ما الذي ستحصل عليه السعودية من التطبيع مع إسرائيل؟
نشرت صحيفة فايننشال تايمز تقريرا عن مستقبل العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وضغط إدارة الرئيس جو بايدن، للتطبيع بين البلدين، وكذلك أهداف السعودية ومطالبها لإتمام هذه الصفقة.
وقالت الصحيفة في تقرير لمراسليها جيمس شوتر من تل أبيب، وسامر الأطروش من دبي، إن الولايات المتحدة تعمل على التطبيع بين السعودية وإسرائيل.
وبحسب الصحيفة فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أرسل أحد أقرب مستشاريه إلى العاصمة السعودية الأسبوع الماضي لمناقشة الموضوع، لكن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، قال إن “الطريق لا يزال طويلا” لإقامة علاقات بين البلدين.
وتأتي جهود بايدن مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام المقبل، وقال الرئيس الأمريكي خلال اجتماع مع مانحين لحملته الانتخابية يوم الجمعة، إن “التقارب ربما يكون قريبا”. وهذه ثاني رحلة يقوم بها مسؤول أمريكي إلى الرياض في غضون أسابيع.
وكشف المستشار الإسرائيلي هنغبي في مقابلة مع هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية يوم الإثنين، أن الاتفاق الكامل بين السعودية وإسرائيل ليس قيد المناقشة، لكن كانت هناك “مفاجأة إيجابية قبل بضعة أشهر عندما قال البيت الأبيض. . .إنه يبذل جهودا للتوصل إلى اتفاق مع السعوديين”.
التطبيع: جهود نتنياهو وبومبيو لبدء مباحثات بين السعودية وإسرائيل “فشلت”
التطبيع: مؤشرات على أن السعوديين يقتربون من توقيع اتفاق سلام تاريخي مع إسرائيل
التغير المناخي: ما التحديات أمام قمتي المناخ المقبلتين في مصر والإمارات بعد قمة غلاسكو؟
تغير المناخ: تعيين سلطان أحمد الجابر لقيادة مؤتمر كوب 28 يثير انتقادات للإمارات.
ويقول دبلوماسيون إن السعودية تسعى للحصول على تنازلات من الولايات المتحدة بما في ذلك ضمانات أمنية ودعم لبرنامج نووي مدني والحصول على أسلحة، مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقال مسؤولون سعوديون إن المملكة ستحتاج أيضا إلى خطوة إيجابية كبيرة من إسرائيل تجاه الفلسطينيين، على الرغم من أنهم لم يوضحوا ما سيترتب على ذلك.
توماس فريدمان، كاتب العمود في صحيفة نيويورك تايمز، كتب بعد اجتماعه مع بايدن الأسبوع الماضي، عن أن المطالب السعودية من إسرائيل يمكن أن تشمل وقف التوسع الاستيطاني، وتعهدا بعدم ضم الضفة الغربية، التي يريد الفلسطينيون أن تكون قلب دولة مستقبلية، لكن إسرائيل تحتلها منذ عام 1967.
وردا على سؤال حول التنازلات الإسرائيلية المحتملة، قال هنغبي إن إسرائيل لن تقبل “بأي شيء يقوض أمنها”. لكنه قال إن بلاده لن تقلق من احتمال تطوير السعودية قدرات نووية مدنية.
شخصان مطلعان على المناقشات إن هناك أملًا في إمكانية التوصل إلى اتفاق هذا العام، قبل أن تنشغل إدارة بايدن بالحملة الانتخابية.
وتعتبر المملكة العربية السعودية نفسها زعيمة في العالم الإسلامي، لذلك فإن عليها التزامات أكبر من الدول العربية الأخرى التي وقعت بالفعل صفقات مع إسرائيل، مثل الإمارات.
وكانت المملكة قد طرحت مبادرة سلام عربية على إسرائيل في عام 2002، تتضمن اعترافا سعوديا بوجود إسرائيل مقابل السماح بإقامة دولة فلسطينية، ويؤكد القادة السعوديون علنا على تمسكهم بهذا الموقف.
لكن أوريت ستروك، القومية المتطرفة من الحزب الصهيوني الديني اليميني المتطرف والتي تشغل منصب وزيرة المهمات الوطنية، قالت إن الحكومة الإسرائيلية لن تقدم أي تنازلات في الضفة الغربية، في إشارة إلى التعقيدات التي قد تفرضها أي صفقة على حكومة نتنياهو.
وأكدت أن هناك إجماع بين جميع الأحزاب اليمينية. لقد انتهت عمليات الانسحاب وتجميد الاستيطان في يهودا والسامرة (وهو الاسم التوراتي للضفة الغربية).
وأضافت أوريت ستروك أن نتنياهو رئيس وزراء مسؤول ولن يبيع أرض إسرائيل مقابل زيارة البيت الأبيض.
قضايا شائكة أمام الإمارات
نشرت صحيفة الغارديان تقريرا خاصا يتضمن تسريبا لقائمة “قضايا حساسة” لنظام الحكم في دولة الإمارات ستؤثر على رئاستها لقمة الأمم المتحدة للمناخ كوب 28.
وقالت الصحيفة في تقرير داميان كارنغتون، محرر شؤون البيئة، إنها حصلت على قائمة “قضايا حساسة وشائكة” لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تدير قمة المناخ المقبلة للأمم المتحدة.
وتحدد “الرسائل الاستراتيجية” التي أقرتها الحكومة الإماراتية لاستخدامها ردا على أسئلة وسائل الإعلام حول هذه القضايا، والتي تتضمن زيادة إنتاج الإمارات للنفط والغاز، وحتى الاتجار بالبشر.
وستعمل الإمارات في رسائلها على تجنب الإشارة إلى الوقود الأحفوري أو النفط أو الغاز، لكنها تذكر الطاقة المتجددة والهيدروجين.
وتسرد الوثيقة أيضا الردود على سلسلة طويلة من القضايا الحساسة غير المتعلقة بالمناخ والطاقة، بما في ذلك: غسيل الأموال، وجرائم الحرب في اليمن، والسجناء السياسيون، والمراقبة والتجسس، وحقوق مجتمع المثليين، وحرية التعبير، وحقوق المرأة والاتجار بالبشر. وتشير إلى أن المثلية الجنسية غير قانونية في الإمارات، ويجب أن يكون الصحفيون مسجلين لدى الدولة.
وكشفت الغارديان في أبريل/نيسان أن الإمارات لديها ثالث أكبر خطط للتوسع في إنتاج النفط والغاز في العالم.
وتتضمن رسائل كوب 28 الرئيسية ما يلي: “نحتاج إلى تقليل الانبعاثات في الأنظمة التي نعتمد عليها اليوم.” وندد مسؤول سابق لشؤون المناخ في الأمم المتحدة في مايو/أيار بالتركيز على الانبعاثات فقط، بدلا من التركيز على حرق الوقود الأحفوري، ووصف ذلك بأنه أمر “خطير”.
ومن بين القضايا الحساسة الأخرى المتعلقة بالمناخ، أن رئيس كوب 28، سلطان الجابر، هو أيضا الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإماراتية أدنو، وتعرض لانتقادات شديدة بسبب هذا الدور المزدوج.
وتتحدث الوثيقة أيضا عن فشل أدنوك في الكشف عن انبعاثاتها أو نشر تقرير الاستدامة منذ عام 2016.
الإشارة الوحيدة للوقود الأحفوري في الوثيقة المطولة موجودة في قسم بعنوان “الإمارات العربية المتحدة كاقتصاد هيدروكربوني)، أما الرد المذكور فهو أن “الإمارات تساعد في بناء نظام الطاقة في المستقبل مع تقليل كثافة الكربون في النفط والغاز”.
كثافة الكربون من النفط أو الغاز هي عبارة عن ثاني أكسيد الكربون المنبعث لكل وحدة أثناء إنتاج الوقود، ولا تشمل الانبعاثات الأكبر بكثير المنبعثة عند حرق الوقود.
وتم إدراج بند “طموح المناخ” كقضية رئيسية، وتشير الوثيقة إلى أن الإمارات زادت من طموح تعهداتها مؤخرا. ومع ذلك، فإن التعهد سيسمح بزيادة انبعاثات الكربون في الإمارات حتى عام 2030.
ويصنف اتحاد تعقب العمل المناخي المستقل، خطط الإمارات على أنها “غير كافية”.
كما تم إدراج انبعاثات الكربون لكل فرد في دولة الإمارات، والتي تعد من بين أعلى معدلات الانبعاثات في العالم، كقضية. تقول الوثيقة: “نحن ندرك أن لدينا مجالا كبيرا للتحسن، وهذا هو السبب في أن قيادتنا قد وضعتنا على طريق الوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050”.
وقال باسكو سابيدو، في مرصد الشركات في أوروبا والمنسق المشارك لتحالف اطردوا الملوثين الكبار، الذي يضم أكثر من 450 منظمة، إن هذه الوثيقة تضم نقاط حوار مصممة بشكل يثير الضيق وتمزق الواجهة الخضراء التي تختفي وراءها رئاسة القمة التي تعتمد على الوقود الأحفوري، مشيرا إلى أن أي شخص يقرأ هذا يجب أن يشعر بالقلق.
وأضاف أن محادثات المناخ التي تجريها الأمم المتحدة أصبحت معرضا تجاريا لصناعة النفط والغاز، وليست رائدة في مجال العمل المناخي.