هجوم باريس يثير ضجة “الإرهاب الإسلامي” من جديد.. لماذا غضب المحتجون من السلطات الفرنسية؟
اندلعت مواجهات بين الشرطة ومحتجين في العاصمة الفرنسية، لليوم الثاني على التوالي، في مظاهرات شارك فيها سياسيون من اليسار، احتجاجا على مقتل 3 أكراد وإصابة آخرين. فما قصة الهجوم الذي أثارت تسميته ضجة في هذا البلد؟
وبحسب مصدر مقرب من التحقيقات فإن المشتبه به بتنفيذ الهجوم -الذي استهدف المركز الثقافي الكردي وسط باريس يوم الجمعة- أكد أنه ارتكبه لدوافع عنصرية.
ويبدو أن أكثر ما أثار غضب المتظاهرين هو رفض السلطات إطلاق صفة “إرهابي” على الهجوم، على عكس عادتها فيما لو كان منفذه شخصا مسلما. وشددوا على أن دوافع الهجوم سياسية، حيث رفعوا الأعلام الكردية ولافتات تعبر عن الغضب من الهجوم ومما سمَّوْه التقصير الأمني في حماية الأكراد.
وقد شارك في المظاهرة عدد من السياسيين والبرلمانيين الفرنسيين، خاصة من اليسار الذين نددوا بالهجوم والذي جاء في ظل صعود اليمين المتشدد، وارتفاع الأصوات المعادية للمهاجرين.
ووفق ما كشفه المصدر المقرب من التحقيقات فإن الشرطة عثرت بحوزة المشتبه به على حقيبة صغيرة، تضم ذخائر بعضها معدٌّ للاستخدام، بينما قالت مصادر أمنية أخرى إن المشتبه به لم يُصنف على أنه من اليمين المتطرف.
وعن جدل تسمية الهجوم بالإرهابي أو العنصري، وجه رئيس جمعية “عدالة وحقوق بلا حدود” فرنسوا دروش نداء لوسائل الإعلام -خلال استضافته في برنامج ما وراء الخبر- لتسليط الضوء على هذا الهجوم “الإرهابي” متسائلا عن سبب عدم تسمية هذا الهجوم بالإرهابي في وسائل الإعلام الفرنسي حتى الساعة، واكتفائهم بوصف الهجوم بأنه عنصري.
واستأنف حديثه بقوله إن الأمر مازال يندرج ضمن فرضيات فقط، ولكن بعد انتهاء التحقيق سيتم تحديد وصف مناسب لهذا الهجوم وتحديد إن كان يندرج في خانة الإرهاب أم العنصرية.
هجوم إرهابي أو عنصري؟
وفي مقارنة بين عمليات هجومية سابقة، أوضح الباحث السياسي الدكتور صلاح القادري -في حديث لبرنامج ما وراء الخبر- أنه في أحداث 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 في فرنسا تعاملت السلطات بقوة في فترة وجيزة، حيث دخلت مئات المنازل ووضعت مئات الأشخاص تحت المراقبة وقامت بإصدار مذكرات خاصة بحق المئات من الأشخاص ومنعتهم من التحرك من منازلهم كإجراءات وقائية لما يسمى “الإرهاب الإسلامي”.
ولكن ما يغضب المتظاهرين في هذا الهجوم عدم اتخاذ نفس الإجراءات السابقة، خاصة أن المتهم يتبنى أفكارا يمينية متطرفة وقد أدلى بذلك أثناء اعتقاله وقال “أنا أفعل ذلك بدوافع عنصرية” وبالرغم من ذلك لم يتم استخدام مصطلح هجوم إرهابي حتى الآن.
تهم سابقة
يذكر أن القضاء الفرنسي كان قد حكم على المشتبه به، والذي أظهرت كاميرات مراقبة لحظة تنفيذه جانباً من الهجوم، بالسجن في يونيو/حزيران الماضي، بتهمة ارتكاب أعمال عنف مسلحة عام 2016. كما اتهم، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بارتكاب أعمال عنف مسلحة ذات طابع عنصري مع سبق الإصرار، وبالتسبب في أضرار، لأفعال ارتكبها في الثامن من الشهر نفسه.
وقد نشرت وسائل إعلام محلية صورا التقطت من كاميرات مراقبة، تظهر لحظة دخول المنفذ صالون حلاقة وإطلاقه النار داخل المكان مما أدى إلى مقتل شخص وجرح آخرين، في حين قتل المهاجم اثنين آخرين في مكان قريب.