الاكتئاب والاضطرابات العاطفية خلال الشتاء
يصاب بعض الأفراد بالاكتئاب واضطراب المزاج، وهذا عادة ما يحدث مع تقلب المواسم وتغير المناخ.
لكن الاضطرابات العاطفية الموسمية والتي تعرف اختصارًا بـ”ساد” تصاب بها أغلبية النساء، وتبدأ العوارض بالظهور في فصل الخريف وتستمر حتى أواخر الشتاء، ما يؤدي إلى استنزاف طاقتهن وإصابتهن بالإحباط.
وأفادت جمعية “النفس” الأميركية أن أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي تحدث عادة خلال أشهر الخريف والشتاء، عندما يكون هناك القليل من ضوء الشمس، وعادة ما تتحسن مع حلول فصل الربيع، وهناك بعض الطرق للتعامل مع الاضطرابات العاطفية الموسمية التي تشمل الأكل الصحي.
وبحسب نتائج أبحاث طبية أجريت في العلاج السلوكي المعرفي والنفسي، فإن الاضطراب العاطفي الموسمي تتنوع أعراضه وتتباين درجات شدته، وقد تشمل الشعور بالاكتئاب في أغلب ساعات النهار، وحدوث تغيرات واضطرابات في نمط النوم، سواء الشعور بالخمول والنعاس أو الأرق وعدم القدرة على النوم بانتظام.
دور ضوء الشمس
ومع تعدد النظريات المتعلقة بأسباب الاضطراب العاطفي الموسمي، تشير بعض الأبحاث الطبية إلى أن ضوء الشمس يلعب دورًا مباشرًا في الحفاظ على مستويات هرمون السيروتونين المسؤول عن تنظيم الحالة المزاجية للأفراد.
فانخفاض مستويات السيروتونين مع تناقص الضوء في الشتاء هو ما يتسبب في النهاية في زيادة الاكتئاب والقلق بشكل غير مباشر.
ويعتقد فريق آخر من الباحثين أن فيتامين “دال”، يعزز إنتاج السيروتونين، ونتيجة لانخفاض ضوء النهار في الشتاء ينتج الجسم كميات أقل من فيتامين “دال”، وهو ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة.
كما تلعب العوامل الوراثية دورها في زيادة احتمال الإصابة بأعراض الاضطراب العاطفي الموسمي.
“الاضطراب العاطفي وأعراضه”
وفي هذا الإطار، تعرف الاستشارية والمعالجة في الطب النفسي تحرير صافي، أعراض الاضطراب العاطفي بأنه أحد الاضطرابات النفسية سببها خلل في الناقلات العصبية وكيمياء الدماغ، مشيرة إلى أن أنواع هذا الاضطراب تتمثل في الاكتئاب والقلق أو اضطراب ثنائي القطب.
وتضيف في حديث لـ”العربي” من اسطنبول، أن أعراض الاضطراب العاطفي هي حالة من عدم التوازن بالنوم أو تناول الطعام أو الأنشطة اليومية التي يعتاد عليها الفرد.
وتردف صافي أن النساء تعتبر أكثر عرضة من الرجال بهذا الاضطراب لعدة أسباب منها طبيعة المرأة العاطفية ومشاعرها الجياشة، مشيرة إلى أن أحاسيس المرة عادة ما تكون أكثر عمقًا، وأن تأثيرها دماغيًا بكل المواضيع العاطفية يكون أقوى.
وتواصل أن المرأة أقل عرضة بشكل عام نسبيًا لضوء الشمس، بسبب وجودها في المنزل إن لم تكن امرأة عاملة ولا تتعرض لضوء الشمس بشكل كاف، لتأخذ القوة الجسدية.
وتتابع أن المجالات التي تهتم بها النساء قد تكون أقل ومنحصرة في مجالات معينة، مشيرة إلى أن أي خسارة أو فشل في هذه المجالات، تنهار المرأة نتيجة لهذا الأمر.