دعوات أوروبية لدعم تونس
أعلن مسؤولون تونسيون فقدان عشرات المهاجرين خلال يومين، بعد غرق عدة قوارب أمام سواحل البلاد، خلال محاولة الوصول للسواحل الأوروبية. يأتي ذلك فيما دعت فرنسا وإيطاليا لدعم تونس التي تواجه أزمة مالية خطرة.
قال مسؤولون تونسيون إن 34 مهاجراً إفريقيا على الأقل فُقدوا، الجمعة (24 مارس/آذار 2023)، بعد غرق قاربهم قبالة تونس، في خامس حادث غرق لقارب في يومين، ليرتفع العدد الإجمالي للمفقودين إلى 67 وسط زيادة حادة في عدد رحلات القوارب المتجهة نحو إيطاليا.
وقال خفر السواحل الإيطالي أمس الخميس إنه أنقذ نحو 750 مهاجراً في عمليتين منفصلتين قبالة الساحل الجنوبي لإيطاليا، بعد ساعات من مقتل خمسة أشخاص على الأقل وفقد 33 في أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط من تونس.
وقال القاضي التونسي فوزي المصمودي لرويترز إن سبعة أشخاص، من بينهم رضع وأطفال، لاقوا حتفهم بعد غرق القارب قبالة سواحل مدينة صفاقس.
وقال حسام جبابلي، المسؤول في الحرس الوطني، إن خفر السواحل أوقف 56 قارباً في أثناء توجهها إلى إيطاليا في غضون يومين واحتجز أكثر من ثلاثة آلاف مهاجر، معظمهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء.
وأفادت بيانات الأمم المتحدة بأن ما لا يقل عن 12 ألف مهاجر وصلوا إلى إيطاليا هذا العام قادمين من تونس، مقارنة مع 1300 في الفترة نفسها من العام الماضي.
وكانت ليبيا تمثل منصة الانطلاق الرئيسية للمهاجرين من المنطقة سابقاً، قبل أن تتحول الأنظار إلى مدينة صفاقس التونسية التي باتت نقطة الانطلاق الرئيسية للأشخاص الفارين من الفقر والصراع في إفريقيا والشرق الأوسط الساعين لحياة أفضل في أوروبا.
في سياق متصل، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى دعم تونس التي تواجه أزمة مالية خطرة من أجل تخفيف “ضغط الهجرة”.
وصرح ماكرون خلال مؤتمر صحافي إثر قمة أوروبية في بروكسل: “التوتر السياسي الكبير جداً في تونس والأزمة الاقتصادية والاجتماعية المستعرة في ظل غياب اتفاق مع صندوق النقد الدولي مقلقة للغاية”. وأضاف أن ذلك “يؤدي إلى زعزعة كبيرة للغاية لاستقرار البلاد والمنطقة وإلى زيادة ضغط الهجرة على إيطاليا والاتحاد الأوروبي”، داعياً إلى “العمل معا” على المستوى الأوروبي لمساعدة تونس و”السيطرة على الهجرة”.
وشدد الرئيس الفرنسي أنه “على المدى القصير جداً، نحتاج إلى النجاح في وقف تدفق المهاجرين من تونس”، موضحاً أنه تناول الموضوع مع رئيسة الوزراء الإيطالية خلال اجتماع ثنائي.
وتعاني تونس من أسوأ أزمة مالية بسبب تعثر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض وسط مخاوف من التخلف عن سداد الديون ، مما يثير مخاوف في أوروبا خاصة في إيطاليا المجاورة. وتشهد البلاد اضطرابات سياسية منذ يوليو تموز 2021 عندما سيطر الرئيس قيس سعيد على معظم السلطات وحل البرلمان واتخذ خطوات للحكم بالمراسيم.
من جهتها، أشارت ميلوني إلى أنها “طرحت موضوع تونس أمام المجلس الأوروبي، لأنه قد لا يكون الجميع على دراية بالمخاطر التي يمثلها الوضع في تونس وضرورة دعم الاستقرار في بلد يعاني من مشاكل مالية كبيرة”.
ورداً على سؤال حول بعثة إيطالية فرنسية محتملة إلى تونس مع المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية إيلفا يوهانسون، قالت ميلوني “نعم، هناك بعثة على مستوى وزيري الخارجية، كثيرون في الوقت الحالي يتجهون إلى تونس”.