انتخابات الرئاسة تختبر استقرار كازاخستان
أكد رومان فرينسكو، نائب وزير الخارجية، أن “الانتخابات المقامة في 20 نونبر تعد حدثًا تاريخيًا مهمًا للبلد، وعلامة بارزة أخرى في ما كان من أكثر الفترات تحولًا في تاريخ الدولة الحديث”.
وأورد نائب وزير الخارجية الكزاخستاني، في مقابلة له بالعاصمة أستانا (نور سلطان)، أن “الرئيس الحالي قاسم جومارت توكاييف أعلن لأول مرة عن اقتراح لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في خطابه عن حالة الأمة: في فاتح شتنبر 2022″، وأوضح أنه “من أجل التنفيذ الناجح للإصلاحات الجذرية والشاملة الهادفة إلى بناء كازاخستان عادلة ومنصفة يلزم تفويض جديد لثقة الشعب”، مبرزا أن “أولئك الذين يتابعون الأحداث في كازاخستان عن كثب هذا العام ربما يكونون على دراية بالإصلاحات المعنية”.
و مع ذلك، يذكر المسؤول نفسه بالتغييرات التي حدثت في كازاخستان منذ بداية العام، مؤكدا أنها واجهت تحديات كبيرة في يناير الماضي، كانت حافزًا للتحول الذي شهدته.
و اعتبر سلطان أن “الرئيس الحالي استغل هذه الأزمة لتنفيذ تغييرات إيجابية كبيرة”، مبرزا أن “اللحظة الحاسمة كانت هي خطاب الأمة الذي ألقاه توكاييف في 16 مارس، حيث اقترح إصلاحات سياسية بعيدة المدى، تطلبت تعديلات على ثلث دستور البلاد؛ وهكذا تم طرح التعديلات الدستورية للتصويت في استفتاء وطني، عقد في 5 يونيو”، وزاد: “صوت مواطنونا بأغلبية ساحقة لصالح التعديلات والإصلاحات”.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، وقع الرئيس توكاييف علانية على ستة قوانين مهمة تم تبنيها في أعقاب هذا الاستفتاء.
و يساهم دخول هذه القوانين حيز التنفيذ في زيادة إضفاء الطابع الديمقراطي على النظام السياسي وزيادة تحسين نظام الضوابط والتوازنات بين فروع سلطة الدولة.
وتشمل الإصلاحات الرئيسية، كما يذكرها المسؤول في الخارجية: “إعادة توزيع السلطات من الرئيس إلى البرلمان، وإنشاء المحكمة الدستورية اعتبارًا من يناير من العام المقبل، وتبسيط إجراءات تسجيل الأحزاب السياسية، وزيادة مشاركة المواطنين في حكم الدولة؛ فضلاً عن صون حقوق الإنسان، وتعزيز سيادة القانون وتكافؤ الفرص”.
أورد المتحدث ذاته: “هذه تغييرات جوهرية تعمل على تغيير نسيج مجتمعنا ونظامنا السياسي ونظامنا الحاكم”، مبرزا أن “هذا التحول السريع والعميق هو الذي أقنع الرئيس توكاييف بالدعوة إلى انتخابات مبكرة”.
وتابع المسؤول ذاته: “من المهم إعطاء مواطنينا الفرصة للتعبير عن آرائهم من خلال التصويت على التغييرات التي حدثت في بلدنا وعلى الاتجاه المستقبلي للأمة، لذلك نحن هنا”، وزاد: “ستكون هذه الانتخابات الرئاسية السابعة التي تُجرى في كازاخستان منذ استقلالنا عام 1991”.
ويخوض ستة مرشحين محتملين هذه الانتخابات، ويتبنون آراء سياسية متباينة. ولا يشمل المرشحون ممثلين عن الأحزاب السياسية فحسب، بل يشملون أيضًا ممثلين عن جمعيات مختلفة تتحدث عن مصالح المجتمع.
وأثيرت العديد من القضايا الهامة خلال الأسابيع الماضية من الحملة، وكذلك خلال المناظرة المتلفزة الأخيرة بين المرشحين وممثليهم.
ولأول مرة في تاريخ كازاخستان، تترشح امرأتان لمنصب الرئيس. وبهذا الخصوص، يقول نائب وزير الخارجية: “هذه خطوة مهمة أخرى في التطور الديمقراطي المستمر في كازاخستان. على مدى سنوات عديدة ، اتخذت البلاد خطوات ملموسة لضمان المساواة بين الجنسين وتعزيز دور المرأة في الأعمال والسياسة”، واستطرد: “إننا نشهد الآن بعض ثمار هذه الجهود. أنا متأكد من أن الكثيرين منكم مهتمون بمعرفة الخطوات التي يتم اتخاذها لضمان إجراء هذه الانتخابات بما يتماشى مع أعلى المعايير الدولية. في هذا الصدد، اسمحوا لي أن أؤكد أن الرئيس نفسه والحكومة مصممان على أن تكون الانتخابات مفتوحة وشفافة ونزيهة. لقد تم اتخاذ خطوات ملموسة في هذا الاتجاه”.