وصول ألف جندي أميركي بعد الانقلاب.. المجلس العسكري بالنيجر يشن حملة اعتقالات وفرنسا تجدد تمسكها ببازوم
شن المجلس العسكري في النيجر -الاثنين- حملة اعتقالات سياسية واسعة، وجددت فرنسا تمسكها بالرئيس المطاح به محمد بازوم، وفي الوقت ذاته نفت اتهامها بالإعداد لتدخل عسكري يعيده للسلطة، في حين صدرت مواقف جديدة إزاء الأزمة من روسيا وألمانيا وبريطانيا، وأعادت الولايات المتحدة ألف جندي أميركي لقاعدتها بالنيجر.
وقال متحدث باسم الحزب الحاكم المطاح به إن الحكام العسكريين الجدد اعتقلوا 180 من أعضاء الحزب.
وأوضح المتحدث أن من بين المعتقلين وزير الطاقة ساني محمدو، ووزير المعادن عوسيني هاديزاتو، ورئيس الحزب فوماكوي جادو.
وأضاف أنه تم أيضا اعتقال وزير الداخلية حمادو أدامو سولي، ووزير النقل ألما عمر ونائبه كالا موتاري، وأفادت تقرير باعتقال وزير الإعلام وشخصيات سياسية أخرى.
وقال المتحدث إن “الاعتقالات التعسفية” تعد دليلا على “السلوك القمعي والدكتاتوري وغير القانوني” للعسكريين.
لهجة فرنسية حازمة
من جانبها، قالت الحكومة الفرنسية الاثنين إنها لا تعترف إلا بسلطة الرئيس المطاح به محمد بازوم.
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا اليوم إن عودة رئيس النيجر ممكنة وضرورية.
وفي الوقت ذاته، قالت كولونا “ننفي اتهامات الانقلابيين في النيجر بشأن تدخلنا العسكري”.
وكان العسكريون الانقلابيون اتهموا فرنسا في وقت سابق بالرغبة في “التدخل عسكريا” لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى مهامه، حسب ما جاء في بيان بُث الاثنين عبر التلفزيون الوطني.
وتنشر فرنسا نحو 1500 جندي في النيجر، في حين تنشر الولايات المتحدة 1100 جندي يشاركون في القتال ضد المسلحين.
وتبدو فرنسا -القوة الاستعمارية السابقة في النيجر والداعمة للرئيس بازوم- الهدف الأساسي للعسكريين الانقلابيين.
وتوعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -الأحد- الانقلابيين بالرد “فورا وبشدة” على أي هجوم يستهدف مواطني فرنسا ومصالحها في النيجر، بعدما تظاهر آلاف الأشخاص أمام سفارة باريس في العاصمة نيامي.
وجددت الخارجية الفرنسية اليوم تأكيد أن أولويتها هي سلامة المواطنين الفرنسيين والمصالح الفرنسية في النيجر.
وقالت إن سفارة فرنسا في نيامي تعرضت لهجوم متعمد، وإن قوات الأمن في النيجر أخفقت في السيطرة على الموقف.
وأكدت أن قوات الأمن الفرنسية لم تستخدم أسلحة فتاكة في نيامي، على عكس مزاعم مسؤولين عسكريين نيجريين، على حد تعبيرها.
وكان آلاف المتظاهرين المؤيدين للانقلاب تجمعوا -أمس الأحد- أمام سفارة فرنسا في نيامي، قبل أن يتم تفريقهم بواسطة قنابل الغاز المسيل للدموع.
وأراد بعضهم دخول المبنى في حين انتزع آخرون لوحة كتب عليها “سفارة فرنسا في النيجر”، قبل أن يدوسوها ويضعوا محلها أعلاما روسية ونيجرية.
تحركات ومواقف دولية وإقليمية
من جانبها، أعادت الولايات المتحدة نحو 1000 جندي أميركي إلى قاعدة أغاديز بالنيجر بعد وقت قصير من الإطاحة بالرئيس بازوم الأربعاء الماضي، وفق شبكة “سي إن إن”.
وفي السياق ذاته، نقلت وكالة رويترز أن رئيس الأركان الأميركي بحث الأسبوع الماضي هاتفيا مع قائد الجيش في النيجر التطورات وحماية الأميركيين.
وقالت الخارجية الأميركية إنها ما زالت تقيم الموقف على الأرض، مشيرة إلى أن الوضع ما زال متغيرا.
وقال مسؤول كبير في الوزارة -الاثنين- إن هناك فرصة ضئيلة للرجوع عن الانقلاب العسكري الذي شهدته النيجر الأسبوع الماضي.
وأضاف أن الموقف الدبلوماسي والعسكري الأميركي يتوقف على ما إذا كانت الحكومة المنتخبة ديمقراطيا ستعود إلى السلطة في الأيام المقبلة.
ولكنه أوضح أن واشنطن تستهدف دعم المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) في جهودها الرامية إلى الرجوع عن مسار الاستيلاء على السلطة. وقال “نعتقد أن هناك فرصة محدودة للرجوع عنه”.
وأضاف “سيعتمد وضعنا على ما سيحدث خلال الأيام المقبلة في ما يتعلق بمدى قدرتنا على مساعدة المنطقة والنيجريين على الرجوع عن هذا المسار”.
ونقلت “سي إن إن” عن مسؤول في الخارجية الأميركية أنه “لا مؤشرات على أن فاغنر ساعدت في الاستيلاء على السلطة في النيجر.
تعليق مساعدات
وفي إطار ردود الفعل الدولية، أعلنت بريطانيا تعليق مساعداتها التنموية طويلة الأمد للنيجر، ودعت إلى إعادة الرئيس المنتخب محمد بازوم والعودة إلى المسار الدستوري فورا.
كما أعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية تعليق مساعدات التنمية ودعم ميزانية النيجر.
وفي موسكو، قال الكرملين إن الوضع في النيجر مبعث قلق شديد، ودعا كل الأطراف لضبط النفس والعودة للنظام القانوني في أقرب فرصة.
من جانبه، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تأييد جميع الإجراءات التي اعتمدتها مجموعة “إيكواس” في رد فعلها على انقلاب النيجر، مؤكدا دعم موقفها بسرعة وحزم.
ورأى بوريل أن الرئيس محمد بازوم المنتخب ديمقراطيا لا يزال رئيس الدولة الوحيد في النيجر، ولا يمكن الاعتراف بأي سلطة أخرى، داعيا إلى أن يستعيد منصبه من دون تأخير أو شرط.
مهلة أسبوع
وكانت دول منظمة الإيكواس طالبت -الأحد في ختام قمة لها في العاصمة النيجيرية أبوجا- “بالإفراج الفوري” عن الرئيس بازوم، و”العودة الكاملة إلى النظام الدستوري في جمهورية النيجر”.
وحذّرت من أنه في حال “عدم تلبية (المطالب) ضمن مهلة أسبوع”، ستقوم “باتخاذ كل الإجراءات الضرورية. وهذه الإجراءات قد تشمل استخدام القوة”.
كذلك، قررت المنظمة الإقليمية “تعليق جميع المبادلات التجارية والمالية” بين الدول الأعضاء والنيجر.
وفي وقت سابق، التقى الرئيس الانتقالي في تشاد محمد إدريس ديبي في نيامي كلا من الرئيس المطاح به محمد بازوم، ورئيس المجلس العسكري الحاكم الجنرال عبد الرحمن تياني، والرئيس السابق محمدو إيسوفو. وأكد أنه ناقش معهم سبل حل الأزمة التي تعيشها النيجر.