وزراة الهجرة الكندية والإعفاء من التأشيرات من أجل تقوية العلاقات الكندية المغربية
قالت وزارة الهجرة واللاجئين والمواطنة في كندا إن قرار إعفاء المغاربة من التأشيرة للدخول إلى الأراضي الكندية سيسهم في تقوية العلاقات الدولية وتعزيز الروابط الثقافية بين كندا والمغرب، إلى جانب البلدان الأخرى المستفيدة من هذا الإجراء.
وأوضحت الوزارة، في جواب عن سؤال لهسبريس عبر البريد الإلكتروني، أن السفر إلى كندا أصبح يتطلب فقط التوفر على تصريح السفر الإلكتروني عوض التأشيرة كما كان في السابق، وهو أمر مفتوح أمام الحاصلين على تأشيرة كندا في العشر سنوات الماضية، وكذا الحاصلين على تأشيرة صالحة للولايات المتحدة الأميركية سارية المفعول.
وأضافت أنه عوض إجراء الحصول على “الفيزا”، يمكن للمسافرين أن يطلبوا تصريح السفر الإلكتروني (AVE)، الذي يمكن الحصول عليه بشكل سريع وسهل بتكلفة لا تتجاوز 7 دولارات كندية. وتسعى كندا من خلال هذا الإعفاء إلى جعل السفر إليها “أسرع وأسهل وأكثر أماناً بهدف لمّ شمل العائلة والأصدقاء وممارسة الأعمال التجارية”.
وأكد المصدر ذاته أن “أغلب طلبات الحصول على هذا التصريح تتم الموافقة عليها بشكل أوتوماتيكي في بضع دقائق، وهو يتطلب التوفر على جواز سفر وبطاقة ائتمان وبريد إلكتروني لتقديم الطلب”.
ويمكن للأشخاص الحاصلين على تصريح السفر الإلكتروني السفر إلى كندا والعودة إليها أو المرور عبر مطار كندي للسفر إلى وجهات أخرى. وأكدت الوزارة الكندية أن “هذا الأمر سيجعل البلاد وجهة أكثر جاذبية للسفر والسياحة والأعمال”، حيث يتوقع استقبال 200 ألف زائر إضافي خلال العام المقبل بفضل هذا الإعفاء الذي شمل إلى جانب المغرب 12 دولة أخرى.
وبخصوص اختيار المغرب للاستفادة من هذا الإعفاء، قالت وزارة الهجرة واللاجئين والمواطنة إن “كندا تتخذ القرارات الاستراتيجية فيما يخص التأشيرة على أساس كل دولة على حدة من أجل دعم السفر والسياحة مع حماية سلامة الكنديين، حيث يتم الأخذ بعين الاعتبار في مثل هذه القرارات إجراء المراقبة الدقيقة وتحليل المعايير الأساسية”.
وحول هذا الموضوع، قال صلاح العسلاوي، مستشار في الهجرة مقيم بمونتريال، إن القرار الذي أعلنته كندا يهم أي مواطن مغربي، سواء كان طالباً أو عاملاً، شرط أن يكون قد حصل على تأشيرة كندية خلال العشر سنوات الماضية، أي بعد 6 يونيو من عام 2013، حيث لن يكونوا مضطرين إلى طلب “الفيزا”، وإنما فقط طلب تصريح إلكتروني للسفر.
وذكر العسلاوي، في تصريح لهسبريس، أن الفئة الثانية المعنية بهذا الإعفاء هم المغاربة المتوفرون على تأشيرة أميركية سارية المفعول، ويجب أن تكون خاصة بالسياحة والعمل دون تأشيرة الإقامة.
ويتيح تصريح السفر الإلكتروني الإقامة في كندا لمدة تتجاوز 6 أشهر، وفق إفادات العسلاوي، الذي أوضح أنه يمكن تمديدها بسهولة لمدة ستة أشهر أخرى.
وعن حيثيات هذا القرار، أوضح العسلاوي أن كندا تسعى إلى فتح المجال أمام المغاربة لفتح الباب أمامهم للبحث عن عقد عمل والقيام بإجراءات للحصول على رخصة العمل، وهو ما سيكون له تأثير إيجابي على السياحة وسوق الشغل في كندا.
ووفقاً للمعطيات الرسمية لوزارة الخارجية المغربية، يبلغ تعداد الجالية المغربية المقيمة بكندا أكثر من 100 ألف مغربي يتركزون بالأساس بمقاطعة كيبيك الناطقة بالفرنسية، كما أن هناك توجهاً نحو المقاطعات الأخرى التي تسود فيها الإنجليزية بشكل أكبر بالنظر للفرص المتاحة هناك.
وأصبحت كندا مؤخراً وجهة مفضلة للمغاربة من أجل الهجرة، خصوصاً مع الحاجة المستمرة للمهاجرين لدعم الاقتصاد، الذي أصبح يعاني بسبب شيخوخة سكان هذا البلد. والعام الماضي أعلنت الحكومة الفيدرالية في كندا عن خطة لاستقبال 500 ألف مهاجر سنويا خلال السنوات الثلاث حتى عام 2025.
كما أن كندا تعتبر ملاذاً مفضلاً للدراسة بالنسبة للمغاربة، حيث توفر جامعاتها فرصاً دراسية متنوعة، وتقوم سنوياً بتنظيم معارض في المغرب لتقديم مميزات الدراسة الجامعية فيها، كما أنها تضمن من خلال هذا الأمر استقرار الكفاءات فيها لدعم الاقتصاد.