الرئيسية

الفرار من روسيا.. قصص الهاربين من الإقامة الجبرية

تتبعت صحيفة “واشنطن بوست” قصصا لمواطنين روس نجحوا في الفرار من الإقامة الجبرية المفروضة عليهم في البلاد.

وسردت الصحيفة تفاصيل هروب بعض السياسيين والنشطاء الروس الذين يرتدون سوارا إلكترونيا على الكاحل عقب معارضتهم للحرب التي يشنها الرئيس، فلادمير بوتين، على أوكرانيا.

وواجه عدد من السياسيين والنشطاء الروس تهما تتعلق بالاحتجاجات أو التعليقات المناهضة للحرب، ووضعوا قيد الإقامة الجبرية في انتظار المحاكمة، لكن عددا منهم تمكن من الفرار.

وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن هؤلاء الفارين استخدموا تكتيكات مختلفة وأساليب مراوغة بارعة للخروج من الإقامة الجبرية وعبور حدود روسيا باتجاه دول آمنة.

في وقت سابق من هذا الشهر، عبرت الشابة الروسية، أوليسيا كريفتسوفا، وهي من دعاة السلام تبلغ من العمر 20 عاما، إلى الاتحاد الأوروبي وذلك بعد أن وصفتها السلطات الروسية بأنها “إرهابية” لمعارضتها الحرب على أوكرانيا.

وفرت كريفتسوفا من شقتها بمدينة أرخانغيلسك الشمالية في وقت سابق من هذا الشهر، متنكرة في زي متسولة بلا مأوى، حيث بدلت السيارات في طريقها 3 مرات وعبرت نقطة حدودية رسمية وأعلنت وصولها بأمان في مقطع فيديو إلى ليتوانيا بعد عدة أيام.

في مقطع فيديو، فكّت كريفتسوفا سوار الكاحل الإلكتروني الذي تعلقه دائرة السجون الفدرالية الروسية عندما تم وضعها قيد الإقامة الجبرية وألقته بعيدا، ثم ارتسمت على محياها ابتسامة عريضة وهي تحمل لافتة صغيرة: “الحرية”.

وقالت كريفتسوفا في مقابلة: “كان من المخيف مغادرة المنزل بسوار. كان عبور الحدود أمرا مرعبا. الأمر برمته مخيفا”.

وأضافت أن المخاطرة بحياتها في الهروب كان أفضل من مواجهة عقوبة السجن لمدة 10 سنوات، بعد تعليقات مناهضة للحرب في مجموعة دردشة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ويحصل العديد من النشطاء الذين يرغبون بالفرار على المساعدة من مجموعات روسية سرية وجماعات حقوقية خارجية لديها خبرة في توفير الطرق والسائقين الموثوق بهم والتأشيرات والمال ومنازل آمنة إن لزم الأمر.

ووفقا لتقرير “واشنطن بوست”، فإنه غالبا ما يعبر هؤلاء الحدود بتأشيرات إنسانية من الاتحاد الأوروبي لدول مثل ليتوانيا وألمانيا.

في قصة أخرى العام الماضي، تنكرت لوسي شتاين وماريا أليوخينا، وهما عضوتان بمجموعة “بوسي رايوت” الموسيقية، واللتان كانتان منتقدتان بارزتان لبوتين، في زي عمال توصيل الطعام وهربتا من موسكو بعد أسابيع.

غادرت شتاين أولا في مارس من العام الماضي ثم نفذت صديقتها أليوخينة الخطة ذاتها بعد حوالي شهر وسافرت إلى ليتوانيا عبر بيلاروس.

وتشير عمليات الهروب التي قام بها المحتجزون المزوّدون بأساور إلكترونية إلى أن نظام إنفاذ القانون في روسيا قد يكون معيبا مثل جيشها، الذي عانى من نكسات متكررة في أوكرانيا، بحسب الصحيفة.

وواجهت محررة التلفزيون الحكومي، مارينا أوفسيانيكوفا، التي اشتهرت برفع لافتة كتب عليها “لا للحرب” في نشرة إخبارية، تحديات أكبر.

كان زوجها المنفصل عنها يمنعها من الوصول إلى ابنتها البالغة من العمر 11 عاما وابنها البالغ من العمر 17 عاما، حيث ترغب بالمغادرة معهما.

وأراد ابنها العيش مع والده لكنها رفضت المغادرة دون ابنتها، التي استقت في النهاية سيارة أجرة عبر تطبيق إلكتروني وذهبت إلى شقة والدتها.

وفرت الأم وابنتها في وقت متأخر من يوم جمعة خلال شهر أكتوبر. وقالت في مقابلة إن الشرطة لم تذهب إلى منزلها حتى يوم الاثنين.

ونصح محاميها – الذي خطط لعملية الهروب بمساعدة منظمة مراسلون بلا حدود – بأخذ حقيبة ظهر فقط؛ لأنها قد تضطر إلى المشي لمسافة كيلومتر واحد عبر حدود البلاد.

وعند الاقتراب من الحدود في وقت متأخر من الليل بعد رحلة برية طويلة استقت خلالها 7 سيارات، أصيب السائق بالذعر بعد أن علقت مركبته في الوحل.

كان على أوفسيانيكوفا وابنتها والمرشد الخروج والمشي أبعد مما كان مخططا له عبر الوحل.

قالت: “لحظة دخولنا هذا الحقل سقطنا في الوحل. كانت هناك جرارات ومصابيح أمامية لسيارات حرس الحدود. وظل الرجل الذي كان معنا يقول: يا فتيات انزلن بسرعة … كان الأمر مرعبا وهو أشبه بفيلم”.

وتابعت: “أعتقد أننا مشينا في الحقل لحوالي 10 كيلومترات لكن كان الأمر صعبا للغاية. لم نتمكن من المشي لمسافة 500 متر دون أن نسقط”.

وقالت إنه “في وقت من الأوقات كنت يائسة للغاية قلت للرجل: أعدني إلى موسكو”.

وأضافت أوفسيانيكوفا: “كنت أفضل الذهاب إلى السجن على مواصلة السير في هذا الوحل”، لكنها في النهاية استمرت والتقط هاتف المرشد الإرسال وتمكنوا من عبور الحديد ومقابلة الرجال الذين كانوا بانتظارهم في الناحية الأخرى.

ولم تكشف صحيفة “واشنطن بوست” البلد الذي غادرت إليه أوفسيانيكوفا.

أما الشابة اليافعة كريفتسوفا فوجهت نصيحة لمن يرغب بالفرار من البلاد قائلة إن الأفضل هو الاتصال بجماعات حقوق الإنسان للحصول على المساعدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى