نعم منتخب المغرب منتخب الكفاءات فائق طموح اكبر المنتخبات
في كل محطة، يفتح منتخب الأسود قوسا جديدا، لتأكيد جدارة الإنجازات الكبرى التي سبق أن حققها باستحقاق في مونديال قطر 2023. ظل وفيا بعهد ” النية” كي تستمر الفرحة التي غرسها في أفئدة أمة، ملكا وشعبا.
زأر أسود الأطلس في عرينه بمدينة طنجة، وحين موقعه في قمة الفرق الكبرى. مرة حقق الانتصار على حساب السامبا البرازيلية، ومرة أخرى اكتفى بالتعادل الأبيض خارج عرينه بإسبانيا، أمام منتخب البيرو.
انتصار وتعادل كافيان للتإكيد مرة أخرى، أن انتصار الأسود على إسبانيا والبرتغال بقطر، لم يأت صدفة، بل جاء نتيجة عمل فريق متكامل.
اختار الفريق الوطني أن يجري مباريتان وديتان في بداية شهر المكارم، في شهر له دلالات روحية وإنسانية. أولا، احتفالا مع جمهوره الواسع بأرضية ملعب طنجة الكبير، بتتويج أسود الأطلس بالمرتبة الرابعة عالميا بقطر، وثانيا لإحياء صلة الرحم مباشرة مع فئة كبيرة من جمهور واكب مسيرته الكروية وإنجازاته العملاقة عبر الشاشة الصغيرة.
حقق الانتصار على فريق عتيد يمثل البرازيل، ودخل مرة أخرى إلى العالمية من باب عروسة الشمال، كأول فريق عربي ينتصر على بطل العالم عدة مرات.
وواصل الانجازات، بتحقيق التعادل مع منتخب البيرو، في ملعب مستقل، على عشب إسباني.
تتوالى الألقاب والانتصارات والانجازات الكبرى، تزامنا مع منح صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم الثلاثاء 14 مارس 2023، جائزة التميز لسنة 2022 من قبل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
قبل أيام من المباراتين، قال جلالته في رسالته السامية عن الجائزة “هي، أولا وقبل كل شيء، تكريم لعبقرية إفريقيا وشبابها المتألق”. بل أكثر من ذلك، جلالة الملك شدد في رسالته على حرص جلالته الدائم على جعل كرة القدم في المملكة المغربية ركيزة للنجاح ورافعة للتنمية البشرية المستدامة.
وها هو المنتخب الوطني يعبر للعالم مرة أخرى، أن كرة القدم المغربية تأخذ طريقها الصحيح نحو المجد والارتقاء.
الانتصار على فريق يضرب له ألف حساب من طرف كبار الفرق على المستوى الدولي وفي مختلف المنافسات العالمية والقارية، والتعادل مع فريق من قارة لاتينية، لا يقل أهمية، ما هما إلا مناسبين يبرزان للعالم أن المغرب بمستواه الكروي وبنياته التحتية الرياضية وتنظيمه المتميز للتظاهرات الرياضية الكبرى، لم يضع ترشيحه، من فراغ، لتنظيم كأس العالم إلى جانب إسبانيا والبرتغال.
نتيجة مباراة المغرب ضد البرازيل والبيرو، ما هي إلا ثمرة جهود ” نية” ركراكية، ثابتة لمنتخب “الكفاءات”، وعلى هذه ” النية”، يواصل فريق الأسود بكل عزم وإرادة، كسر إدعاءات الحاقدين على صخرة مغربية، بروح المثابرة ونكران الذات، والدفع بالقدرات الذاتية إلى أقصى الحدود.
ما برهنه الفريق الوطني في قطر من قدرات عالية، كرره بطنجة وإسبانيا، ومن مدينتين متجاورتين، وجه رسالة واضحة المعالم، لمن يشكك في قدرة المغرب على تحقيق الأحلام بقدراته وإمكانياته الخاصة، وأعطي درسا لمن لا يؤمن بالمعجزات رغم قلة الإمكانيات.
لكن، تحقيق هذه الإنجازات الرائعة التي أبهرت العالم، لا يمنع الغيورين مساءلة المهتمين بالشأن الرياضي، عن مآل مستوى البطولة الوطنية الاحترافية، ونوادي التكوين والتأطير وعن طريقة انتخاب مكاتب تسيير الفرق الرياضية، وأيضا عن الدعم المالي المخصص من طرف القطاع الوصي للرقي بالبطولة الوطنية إلى مستوى فريقنا الوطني.
ولو أن عالم الرياضة لايقبل جوار عالم السياسة، فخيط معاوية الذي يجمعهما، يملي على من يهمه الأمر التقاط الاشارة، خصوصا من حمل شعار ” تستاهل الافضل”، وحبذا أن يسير الفريق الحكومي على نهج “نية” الفريق الوطني، لأنها نية صافية تنبع من القلب إلى قلب شعب، بدون شعارات انتخابية، تبقى فقط وأبدا، حبيسة الزمن الانتخابي السياسوي.