الحج ليس آمنًا ! وهل أداء فريضة الحج مجازفة لكل من لا يتفق مع التوجهات السياسية لحكومة السعودية وحلفائها
رئيس التحرير يكتب
قال العباس للنبي محمد صلى الله عليه وسلم: “قبل دخول مكة يارسول الله إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فلو جعلت له شيئًا ! فلما دخل النبي مكة أمر المنادي أن يقول من دخل الكعبة فهو آمن ومن دخل داره فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن”.
ومع ساعات تفصلنا عن مناسك الحج لهذا العام في لحظات إيمانية وروحانية يعيشها المسلم قاصدا بيت الله الحرام لهذا العام، لكن لم يختلف الحج عن الأعوام القليلة الماضية، إن الحج ليس أمنًا أحذورا من الاقتراب من الأراضي المقدسة.
لا كرامة لأيام الحج ولا الشهور الحرم هشتطاج الحج يتصدر في ليبيا والمغرب ومصر والسعودية والعراق في أنحاء العالم المسلمين هذه هي أمنيتهم لإتمام فرائض وأركان الإسلام ولكن هناك مشاهد أخرى للحج في عهد ولي العهد محمدبن سلمان بسبب عدم وجود تأشيرات أو الإعتقالات، المستهدفين عشرات الآلاف من المستضعفين ممنوعين من دخول السعودية لأداء فريضة الحج في أكبر موسم للمسلمين للتقرب إلى الله عز وجل.
إنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يستخدم الحج سلاحًا لمعاقبة المعارضين والصحفيين الذين ينتقدون إساءة استخدام النظام السعودي للسلطة وحلفائها.
ممنوع على العلماء والمفكرون والمعارضون والداعين محرمين من دخول مكة والمدينة المنورة خوفا من بطش السعودية أو تسلميهم لحكوماتهم من أجل الحكم عليهم بالعقاب أو القتل.
إنّ النظام السعودي يسمح لمنتقديه بالدخول للمملكة لأداء الحج أو العمرة، ثم يقوم باعتقالهم وإخفائهم قسرًا أو تسليمهم لأنظمة قمعية أخرى.
فقد اتهمت مجموعة من المنظمات الإنسانية والناشطين البارزين بتسليح النظام السعودي في الحج والعمرة، و ذلك لمعاقبة المعارضين السياسيين أو صحفيين الذين ينتقدون إساءة استخدام النظام للسلطة.
وأوضح أن بيانًا مُوقَّعًا من قبل منظمات إنسانية، أشار إلى أن النشطاء المسلمين والسياسيين والعلماء من جميع أنحاء العالم غير قادرين على أداء مناسك الحج والعمرة على النحو الذي تتطلبه عقيدتهم.
وقد كشف هذا البيان، حيث يتم إغراء الآخرين لدخول السعودية ليتم اخفاؤهم قسرًا أو تسليمهم لأنظمة قمعية أخرى تنتهك حرياتهم، لافتًا إلى أنه من واجب كل مسلم أداء فريضة الحج ولا ينبغي أن تتمكن أي دولة قومية في المملكة من منعهم.
إنّه “من المثير للسخرية أن تكون المملكة العربية السعودية اليوم، آخر مكان يمكنك التمتع فيه بحقوقك كمسلم مواطن، محمد بن سلمان الذي يُنظر إليه بصفته ولي العهد والحاكم الفعلي للمملكة على أنه (خادم الحرمين الشريفين)”.
مع أن جميع علماء العالم الإسلامي والمؤسسات العلمية ومنظمات حقوق الآنسان وجميع المسلمين في العالم قد وجهوا نداء وتذكير للحكومة السعودية بواجبها اتجاه الأماكن المقدسة وزوارها وإبلاغهم صراحة و تمكين جميع المسلمين من زيارتهم وضمان سلامتهم حق مشروع و واجب مفروض يجب القيام به على أكمل وجه وبدون تميز أو تحيز سياسي، ولكن من المرجح تجاهل ابن سلمان لهذه الحملة كما فعل مع دعوات مماثلة نظرا لطبيعته منذ توليه الحكم، وقد نجد الحكومات الغربية التي تتشدق بحقوق الإنسان قد تغض الطرف على محنة ضحايا الظلم في المملكة العربية السعودية مقابل تدفق النفط وصفقات الأسلحة الضخمة.
يستخدم النظام السعودي الكثير من الأسلحة للقضاء على معارضي سياسات ولي العهد، محمد بن سلمان، والكثير من الأساليب للإيقاع بكل من يخالفه الرأي أو يرفض السياسة التي يدير بها شؤون المملكة، سواء في الداخل السعودي أو في التعاملات الخارجية إقليمياً ودولياً،
ولا يفرق ذلك النظام بين صديق أو عدو أو قريب، حتى وإن كان من الأسرة الحاكمة نفسها، وقد سمع الجميع ورأوا كيف نكّل بن سلمان بأقربائه من أمراء آل سعود- نفياً وسجناً وتعذيباً ومصادرة أرصدة وممتلكات- أما المواطنون فإما القمع بكل أشكاله ودرجاته لكل من يقول كلمة أو يتخذ موقفاً يعارض من خلاله أيّاً من سياسات الأمير، وإما الصمت المطبق والخضوع الكلي والذوبان في حياة الترفيه التي يوفرها لهم النظام لإبعادهم عن التفكير في أي شيء يخص مستقبل بلادهم وثرواتها، بل وابتعد بهم عن قيم الدين والأخلاق والأعراف المجتمعية والقبلية التي عُرف بها المجتمع السعودي، باعتباره من أبرز المجتمعات المحافظة في المنطقة.
لم يترك نظام بن سلمان سلاحاً ولا طريقة إلا واستخدمها لقمع معارضيه أو الإحاطة بهم حتى يقعوا في شباك أجهزته الأمنية القمعية، ولا يتردد ذلك النظام في تصفية حساباته مع معارضيه حتى وإن كان المكان بيت الله الحرام والزمان أيام الحج بكل ما تعنيه من قدسية، فانتهاك حُرمة تلك الأماكن والأوقات المقدسة لا يعني شيئاً مقابل إرضاء ولي العهد وإشباع غرائزه العدوانية تجاه كل ما يعتبره تهديداً لعرشه وخطراً على حكمه وسلطته المطلقة على كل شيء، وهذا ما أصبحت تدركه عيون الرقابة على سياسات النظام السعودي عبر الإعلام والصحافة العالمية والجهات المعنية والمتابعة لأكثر الأنظمة قمعاً للحريات.
الصحافية البريطانية إيفون ريدلي، ذكرت في مقال نشره موقع “ميدل إيست مونيتور” أن ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، يستخدم “الحج” سلاحاً لمعاقبة معارضيه والصحافيين الذين ينتقدون إساءة استخدامه للسلطة، موضحةً أن النظام السعودي يسمح لمنتقديه بالدخول إلى المملكة لأداء الحج أو العمرة، ثم يعتقلهم ويخفيهم قسراً، أو يسلمهم لأنظمة قمعية أخرى.
وقد تواجه المملكة العربية السعودية اتهامات من قبل عدة منظمات غير حكومية بالقيام بإيقافات عشوائية ضد أربعة منتمين إلى أقلية الأويغور المسلمة ورغبتها في ترحيلهم إلى الصين حيث سيكون مصيرهم غير معلوم. ويتعلق الأمر برجلين جاءا إلى المملكة لأداء مناسك العمرة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 وأم وطفلتها التي لم تتجاوز 13 عاما أوقفتا في 31 آذار/ مارس 2022 حسب عدة مصادر. وبدأ ناشطون في تداول مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي طلبا لمساعدتهم .
و كتبت مجلة “التايم” الأمريكية مقالًا خطيرًا يشير إلى أن الحج ليس آمنا بعد الآن في السعودية، يتضمن معلومات عن تحوله لفخ ومصيدة للمسلمين.
وكشفت المجلة عن معلومات موثقة تبيّن تحوّل الفريضة لـ”فخ” تستخدمه الرياض بالتعاون مع المخابرات الصينية، لاعتقال المسلمين الإيغور من كل العالم.
وذكرت أن السعودية احتجزت وسلمت الإيغور بحسب طلب الصين، وتستعد الرياض لترحيل اثنين منهم لمقاطعة شينجيانغ.
وأشارت المجلة إلى أنهم سيواجهون هناك انتهاكات تتراوح من الاحتجاز التعسفي والتعذيب إلى الاعتداء الجنسي والتعقيم القسري.
وبينت أن المخابرات الصينية تستخدم الحج لإغراء الإيغور في أوروبا لجلبهم إلى السعودية، ثم إلقاء القبض عليهم هناك.
إن السعودية هي آخر مكان يمكنك التمتع فيه بحقوقك كمسلم في أداء فريضة الحج ومجازفة لكل من لا يتفق مع التوجهات السياسية والفكرية لحكومة السعودية وحلفائها.