إنسحاب كريم بنزيمة من مونديال قطر، مؤامرة، أم تصفية حسابات؟
قبل ساعات من مواجهة دور ثمن كأس العالم بقطر بين منتخب فرنسا، ضد منتخب بولونيا، الذي سيجرى عشية يومه الأحد سيكون دون شك، كريم بنزيمة أمام جهاز التلفاز لمشاهدة اللقاء عوض لعبه، فلاعب ونجم المنتخب الفرنسي “اضطر” للإنسحاب قبل المنافسة بسبب إصابة في الفخذ الأيسر،
وكان بنزيمة، قد وضع في صفحته على الفيسبوك، عشية إصابته أثناء التداريب (20 نونبر)، تدوينة تقول “في حياتي لم أستسلم أبدا لكن الليلة يجب أن أفكر في الفريق كما كنت أفكر دائما، لذلك من العقل أن أترك مكاني لشخص يمكنه مساعدة مجموعتنا في إنجاز كأس عالم جيد. شكرا لكم على كل رسائل الدعم”. لكن وقتها ربما لم يقل بنزيمة كل شيئ.
لكن بات واضحا أن رحيل بنزيمة، وراءه أشياء أخرى ستتفجر داخل مستودع غرفة الملابس بالمنتخب الأزرق، رغم إشادة بعض منهم بالقرار، لكن يتضح أن تخلي بنزيمة لم يكن فقط بسبب الإصابة، ذلك أن بعض زملاءه تنفسوا الصعداء داخل وخارج بعثة فريق الديكة.
ووفقا لمصادر فرنسية، فقد عمت أجواء من الإرتياح داخل غرفة مستودع ملابس المنتخب الفرنسي بعد إنتشار خبر إنسحاب بنزيمة، وأصبح بعضهم يحس بضغط أقل من دون صاحب الكرة الذهبية، وذهب بعضهم إلى حد معارضة عودته إلى صفوف الفريق مجددا، خاصة بعد تلك الأخبار الواردة من إسبانيا التي تفيد إعتزام لاعب ريال مدريد إستئنافه للتداريب رفة الفريق الملكي.
لكن من له مصلحة في بقاء بنزيمة بعيدا عن مونديال قطر؟ من هؤلاء الذين يشمئزون من رأيته؟ المدرب ديدي ديشان؟ نجوم الفريق من وزملاء وأصدقاء الأمس؟ أم اللاعبون الجدد؟ أم كل هؤلاء ممن تلاقت مصالحهم، ضد رحيل لاعب واحد؟ ثم هل كل هذا يصب في مصلحة المنتخب الفرنسي؟
ولكن قبل هذا وذاك، ألا توجد بعض الأسئلة إجابات لها عند فرانك لوكال، طبيب الفريق الفرنسي، الذي أقر بعدم إمكانية اللاعب خوض غمار مباريات كأس العالم، فإذا كان طبيب الفريق لا يمكنه الفصل في مدة خضوع اللاعب للراحة والاستشفاء ولا بين إصابة توجب توقيف لاعب محوري في منظومة منتخب هو بطل العالم فهذا أمر خطير ويطرح أكثر من تساؤل حول الجهة التي تقف وراء كل هذا العبث..
وتساءل الصحفي دانييل ريولو، على قناة آر إم سي سبورت، “أن توقيت الإعلان عن طرد كريم بنزيمة، كان مشبوها جدا” على حد قوله: “ما الجنون في هذه القصة، لماذا هي مريبة جدا؟ لماذا هذا مقلق؟ لماذا كل شيء غير واضح؟ لديك رجل مصاب، لقد ذهب دون وداع. لكن الأمر ليس كذلك لأن كل شيء غريب منذ البداية. وصل بنزيمة وقال إنه بخير والموظفون لا يقومون بالتصوير بالرنين المغناطيسي. كيف يمكن عدم إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي؟ طوال الفترة التي سبقت المونديال، لم نكن نعرف حالته الصحية. قال بنزيمة “كل شيء سيكون على ما يرام، أنا أعرف جسدي”. من يكذب؟ لا أعلم، أنا لا أتهم أحدا. أكشف الحقائق وأجدها مذهلة “، يتساءل ريولو.
ولعل ما يأكد طرح المؤامرة ضد بنزيمة، هو إستبعاد ديديي ديشان في مؤتمر صحفي فرضية عودة كريم بنزيمة إلى المنتخب الفرنسي. ”أبحث عن الأشياء، إنه ليس شيئا في ذهني، أنت تعرف الوضع، لقد تحدثت مع كريم بعد مغادرته، فأنت تعلم وضعه والإطار الزمني للتعافي، “لا أعرف إلى أين تريد أن تذهب بسؤالك”، قال المدرب للصحفي.
جزء من هذه الأسئلة ربما أجاب عنها بنزيمة بإختصار شديد لبعض وسائل الإعلام، مفادها أن “كريم بنزيمة لا ينخدع، ويدرك تماما أن الجميع في الفريق لن يفتقده”، جواب قصير لكنه يحمل ربما أم الإجابات حول ما يشبه مؤامرة، حرمته من مونديال قطر كما حرمته من سابقيه.