أول طيار أفريقي.. قاتل العثمانيين وساهم في زوالهم
أجداد أحمد علي تشليكتن انحدروا من نيجيريا.. واستعبدوا من طرف العثمانيين الذين نقلوهم نحو الأراضي العثمانية
خلال فترة الحرب العالمية الأولى، سجلت العديد من الأسلحة الحديثة ظهورها على ساحات القتال. وإضافةً للغاز الكيمياوي وقاذف اللهب والدبابات، استُخدمت الطائرات لأول مرة على نطاق واسع. ومع بداية ظهورها، اقتصر دور الطائرات بالأساس على مهام الاستطلاع والمعارك الجوية حيث لم تكن الأخيرة حينها مجهزة بشكل ملائم لحمل أعداد كبيرة من القنابل. وبسبب ذلك، استخدمت الطائرات بشكل محدود بعمليات القصف الجوي.
وبحدث فريد من نوعه، ضم الجيش العثماني في صفوفه أحد الطيارين من ذوي الأصول الأفريقية الذين تم استقطابهم في السابق ضمن شبكات العبودية والاتجار بالبشر التي كانت منتشرة بالدولة العثمانية منذ قرون.
وينحدر الطيار أحمد علي تشليكتن من أصول أفريقية حيث عاش أجداده في نيجيريا قبل أن يتم بيعهم كعبيد لصالح العثمانيين. وفي السابق، عاش أجداد أحمد علي تشليكتن في مصر قبل أن ينتقلوا نحو كريت وإزمير. وفي إزمير عام 1883، ولد أحمد علي تشليكتن. ومع بداية مسيرته العسكرية، التحق هذا الشاب ذو الأصول الأفريقية عام 1904 بمدرسة البحرية التي تخرج منها عام 1908 برتبة ملازم. لاحقاً، التحق أحمد علي تشليكتن بمدرسة الطيران التابعة للبحرية وتلقى تدريبه عام 1914 بمنطقة سان ستيفانو (San Stefano). ويوم 11 نوفمبر 1916، أصبح أحمد علي تشليكتن أول طيار من أصول أفريقية بالتاريخ عقب تخرجه وحصوله على شهادة بمجال الطيران. لاحقاً، أرسل الأخير نحو برلين، حليفة إسطنبول بالحرب العالمية الأولى، لتلقي مزيد من التدريبات.
بفضل هذه الإنجازات، نال أحمد علي تشليكتن رتبة كابتن قبل أن يتم تعيينه، عقب عودته من برلين، بفرقة الطيران البحري في إزمير. وحسب العديد من المؤرخين، صنّف هذا الشاب ذو الأصول النيجيرية كأول طيار ذو بشرة داكنة بالتاريخ. فعلى الرغم من وجود بعض الطيارين ذوي الأصول الأفريقية بالجيش الأميركي حينها، لم يسمح لهؤلاء بقيادة الطائرات بسبب سياسة التمييز العنصري القائمة بالولايات المتحدة الأميركية حينها.
ومع نهاية الحرب العالمية الأولى، التحق أحمد علي تشليكتن بحركة الاستقلال التركية، التي تزعمها مصطفى كمال أتاتورك، وقاتل إلى جانب القوميين من أجل إسقاط الدولة العثمانية وإنهاء وجودها. وبتلك الفترة، تطوع أحمد علي تشليكتن بالفوج العسكري المتمركز بقاعدة قونية الجوية. وهناك، أوكلت للأخير مهمة تقديم الدعم وتأطير الطيارين أثناء قيامهم بمهام نهب الطائرات الحربية الموجودة بالمخازن والقواعد التابعة للعثمانيين. ومع حصوله على شرف قيادة الفرق الجوية التركية، ساهم أحمد علي تشليكتن في نهب ونقل نحو 3 طائرات عثمانية من إسطنبول نحو أماصرة. من جهة ثانية، قاد الأخير مهام الدفاع الجوي وحماية البحرية التركية من هجمات العثمانيين عند مناطق البحر الأسود عن طريق القيام بطلعات جوية استطلاعية فوق البسفور لمراقبة عبور السفن العثمانية نحو الجهة الغربية من البحر الأسود.
عقب زوال الدولة العثمانية، أصبح أحمد علي تشليكتن سنة 1928 مستشاراً جوياً ونال العديد من الأوسمة التي منحها إياه مصطفى كمال أتاتورك. وقد قضى الأخير عشرات السنوات بسلاح الجو التركي قبل أن يفارق الحياة عام 1969.