أين وصلت الأمور بعد الخطاب التاريخي لجلالة الملك أمام القمة المغربية الخليجية؟
كان نص الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أمام القمة المغربية الخليجية الذي ألقاه يوم الأربعاء 20 أبريل 2016 بالرياض، نشازا تصحيحيا، حتى بالنسبة للساحة المغربية.
بين جلالة الملك نصره الله، من خلال خطابه السامي: “أن المنطقة العربية تعيش على وقع محاولات تغيير الأنظمة و تقسيم الدول، كما هو الشأن في سوريا والعراق وليبيا.
مع ما يواكب ذلك من قتل وتشريد وتهجير لأبناء الوطن العربي. فبعدما تم تقديمه كربيع عربي ، خلف خرابا ودمارا ومآسي إنسانية ، ها نحن اليوم نعيش خريفا كارثيا، يستهدف وضع اليد على خيرات باقي البلدان العربية ، ومحاولة ضرب التجارب الناجحة لدول أخرى كالمغرب، من خلال المس بنموذجه الوطني المتميز.
إننا نحترم سيادة الدول، ونحترم توجهاتها، في إقامة وتطوير علاقاتها، مع من تريد من الشركاء. ولسنا هنا لنحاسب بعضنا على اختياراتنا السياسية والاقتصادية. غير أن هناك تحالفات جديدة، قد تؤدي إلى التفرقة، وإلى إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة. وهي في الحقيقة، محاولات لإشعال الفتنة، وخلق فوضى جديدة، لن تستثني أي بلد. وستكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة، بل وعلى الوضع العالمي”.
كما أشرنا سابقا أن حطاب جلالة الملك نصره الله، كان نشازا تصحيحيا للساحة المغربية، قبله كانت حكومة العدالة، وخاصة وزير خارجيتها الإخواني، قد انخرطت في مخطط الفوضى العارمة الأطلسي-الصهيوني، ما يؤشر إلى أمرين على الأقل:
-أن ادعاء الحزب، التزامه بسيادية السياسة الخارجية للمغرب، لم يكن منضبطا دائما.
-أن العثماني، ضالع في جريرة(التطبيع) حتى قبل توقيعه المعلن والمكره عليه؟!
لم يلق خطاب الرياض الملكي، تجاوبا مغربيا، وذلك من قبل الحزبين الأمريكي والفرنسي المغربيين معا؟!
سواء في إدارات الدولة(الترابية والدفاعية والأمنية،،) بل والإعلام الرسمي نفسه، أو إدارات المجتمع الإسلامية واليسارية،،،، الفريقان كلاهما اجتمعا على قلب أطلسي واحد، تماما كما حصل قبلا، في نازلة 20فبراير الفاضحة؟!
خذلان سياسة الملك العربية، كان داخليا أيضا، ومن قبل عموم نخبة الإدارة والمجتمع معا،ما عدا الشعب المغربي طبعا،
-توالت الضغوط على المغرب لكي يفتح أبوابه لشراء مغفلي فقرائه المتدينين، وتحويلهم إلى إرهابيين في سوق الحرب العدوانية بالشام، وانسجاما مع خطاب الرياض، وخلافا لموقف ليبرليي وإخوان تونس التطبيعي، رفض الملك الاستجابة للضغوط جميعها:
أمريكية، خليجية ويهودية، الأمر الذي ساهم في التعجيل بفشل الفوضى العارمة، سوريا وعربيا وإقليميا،،،
وما يحسب له إيجابيا لدى الشعوب والدول الوطنية، وما يتعرض له،بسببه، من هجمات من قبل جميع المغرضين إعداء وخصوما.