المغرب يهب موريتانيا 5000 طن من الأسمدة
تم أمس الجمعة بنواكشوط، تسليم 5000 طن من الأسمدة هبة من المغرب لموريتانيا لتلبية جزء من احتياجاتها للموسم الزراعي المقبل.
وتدخل هذه الهبة في إطار البرنامج الذي أطلقته مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، بتخصيص أزيد من 4 ملايين طن من الأسمدة للفلاحين الأفارقة خلال سنة 2023.
وفي هذا السياق، قال محمد أنور جمالي، المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط بإفريقيا، خلال حفل تسليم الهبة ، الذي حضره وزير الزراعة الموريتاني، يحي ولد أحمد الوقف، وسفير المملكة بنواكشوط، حميد شبار، إنه و”تعزيزا لقيم الشراكة ودينامية التضامن القائمة بين المغرب وموريتانيا، تم تحديد الجمهورية الإسلامية الموريتانية كمستفيد رئيسي من برنامج الدعم هذا”.
وأضاف أن تقديم هذه الهبة يؤكد “عمق العلاقات المتينة التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، وعلى الرغبة المشتركة في تعزيزها وتوسيع آفاقها”، كما يجسد “الزخم الجديد الذي تشهده علاقات التعاون بين المغرب وموريتانيا ، الذي يهدف إلى جعل التنمية في بلدان الجنوب العربية والإفريقية عملا تشاركيا وجهدا جماعيا”.
وأبرز جمالي أنه، وتماشيا مع النهج المتكامل لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، الذي يتمحور حول المزارع، سيشمل برنامج الدعم ، أيضا، تدريب وتوعية المستفيدين بشأن الممارسات الزراعية الجيدة، والتوصيات المحددة للأسمدة عالية الجودة، وحلول التمويل والولوج إلى الأسواق.
وفي هذا الإطار عبر عن استعداد المجموعة لاستكشاف سبل شراكة استراتيجية دائمة بين البلدين ، مجددا التأكيد على التزام المجموعة بالعمل “يدا بيد وتفاهم تام مع جميع الجهات الفاعلة لتحقيق الأمن الغذائي بموريتانيا”.
وأبرز جمالي “الأهمية البالغة” التي توليها المملكة المغربية ل”تعزيز التعاون مع دول الجنوب في ميدان التنمية المستدامة”، موضحا أن المملكة تسعى من خلال مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، الشركة الإفريقية، إلى تطوير إمكانيات القارة الإفريقية وخلق القيمة المضافة لشعوبها.
وفي هذا الإطار، ذكر بأن المملكة المغربية، وانطلاقا من هذه القناعة، ولمواجهة الأزمات التي يعاني منها العالم أجمع، خاصة الأزمة الغذائية غير المسبوقة، التي تنجم عن مزيج من الإكراهات على غرار الحروب المختلفة، والتأثير السلبي للتغيرات المناخية إلى جانب الآثار المدمرة لجائحة كوفيد-19، مع توقعات لعام 2023 أكثر إثارة للقلق بالنسبة للقارة الافريقية، عبر مجموعة المكتب الشريف الفوسفاط، و بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في المساهمة في التحول المستدام للأنظمة الغذائية في القارة، وأطلقت المرحلة الأولى من برنامجها الهام للأسمدة.
وأوضح أنه وتماشيا مع الرؤية الاستراتيجية للمجموعة لتطوير القارة الإفريقية والمساعدة في الاستقلال الذاتي للمزارعين، تم إطلاق مبادرة للأسمدة واسعة النطاق من أجل دعم الفلاحين وضمان السيادة الغذائية للقارة في ظل هذه الأزمات.
وأبرز أن هذه المبادرة هي ثمرة الاستثمارات الكبيرة للمجموعة خلال العقد الماضي في مجال البحث والتطوير التي تركز على إفريقيا ويتم تنفيذها بالتعاون مع المعاهد الزراعية والجامعات البحثية في جميع أنحاء القارة، مضيفا أن هذا العمل، طويل الأمد، أدى إلى تطوير حلول مبتكرة لتكثيف إنتاجية المحاصيل مع الحفاظ على البيئة وصحة التربة.
ونظرا للتحدي الهيكلي الذي تواجهه الزراعة بالقارة والذي يتطلب نهجا شاملا ومتكاملا ومتعدد الأبعاد، أكد أن نهج المكتب الشريف للفوسفاط فرع إفريقيا يعتمد على نظام إيكولوجي قوي يركز على أصحاب الأراضي الزراعية الصغيرة، بالتعاون مع مختلف الشركاء من القطاعين العام والخاص لتوفير الخدمات الأساسية الكفيلة بالرفع من إنتاجية صغار المزارعين ودخلهم.
أما يحي ولد أحمد الوقف، وزير الزراعة الموريتاني، فأبرز أن هذه الهبة هي لبنة أخرى “تنضاف لما تقوم به حكومتا البلدين من جهود لتعزيز التعاون المتميز القائم بين البلدين”.
وثمن “ما تقوم به المملكة المغربية الشقيقة من دعم لقطاع الزراعة بموريتانيا كتوفير الأسمدة وبذور القمح المحسنة”.
من جهته أبرز سفير المملكة أن هذه الهبة هي تجسيد عملي للتضامن والتعاون الوثيق والأخوي الذي طالما عبر عنه الملك محمد السادس في مناسبات عديدة اتجاه الدول الإفريقية الشقيقة والصديقة وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية الموريتانية .
و تندرج هذه المبادرة الأخوية الملموسة، كذلك، يضيف شبار، في إطار المبادرات العديدة والهادفة للمملكة المغربية اتجاه موريتانيا ، والتي تعكس نجاعة ومتانة الروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين.
وأضاف أنها تجسد، في ظل أزمة ارتفاع الأسعار ونقص الأسمدة التي يواجهها العالم اليوم، انخراط المملكة في دعم القطاع الزراعي وتبادل الخبرات مع كافة الدول الإفريقية الشقيقة والصديقة.
وأكد أن الشراكة الاستراتيجية التي تجمع، اليوم، المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية، والزخم الكبير الذي تعرفه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، ليس إلا تجسيدا لرغبة قائدي البلدين في المضي قدما في تمتين الروابط الأخوية التي تجمع الشعبين الشقيقين .
وجدد استعداد المملكة المغربية بخبرتها وتجربتها لمواكبة أوراش القطاع الزراعي بموريتانيا.