Pharma Academy”، بأن الأطباء والصيادلة الذين تم اختيارهم “سيخضعون لدروس وورشات تكوين نظرية وأخرى تطبيقية حول تقنيات استخراج المكونات الدوائية من نبتة القنب الهندي، وكذا طرق العلاج، فضلا عن بروتوكولات متابعة الحالات الصحية للمرضى”.
البرنامج التكويني، الذي سيستمر لمدة زمنية طويلة عبر دروس عن بُعد، سيؤطره فاعلون وخبراء مغاربة وأجانب، لاسيما من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل؛ بينما يهدف إلى “تبادل الممارسات الفضلى وتقاسم التجارب الرائدة وأحدث التقنيات المعمول بها ضمن برتوكولات العلاج بمستخرجات القنب الهندي”.
وأوضح المصدر ذاته، في تصريح له ، أنه “جرى اختيار 25 طبيبا وصيدلياً في هذه المرحلة، بتشاور وتنسيق مع الهيئات المهنية الممثلة للطب بالمغرب، بشقيْه العمومي والخاص، وكذلك هيئات الصيادلة”، مسجلا أنه “تم الاحتكام إلى دراسة بروفايلات المشاركين انطلاقا من المسار المهني ونوعية التخصص ومدى تطابقه وقُربه من موضوع التكوين”.
وخلص العضو في مكتب الجمعية المغربية الاستشارية لاستعمالات القنب الهندي، ضمن تصريحه ، إلى أن برنامج “كِيف تكوين” يضع كهدف أساسي له “رفع قدرات وتأهيل كفاءات الأطباء والصيادلة المغاربة في ما يتعلق بالعلاجات التي تستخدم مواد مستخرجة من نبتة ‘الحشيش’”، خاتماً: “سيتم قريبا تحديد موعد لبرمجة زيارة ميدانية إلى إحدى مشاتل وحقول زراعة القنب الهندي في أحد الأقاليم شمال المملكة”.
يشار إلى أن الجمعية ذاتها كانت قد وقّعت عدة اتفاقيات شراكة مع جامعات دولية ووطنية، ومع مختبرات وفاعلين في مجال صناعة الأدوية ومراكز بحوث ومؤسسات علمية من أجل تسطير برنامج تكويني كبير يشمل جميع مجالات الصناعة المرتبطة بالقنب الهندي، خاصة تلك التي تستهدف صناعة الأدوية ومستحضرات العلاج.
جدير بالتذكير أن أشغال ندوة دولية حول موضوع “تقنين الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي” كانت قد التأمت على مدى يومين (18 و19 أكتوبر الماضي) بالرباط، وقاربت محاور كبرى مازال النقاش بشأنها جاريا في المغرب، تتعلق أساسا بـ”قراءات متقاطعة في القانون 13.21″، و”رصد القنب الهندي في الدراسات التاريخية والدراسات العلمية والطبية”، و”تقنين استعمالات القنب الهندي والتأثيرات السوسيو-اقتصادية”، و”آفاق الصناعة والإنتاج والرهانات التجارية”، و”التأثيرات البيئية والغابوية والفلاحية”.
وكانت دراسة للجدوى أعدتها وزارة الداخلية المغربية عدّدت مكاسب الاستعمال الطبي لنبتة “الحشيش”، إذ يمكن أن تصل إلى 110 آلاف درهم لكل هكتار من صافي الدخل السنوي من “القنب الهندي الطبي”.
أما بالنسبة للاستعمالات الطبية والصيدلانية فهي فرع صناعي مُتنام يمكن أن يدرّ إيرادات سنوية من 4.2 مليار إلى 6.3 مليارات، بحلول عام 2028؛ في حال تمكّن المغرب من الوصول إلى حصة في السوق الأوروبية تتراوح بين 10 و15 في المائة.