بوعياش تدعو إلى تعزيز النضال لإلغاء الإعدام
قالت آمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إن المجتمع المدني مقتنع بضرورة حماية الحق في الحياة، متسائلة عن كيفية بناء عمل مستمر لتمكينه من استثمار مجال النقاش العمومي وإسماع صوته من أجل إلغاء عقوبة الإعدام.
وأضافت بوعياش، في كلمة لها خلال الدورة الثامنة للمؤتمر العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام ببرلين، أن نضالات المجتمع المدني بخصوص هذه القضية تهدف إلى تعميم رفض هذه العقوبة من خلال تسليط الضوء على مناطق الظل التي تضفي الشرعية على الانتقام بواسطة القانون.
وأوضحت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان أن الهدف الرئيسي هو الوصول إلى ضمان الحق في الحياة، باعتباره حقا مطلقا وأصليا وبدونه لا يمكن ممارسة أي حق آخر.
وللقيام بذلك، تضيف المتحدثة، نحتاج إلى مجموعة من الأدوات والتقنيات والاستراتيجيات لمواجهة الخطاب المغلوط لمؤيدي هذه العقوبة، وذلك على مختلف الجبهات السياسية والقانونية والثقافية، بطريقة شاملة ومتعددة الأطراف، بغية توجيه الفاعل السياسي نحو الجرأة والعقلانية والإنسانية بعيدا عن التردد والخوف.
وشددت على أن هذا الطرح هو الذي تم تبنيه خلال التحضير للدورة الثامنة للمؤتمر العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام، معبرة عن اعتزازها بالمشاركة فيه إلى جانب مناهضي العقوبة من مختلف القارات.
وأكدت بوعياش أن الأمر يتعلق بـ”تحديد الأولويات الاستراتيجية التي ينبغي أن تكون بمثابة لوحة تحكم تقود تعبئتنا، ومشاركة سيرورة هذا الإلغاء وتنسيق عمليات المناصرة، وكذا دعم عمل الفاعلين المناهضين عبر تسليط الضوء على مشاكل مناطقهم وتمكينهم من محتوى عملي”.
وأبرزت أن البرنامج الأكاديمي “يجمع مختلف الفاعلين بهدف الانخراط في نهج عملي وتطبيقي يتيح للمؤتمرين، خلال السنوات الثلاث المقبلة، فرصة تحسين مناصرتهم وتجديد تعليلاتهم لإلغاء عقوبة الإعدام”.
وعبرت بوعياش عن أملها أن تكون اللجنة قد توفقت في ترجمة ما كان منتظرا منها بموضوعات سهلة الولوج من أجل مشاركة ومساهمة أوسع في عملية الإلغاء، مشيرة إلى أن برنامجا مكونا من 15 موضوعا ومصادقا عليه من قبل 8 خبراء مستقلين عن اللجنة الأكاديمية، “سيمكن الجميع من مناقشة توجيهات نضالنا المناهض عالميا وجهويا ووطنيا” لعقوبة الإعدام.
وقالت إن “قناعتنا تتجدد كل يوم وعزمنا يقاوم تقلبات المشهد السياسي”، مؤكدة أن المؤتمر الثامن عازم على تعزيز وتقوية نضال المناهضين لعقوبة الإعدام.
ووصفت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان هذا المؤتمر بأنه “مناسبة استثنائية ضد عقوبة الإعدام”، معبرة عن فخرها واعتزازها على قدرة الحركة العالمية لمناهضة الإعدام على صون وحماية الحق الأول الذي هو الحق في الحياة، شاكرة مختلف الفاعلين والخبراء والصحافيين والمحامين وممثلي منظمات حقوق الإنسان الذين قدموا لهذا المؤتمر للاستفادة من خبراتهم في هذا المجال