مسؤولة هجرة في حزب تركي تكشف أسباب لجوء الأتراك لأوروبا
على الرغم من أن تركيا تعد بوابة أساسية للهجرة، حيث يمكن الوصول منها إلى أوروبا براً أو بحراً، وهو ما جعلها وجهة رئيسية للمهاجرين القادمين إلى أوروبا من منطقة الشرق الأوسط، فإن هذه الهجرة اليوم لم تعد حكراً على الأجانب الذين يتّجهون نحو الدول الأوروبية عبر تركيا، فالأتراك أيضاً يحاولون الوصول إليها وطلب اللجوء فيها.
هجرة غير مشروعة لآلاف الأتراك”
وبحسب إحصائية أصدرتها الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل والمعروفة اختصاراً بـ Frontex قبل يومين، فقد بلغ عدد الأتراك الذين وصلوا إلى دول الاتحاد الأوروبي بطريقةٍ غير مشروعة خلال النصف الأول من العام الجاري، 8600 شخص، حيث لا يشمل هذا الرقم حاملي الجنسية التركية الذين وصلوا إلى أوروبا بتأشيرات سفر ومكثوا فيها رغم انتهاء صلاحية تأشيراتهم.
وأكّدت مسؤولة في حزب تركي أن “هذه الأرقام التي أوردتها الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل تبدو قريبة للواقع وغير مبالغ فيها، لا سيما أن الناس يهربون من تركيا نتيجة تفشي البطالة والفقر ولأسبابٍ أخرى اقتصادية وسياسية على حد سواء”.
مشكلات سياسية واقتصادية
وقالت آيسال أبرو اوكتان، عضو مكتب الهجرة واللاجئين في حزب العمل لـ”العربية.نت”، إن “المشاكل السياسية والاقتصادية الحالية في تركيا تدفع شبابها وشاباتها للهجرة نحو دول الاتحاد الأوروبي، خاصة أن بعضهم يتأثر بشكلٍ مباشر بتلك المشاكل السياسية والظروف المناهضة للديمقراطية”.
وأضافت أن “المهاجرين الأتراك الذين وصلوا إلى أوروبا، فعلوا ذلك لأنهم فقدوا الأمل في تأمين مستقبلٍ أفضل لهم في بلدهم”، مرجحة أن “هذه الهجرة سوف تستمر لغاية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها تركيا في منتصف العام المقبل”.
ورغم أن الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل كشفت أن أكثر من 8 آلاف و600 تركي وصلوا إلى دول الاتحاد الأوروبي بطريقة غير مشروعة في النصف الأول من العام الجاري، فإنها لم تتطرّق لأعداد آخرين وصلوا من تركيا إلى أوروبا بتأشيرات سفر ومن ثم مكثوا فيها بطريقة مشروعة ولم يعودوا إلى بلدهم رغم انتهاء صلاحية التأشيرات التي حصلوا عليها قبل قدومهم.
30 ألف طلب لجوء
وبلغ عدد الأتراك من طالبي اللجوء في عموم الدول الأوروبية أكثر من 30 ألفاً هذا العام، بحسب تقديرات غير رسمية، لكن مصادر أوروبية أخرى تشير إلى أن عددهم تجاوز 10 آلاف خلال آخر 8 أشهر فقط، حيث استقر معظمهم في ألمانيا التي يحتلون فيها اليوم المرتبة الثالثة بعدما كان ترتيبهم الرابع قبل أشهر من جهة تقديمهم لطلبات اللجوء.
ووفق مكتب الهجرة واللجوء الألماني فإن حوالي نصف الأتراك الذين يتقدمون بطلبات لجوء، يحصلون بالفعل على حق اللجوء الذي يخولهم الحصول على بطاقة إقامة داخل الأراضي الألمانية، في حين يكتفي النصف الآخر من الذين ترفض السلطات منحهم حق اللجوء برفع دعاوى قضائية للحصول على اللجوء أو يكتفون بالبقاء بشكلٍ غير قانوني في ألمانيا.
معظمهم من أصول كردية
وينحدر معظم أصحاب طلبات اللجوء القادمين من تركيا من أصول كردية، أو تركية كأولئك الذين تتهمهم أنقرة بالمشاركة في المحاولة الانقلابية الفاشلة على حكم الرئيس رجب طيب أردوغان والتي حصلت في منتصف يوليو من عام 2016، إضافة لآخرين هاجروا من تركيا لأسباب اقتصادية.
وأدت حالة الطوارئ التي أعلنتها الحكومة التركية عقب تلك المحاولة الانقلابية الفاشلة على حكم أردوغان، إلى فرار الآلاف من البلاد بطرقٍ غير مشروعة خشية استمرار ملاحقتهم أمنياً وقضائياً بعد طردهم من وظائفهم إثر اتهامهم بالمشاركة في الانقلاب.