مجتمع

جسر معلق ببولمان ينهي معاناة أمهات

” الآن، وبعد انتظار طال أمده، يمكن لتلاميذ دوار الحرش العبور إلى المدرسة دون مساعدة الأمهات”، هكذا علق رشيد أولطاهر، رئيس جمعية الحرش للتنمية بجماعة سكورة مداز بإقليم بولمان، بعد إنهاء جمعيته، مع الدخول المدرسي للموسم الحالي، إنجاز أشغال جسر تروسي المعلق الذي تراهن عليه الساكنة المحلية لوضع حد لمعاناتها مع العزلة.
بفضل هذا الجسر المعلق، الذي أشرف على إنجازه المهندس العصامي لحسن بوتالوزت، بات بإمكان أطفال دوار الحرش، القابع بجبال الأطلس، الوصول إلى مدرستهم دون مرافق. كما أن هؤلاء الأطفال لم يعودوا في حاجة، عندما تجري مياه الوادي، المعروف بعين راشد، إلى من يحملهم على الأكتاف للوصول إلى بر الأمان.
مبادرة جمعوية
قال رشيد أولطاهر، رئيس جمعية الحرش للتنمية، إنه مع ارتفاع منسوب مياه واد عين راشد كان سكان دوار الحرش، الذي تقطنه حوالي 60 أسرة، يعانون كثيرا للوصول إلى الضفة الأخرى، حيث تتواجد، إلى جانب حقولهم الزراعية، المدرسة ومركز الجماعة والسوق الأسبوعي ومختلف المرافق الاجتماعية والاقتصادية.
وأضاف أولطاهر، في تصريح له ، أن الأسر بدوار الحرش كانت تضطر إلى مرافقة أطفالها، في كل مرة، ذهابا وإيابا إلى المدرسة، خصوصا الأمهات اللواتي كن يكابدن كثيرا لاصطحاب فلذات كبدهن لعبور الوادي.


وأبرز المتحدث ذاته أن معاناة ساكنة دوار الحرش تفاقمت أكثر مع العزلة منذ أن دمرت السيول الجارفة لسنة 2008 قنطرة سيدي ميمون، مبرزا أن أحد المجالس المنتخبة لجماعة سكورة مداز كان قد خصص ميزانية لإعادة بناء هذه القنطرة بعد أن تكلفت الجمعية وشركاؤها بإنجاز الدراسة التقنية اللازمة؛ لكن تم، وفقه، في ظروف غير مفهومة، التراجع عن إنجاز هذا المشروع.
وتابع أولطاهر أنه، بعد طول انتظار، حشدت جمعية الحرش للتنمية جهودها للتخفيف من معاناة الساكنة المحلية بشراكة مع جمعية جسور لفك العزلة والسياحة والتنمية الفلاحية؛ وذلك من خلال تركيب جسر معلق يخفف من حدة العزلة التي لازمت المنطقة طويلا.
وأضاف رئيس جمعية الحرش للتنمية أن إنشاء هذا الجسر لم يكن ليتحقق لولا دعم الساكنة المحلية والمجلس الإقليمي لبولمان في إطار برنامج أوراش 2022، فضلا عن الخبرة التقنية المستمدة من جمعية جسور لفك العزلة والسياحة والتنمية الفلاحية، التي أشرف فريقها على إنجاز جسور معلقة عديدة بمنطقة المرس بقيادة المهندس بالفطرة للجسور المعلقة لحسن بوتالوزت.
وأشار رشيد أولطاهر إلى أنه، بالإضافة إلى مساهمة جسر تروسي في فك العزلة، من خلال تيسير عبور التلاميذ إلى المدرسة ووصول ساكنة دوار الحرش إلى مزارعهم والمرافق الاجتماعية والاقتصادية بمركز الجماعة، فإن هذه المنشأة ستشكل معبرا للسياح لاكتشاف مسارات الماء بجماعة سكورة مداز.
مهندس عصامي
من جانبه، أوضح لحسن بوتالوزت، رجل التعليم المتقاعد الذي أشرف على هندسة جسر تروسي، أنه بعد إنجازه لأول جسر معلق، سنة 2009، بدوار آيت مخشون بجماعة المرس بإقليم بولمان، تعويضا لقنطرة استعمارية دمرتها الفيضانات، توالت تجربته بإنشاء جسرين معلقين آخرين بالمنطقة، مبرزا أنه، بفضل مواظبته على البحث، اكتسب خبرات جديدة تخص إنشاء وتثبيت الجسور المعلقة.
وأضاف بوتالوزت، في تصريح له ، أنه، بعد أخذ القياسات الضرورية بالمكان المخصص لتثبيت جسر تروسي، تم القيام بإنجاز مختلف مكوناته بمقر جمعية الحرش للتنمية؛ وذلك قبل نقله إلى مكان تركيبه، حملا على الأكتاف، حيث جاءت مختلف مكونات الجسر على المقاس، كما كان مخططا لها.
وأوضح المهندس العصامي للجسور المعلقة أن طول جسر تروسي يبلغ 32 مترا ويرتفع عن قعر الواد بحوالي 10 أمتار، مبرزا أنه يتكون، فضلا من حوامل من الإسمنت المسلح على الضفتين، من حبال حديدية متينة وقطع من الخشب وسياج حديدي على طول جانبي الجسر لحماية العابرين خصوصا منهم الأطفال.
وشدد بوتالوزت على أن جسر تروسي، الذي أثار إعجاب الساكنة المحلية بعد إنجازه في فترة لم تتعد 27 يوما، قادر على تحمل عبور الإنسان والمواشي، على حد سواء. كما أن هذا الجسر، بفضل ارتفاعه عن ضفتي الوادي، يوجد في منأى عن خطر التدمير جراء السيول والفيضانات الجارفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى