صور الحياة البرية تحتفي بالتنوع البيولوجي
بأهداف بيئية توعوية، يواصل “معرض صور الحياة البرية” بوجدة استقبال زواره من باحثين ومهتمين وطلبة وتلاميذ المؤسسات التعليمية، إلى غاية 16 نونبر الجاري، بالمركز التعاوني ابن خلدون للتفتح الفني والأدبي.
ينظم المعرض من طرف الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين وفضاء التضامن والتعاون بالجهة الشرقية والتجمع البيئي لشمال المغرب، تحت شعار “عدسات مصوري الحياة البرية وواقع الأوساط الطبيعية بالمغرب”.
يحتضن المعرض ما يفوق 80 صورة لمصورين للحياة البرية محترفين قادمين من مختلف مدن المملكة، من بينها مرّاكش وتطوان ووجدة وفاس والرباط، تحمل كل صورة رسالة وقصة من وراء التقاطها.
في هذا السياق، قال محمد بنعطا، رئيس فضاء التضامن والتعاون بالجهة الشرقية، إن لهذا المعرض أهدافا تحسيسية بأهمية التنوع البيولوجي بالمغرب والرفع من نسبة الوعي البيئي عند جميع الفئات العمرية والمجتمعية للحفاظ على هذه الثروة التي تزخر بها البلاد.
وأضاف بنعطا، في تصريح له، أن من بين أهداف هذا المعرض كذلك، توعية الأفراد والمؤسسات وأصحاب القرار وإثارة انتباههم إلى أنه “بدون تنوع بيولوجي، تبقى حياة الإنسان مهددة، كما تضعف تنمية الدولة”، مشددا على “خطر زحف الإسمنت والعمران والمشاريع السياحية على هذه المناطق الطبيعية”.
في هذا السياق، أشار المتحدّث إلى مجموعة من الصور التي تظهر تجربة جزيرة “موكادور” الصويرة، باعتبارها تجربة ناجحة في حماية التنوع البيولوجي من طرف إدارة المياه والغابات، وذلك من خلال إنقاذ أحد أصناف الطيور المهاجرة من الانقراض والعمل على تكاثره، حيث انتقل من 60 زوجا إلى حوالي 1500 زوج في الوقت الحالي.
و أشار في المقابل إلى صور لـ”ضاية عوا” التي كانت تحتضن مجموعة مهمة ومتنوعة من الحيوانات والطيور، غير أنه مع استنزاف مواردها المائية عبر حفر الآبار حولها، تم تجفيفها، ما أفقد المغرب تنوعا بيولوجيا غنيا في هذه المنطقة على غرار مجموعة من المناطق الرطبة.
في السياق نفسه، يحتضن المعرض مجموعة من صور التنوع البيولوجي الذي يتميز به الموقع البيولوجي مصب ملوية، والذي يشمل أزيد من 430 نوعا من النباتات و237 نوعا من الطيور، إلى جانب مختلف أنواع الأسماك والزواحف التي تشكّل ثروة، “غير أنها بدورها معرّضة لخطر كبير بسبب استعمال المياه التي تغذيها في الري الفلاحي”، وفق بنعطا.
وأشار رئيس فضاء التضامن والتعاون بالجهة الشرقية إلى أنه بفضل هذه المؤهلات، تم تصنيف هذا الموقع موقعا بيولوجيا ذا أهمية إيكولوجية، ومنطقة رطبة، ضمن اتفاقية “رامسار”.