دلالات “خرجة العماري الهادئة” بعد سنوات من التواري عن الأنظار ومغادرة المشهد السياسي
بهدوء غير معهود ولغة وأسلوبين مختلفين ظهر الأمين العام السابق إلياس العمري مجددا، بعدما توارى عن الأنظار فجأة، تاركا المشهد السياسي بعد انتخابات 2016. هذا الظهور الأخير لـ”العمري” أكيد أن له دلالات سياسية، ويريد من خلاله الأمين العام الأسبق لـ”البام” إرسال إشارات للفرقاء السياسيين، رغم تأكيده في تصريحاته الأخيرة، خلال مقابلة مع الزميلة هسبريس، أنه لم يعد مهتما بالمعترك السياسي الوطني، وأنه يريد العودة إلى المشهد الوطني من بوابة الإعلام هذه المرة لا من “فن الممكن”. عباس الوردي، محلل سياسي وأستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس في الرباط، يرى أن “العمري قرر العودة إلى المشهد مجددا عبر بوابة الإعلام”، مشيرا إلى أن “الدستور لا يمنع الرجل من ممارسة حقوقه التي يضمنها الدستور، رغم قوله إنه لن يعود إلى السياسة”.
وقال الوردي، وفق تصريح له خص به موقع “أخبارنا”، إن “هذه العودة تحمل عددا من الإشارات الموجهة للوسط السياسي على أنه حاضر وعائد لا محالة، رغم اختفائه لقرابة 7 سنوات”، مؤكدا أن “العمري يريد، من خلال عودته، مشاركة الهموم التنموية والاجتماعية والسياسية الوطنية”. وتابع المحلل السياسي عينه أن “الأمين العام الأسبق يريد، كذلك، توجيه رسائل سياسية لحزب الأصالة والمعاصرة كونه ما يزال حيا يرزق”، مستطردا أن “قرب انتخابات الأمانة العامة لـ’الجرار’ يمكن أن يساهم هذا الظهور الفجائي للعمري في عدد من التقلبات”، لاسيما وأنه لا شيء يمنعه من الترشح للظفر بولاية أخرى على رأس الحزب”. أستاذ القانون العام كشف أن “الطريق معبدة أمام إلياس العمري للظفر بالأمانة العامة للحزب، خصوصا وأن علاقات جيدة مع كل من عبد اللطيف وهبي وفاطمة الزهراء المنصوري وكودار”، واصفا إياه بـ”الرجل الذكي القادر على حل عدد من المشاكل داخل الأصالة والمعاصرة”. ولم يفوت الوردي الفرصة دون أن يشير إلى أن “المراجعات السياسية ليس كل الفرقاء السياسيين والشخصيات السياسية في غنى عنها”، موردا أن “عودته مجددا مبررة، نظرا إلى التقلبات التي تشهدها الساحة السياسية”.
هذا وتوقع الأكاديمي ذاته أن “عين إلياس العمري ربما على رئاسة الحكومة خلال الولاية المقبلة، لاسيما وأن ‘البام’ احتل المرتبة الثانية خلال انتخابات 2016 و2021، وبالتالي يرى أنه مؤهل بالظفر برئاسة الحكومة خلال سنة 2026”.
الوردي أضاف، في ختام تصريحه، أن “هذه العودة ربما تشير إلى عودة خصم شرس من طينة إلياس العمري، وهذه ربما إشارة سياسية، كذلك، لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذي قد يواجه منافسا حقيقيا خلال الاستحقاقات المقبلة”.