رئيس التحرير د. عزت الجمال يكتب: من دعم الملك محمد السادس إلى طموح الأمير مولاي الحسن…قصة نجاح الرياضة المغربية وبزوغ نجم المغرب العالمي في الميادين الرياضية”

المغرب… نجم الرياضة الجديد في سماء العالم
من المجد الكروي إلى الريادة الشاملة: الرياضة المغربية تكتب فصلًا جديدًا من النجاح
في الوقت الذي تتصارع فيه القوى العالمية على الريادة في مختلف الميادين، اختار المغرب طريقًا واضحًا ومثمرًا: طريق الرياضة كقوة ناعمة، ووسيلة لتثبيت حضوره إقليميًا ودوليًا، وهو ما تجلى مؤخرًا في الإنجاز التاريخي لمنتخب المغرب للشباب، الذي تُوِّج ببطولة كأس العالم تحت 20 سنة في تشيلي 2025، في لحظة دوَّنت اسم المغرب في دفاتر المجد الكروي العالمي.

التتويج العالمي: نقطة تحول
نجاح “أشبال الأطلس” في التتويج بكأس العالم للشباب لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة مشروع وطني شامل يقوده المغرب منذ سنوات في مجال تأهيل البنية التحتية الرياضية، واكتشاف المواهب، وتطوير الكفاءات التدريبية.
فمن الفوز على إسبانيا، إلى إسقاط البرازيل، وتجاوز فرنسا، ثم الانتصار على الأرجنتين في النهائي، أثبت المغرب أن الطموح الكبير يُترجم إلى نتائج عندما يُقرن بالتخطيط والعمل الجاد.

كرة القدم المغربية… من التأسيس إلى التتويج
شهدت الكرة المغربية خلال العقد الأخير قفزة نوعية، بفضل رؤية ملكية واضحة، واستراتيجية وطنية تهدف إلى جعل الرياضة أحد ركائز التنمية البشرية والاقتصادية.
وقد تمثل ذلك في:
إنشاء مركب محمد السادس لكرة القدم، أحد أفضل المراكز التدريبية في إفريقيا والعالم.
تطوير الدوري المحلي ورفع مستواه الفني.
دعم الفئات السنية والأكاديميات الجهوية.
تشجيع اللاعبين مزدوجي الجنسية على تمثيل بلدهم الأم.
هذه العوامل وغيرها، ساهمت في بروز جيل جديد من اللاعبين الذين لم يكتفوا بالمشاركة، بل دخلوا ميادين البطولات الكبرى بكل قوة وثقة.

رياضة متكاملة… وأبطال في كل المجالات
لم يقتصر التألق المغربي على كرة القدم فقط. فقد أصبحت المملكة حاضرة في منصات التتويج في رياضات متعددة، منها:
ألعاب القوى: أسماء مثل سفيان البقالي، هشام الكروج، ونجاة الكرعة رفعوا راية المغرب في أكبر المحافل.
كرة اليد وكرة السلة: تألق على المستويين القاري والدولي، مع تطور ملموس في الأداء والتنظيم.
الفروسية والرياضات البحرية: حضور مشرف في البطولات الدولية.
الرياضات القتالية: تصاعد لافت في رياضات مثل التايكواندو، الكاراتيه، والمواي تاي.
هذا التنوع والنجاح عبر مختلف الرياضات يؤكد أن المغرب لا يراهن فقط على لعبة واحدة، بل يسير بثقة نحو ريادة رياضية شاملة.
تهنئة ملكية سامية: دعم ملكي وشبابي يعزز الإنجاز

بمناسبة التتويج التاريخي والمشرّف للمنتخب المغربي تحت 20 سنة، نرفع أسمى آيات التهنئة والتبريكات إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي ظل داعمًا ثابتًا للرياضة والشباب، مؤمنًا بدورها الكبير في بناء أجيال قوية وقادرة على رفع اسم المغرب عاليًا في المحافل الدولية.
كما نخصّ بالتحية والتقدير صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، الأمير الشاب الطموح، الداعم المتواصل للرياضة الوطنية، وركيزة أساسية في توجهات المملكة نحو تطوير الشباب والرياضيين.

تحية لمحارب لا يُقهر: فوزي لقجع والطاقم الفني
نُوجّه كذلك تحية إجلال وتقدير إلى السيد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، هذا المحارب القوي الذي وضع الكرة المغربية على خريطة الأبطال، وقاد فريق العمل نحو الإنجازات المتوالية، بجهد وإصرار لا يعرف المستحيل.
ولا يفوتنا شكر وتقدير المدرب محمد وهبي، الذي بصم بصماته على نجاح الفريق، وقاد الأشبال بعقلانية وحكمة نحو تحقيق الحلم الكبير.
رسالة إلى الشباب: الرياضة طريق المجد
هذا التتويج ليس فقط فوزًا بكأس، بل فوز برؤية ملك، وعزم أمة، وإرادة شباب.
فلتستمر المسيرة… وليرتفع العلم المغربي دائمًا في سماء البطولات.

المغرب.. من بطل عالمي إلى مضيف لأكبر تظاهرة كروية في العالم
لقد أثبت المغرب للعالم بأسره أن الإرادة والتخطيط والعمل المتواصل قادرون على تحويل الأحلام إلى واقع مشرق. بعد أن رفع منتخب الشباب الراية عالياً وتوج بكأس العالم لأول مرة في تاريخه، ها هي المملكة تستعد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم، الحدث الرياضي الأضخم والأكثر متابعة على وجه الأرض.
هذه الخطوة ليست مجرد تنظيم بطولة، بل رسالة واضحة للعالم بأن المغرب قوة كروية ورياضية ناشئة، ومنصة لإشعاع القارة الأفريقية بكرة القدم وبكل الرياضات.

إنها لحظة تاريخية تجسد طموح المملكة وقيادتها الحكيمة في تعزيز مكانتها الدولية، وفتح آفاق جديدة لشبابها المبدع والطموح، وتحويل الرياضة إلى جسرٍ متينٍ للتواصل الحضاري والثقافي.
المغرب اليوم ليس فقط بطلًا على أرض الملعب، بل هو أيضًا بطل في صناعة المستقبل الرياضي… مستقبل يبشر بمزيد من الإنجازات والبطولات، ويجعل من المملكة منارة رياضية تُضيء دروب الأجيال القادمة.
عاش المغرب، ودامت إنجازاته في الرياضة وكل الميادين!.

