فقدان المئات خلال ستة أشهر”.. مآسي الهجرة تتواصل بسواحل تونس
كشفت معطيات جديدة للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (غير حكومي)، عن فقدان 608 مهاجرين في الستة أشهر الماضية خلال محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط نحو السواحل الإيطالية.
وأفاد المنتدى في تقريره المعنون “مآسي الهجرة غير النظامية على السواحل التونسية خلال سنة 2023 “، بأن أعلى حصيلة للضحايا والمفقودين الذين تعذّر تحديد جنسياتهم سجلت خلال شهر أبريل الماضي، بـ 373 حالة.
وأبرز المنتدى التونسي الذي يهتم بقضايا الهجرة وحقوق الإنسان، أن أعلى حصيلة لموجات الهجرة غير النظامية من السواحل التونسية، سجلت خلال شهر مايو الماضي، عندما وصل أكثر من ألف شخص إلى الضفة الأوروبية.
وأظهرت أرقام المنتدى تسجيل حصيلة قياسية في عدد القاصرين التونسيين الواصلين إلى السواحل الإيطالية خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، بعدد 1044 شخص، مقارنة بـ 103 عام 2019، و649 خلال نفس الفترة من السنة الماضية.
وبحسب المصدر ذاته، وصلت 282 مهاجرة تونسية إلى السواحل الإيطالية خلال 2023، مقارنة بـ 22 مهاجرة في 2019، و183 العام الماضي.
وبلغ عدد المهاجرين الذين تم إحباط محاولاتهم للهجرة انطلاقا من السواحل التونسية (جنسيات تونسية وغيرها)، أكثر من 32 ألف شخص، خلال سنة 2023.
وأشار المنتدى إلى أن المعطيات الواردة في تقريره، جمّعها بناء على المعلومات الواردة في البلاغات الرسمية وشهادات الناجين، مشيرا إلى أنها تبقى غير نهائية وقابلة للتحيين.
ولفت المصدر ذاته إلى ما وصفه بـ”الأرقام غير المرئية”، والتي تتمثل في أعداد المهاجرين التي تصل إلى أوروبا عبر مختلف المسالك دون أن تمر عبر السلطات المحلية أو الهياكل الأممية، وأيضا عمليات الانطلاق من السواحل التونسية والتي تنجح في الإفلات من الرقابة الأمنية الصارمة أو تلك التي يقع منع اجتيازها دون أن يتم الإعلان عنها.
وتبعد أجزاء من سواحل تونس أقل من 150 كيلومترا عن جزيرة لامبيدوسا، وتسجل بانتظام محاولات هجرة في اتجاه السواحل الإيطالية.
ويعدّ هذا المسلك من بين الأخطر في العالم، حيث لقي أكثر من 20 ألف شخص حتفهم أثناء محاولتهم عبوره منذ العام 2014، وفق المنظمة الدولية للهجرة.