إشهار كتاب “بين الطب والصحافة” للدكتور زيد حمزة في مؤسسة “شومان”
استضاف منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي مساء أمس الاثنين، حفل اشهار الجزء الثالث من سلسلة كتاب “بين الطب والصحافة”، للكاتب ووزير الصحة الأسبق الدكتور زيد حمزة.
وتحدث في حفل الإشهار بالإضافة إلى الدكتور حمزة، الكاتب أحمد أبو خليل، والكاتب والباحث معاذ بني عامر، وقدمهم وأدار الحوار مع الجمهور الكاتب والباحث سامر خرينو.
ويتضمن الكتاب ما يفوق 200 مقال كتبها الدكتور حمزة ونشرها في صحيفة الرأي في الفترة ما بين 1997 و2000، حيث تتنوع موضوعات تلك المقالات لتغطي المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنقابية والصحية، حاول الكاتب من خلالها التعليق على كثير من الأمور التي حدثت في تلك الفترة وأشعلت نقاشات أو جدل حولها، ليشارك في هذا الجدل من وجهة نظره.
وكونه ينتمي إلى الجسم الطبي والخدمات الصحية، وتسلم هرم هذا الجسم وزيرا خلال فترة سابقة، فإن جزءا كبيرا من تلك المقالات كان في قراءة واقع الخدمات الطبية والصحية، والتحديات التي تواجهها في الوقت الحاضر وعلى المدى المنظور.
وثمن الدكتور حمزة لمؤسسة عبد الحميد شومان احتضانها حفل اشهار الكتاب، مشيرا إلى اسهاماتها الثقافية ودورها في نشر الثقافة على المستوى المحلي والعربي، مثلما ثمن للمتحدثين مشاركتهم وكلماتهم خلال حفل الاشهار، مقدما الشكر كذلك لكل الذين ساندوه وعملوا معه خلال مسيرته.
واستعرض الدكتور زيد حمزة خلال رده على مداخلات واستفسارات الحضور، العديد من الآراء والمواقف لبعض القضايا الوطنية وخاصة في المجالات الصحية، كذلك العديد من الإنجازات التي تحققت خلال تسلمه مهام وزارة الصحة.
وأكد أن الصحافة مهنة مهمة ولها عدة اشكال الآن والعديد من الأدوات، مشيرا إلى أن تأثره بالصحافة جاء خلال فترة وجودة ودراسته ونضوجه الفكري في مصر، كما أشار إلى تأثره بالعديد من الأطباء الكتّاب أيام دراسته في مصر أمثال الكاتب يوسف أدريس وصلاح حافظ وغيرهم.
وقال الدكتور حمزة في مقدمة كتابه، إنه قصد من المقالات التي نشرها في صحيفة الرأي، ” تغطية الكثير من اهتمامات القارئ الأردني وربما العربي أيضا، من خلال التعليق عليها بالحد الممكن من الصراحة وباجتراح الأسلوب الملائم الذي يجنب محرر الصحيفة الحرج من تحليلي لها حسب فكر فلسفي آمنت به منذ مطلع شبابي دون إخلال بالصدقية وبأمانة الكتابة الصحفية”.
من جانبه قال الكاتب أحمد أبو خليل، إن مطالعة الكتاب تضعنا أمام مقاطع تفصيلية في النقاش العام في بلدنا بذلك الزمن، وفي كثير من الحالات المماثلة يكون وجودها في أرشيف الصحافة كافيا، لكن زوايا النظر والمعالجة التي يعتمدها الدكتور زيد في مقالات هذا الكتاب وفي مجمل انتاجه من المقالات المستمرة إلى هذا اليوم، تؤكد جدارة هذه المقالات بالنشر والقراءة مجددا.
وأضاف أن الدكتور حمزة لا يقدم نفسه ككاتب، أنه صاحب رأي، يعبر عنه بالوسيلة المناسبة، ولكنه وهو يقوم بذلك، لم يكن مجرد مراقب طوال الوقت، بل كان لزمن مهم في حياته ممارسا للسلطة في ميدانه كوزير للصحة، وقد حضرت الصحة كثيرا في مقالاته، ولكنه تمكن ببراعة واحترام من مراعاة حساسية إعلان رأي في مسائل تمس عمل زملائه.
من جانبه قال بني عامر، ” منذ تعرفت على الدكتور زيد حمزة، تسنى لي أن أتعلم الكثير منه، فهو من أنشط القراء، فكل أسبوع أو أسبوعين تقريبا يكتب مقالة عن كتاب جديد، وهذا شيء شبه نادر في الصحافة الأردنية”.
وأضاف،” أسرني الدكتور زيد حمزة بأخلاقه النبيلة ويقظات ضميره، فتجربة الحياة علمته أن لا أحد ينتصر على أحد انتصارا كبيرا وحاسما إلا بالمحبة، ما عداها من انتصارات محض أوهام لا تليق بالإنسان العظيم، الانسان المنفصم عن سياقه الغرائزي، والساعي، في الوقت ذاته، ناحية قيمه الإنسانية العليا. وعندما تعرفت عليه – للمرة الثالثة – عرفت أي شخصية يكون عليها الإنسان ساعة ينتبه، بحساسية الحكيم، إلى أصغر الأشياء وأكبرها. أو ما أسميه عادة: تكوين رؤى كبرى عن تفاصيل صغرى وتكوين رؤى كبرى من تفاصيل صغرى”.
وكان خرينو أشار في بداية حفل الإشهار، إلى إن هذا الإصدار للدكتور زيد حمزة، هو الثالث في سلسلة كتاب ” بين الطب والصحافة”، التي أصدرها الكاتب، وعمل فيها على حشد مقالاته التي كتبها على مدى سنوات طويلة، وأشار فيها إلى أحداث مفصلية من تاريخ الأردن والمنطقة والعالم، كذلك لوجهات نظر تمثل وجهات نظر الشعب الأردني.
والدكتور زيد حمزة هو كاتب ووزير الصحة الأسبق، ولد عام 1932 في محافظة السلط، وتلقّى تعليمه الابتدائي في مدارسها، وواصل تعليمه ليحصل على شهادة التوجيهي المصري، ثم على شهادة البكالوريوس في الطب من جامعة الملك فؤاد بالقاهرة عام 1955، وشهادة الاختصاص في الأذن والأنف والحنجرة من لندن عام 1962.
عمل طبيباً في وزارة الصحة، متنقلاً بين مستشفى الولادة، ومستشفى البشير، ومستشفى الهلال، ومستشفى الأمراض الداخلية، ومستشفى الأطفال، ثم تولى إدارة مستشفى الأذن والأنف والحنجرة بعمّان سنة 1962، استقال من وزارة الصحة عام 1965 ليعمل في عيادته الخاصة. كان أحد الشركاء المؤسسين للعديد من المجلات منها مجلة “السمَّاعة”، و”المجلة الطبية الأردنية”.
عُيِّن وزيراً للصحة (1985-1988)، وانتُخب رئيساً لمنظمة الصحة العالمية في جنيف ما بين العام (1986/1987)، ورئيساً للمجلس العربي للاختصاصات الطبية (1987-1989)
ترأس مجلس وزراء الصحة العرب عام 1988، وانتُخب رئيساً للجمعية الوطنية الأردنية لمكافحة التدخين (2009)، وهو عضو في رابطة الكتاب الأردنيين، وانتُخب عضواً في مجلس نقابة الأطباء الأردنية لدورتين متتاليتين (1965-1969)، ومن أعماله الأدبية “بين الطب والسياسة”.