السلطة الرابعة
أخر الأخبار

رئيس التحرير د. عزت الجمال يكتب: المغرب يغلي واليد التي تشعل النار تُمسك بالدولة… من يُحاسب عبد اللطيف الحموشي؟

قمع، فقر، موت في المستشفيات، وإعلام مأجور… بينما الأجهزة الأمنية تبيع للوهم للنظام، والشعب يدفع الثمن.
المغرب على صفيح ساخن: من يُحاسب عبد اللطيف الحموشي في بلد تموت فيه الحوامل ببنج فاسد؟”
عبد اللطيف الحموشي: من يُشعل النار في المغرب؟
أين كانت مخابراتك يا عبد اللطيف الحموشي؟
أين تقاريرك الأمنية بينما الشارع يغلي؟
بصفتك رئيسًا للمديرية العامة للأمن الوطني ومديرًا عامًا للمخابرات الداخلية، كان من المفترض أن تحذر من الانفجار الاجتماعي، لا أن تُساهم في إشعاله.
الاحتجاجات تملأ الشوارع، الغضب الشعبي يتصاعد، وأنت وجهازك مشغولان فقط بـ”الاحتواء الأمني”، عبر القمع والاعتقال، وكأن الأزمة تُحل بالهراوة لا بالإصلاح.
هل تحاول إخافة الملك لتُمسك بزمام القرار أكثر؟
هل غياب الحلول مقصود حتى تزداد الحاجة إليك؟

إذا كنت تمتلك تقارير عن هذا الغليان ولم تُبلغ بها السلطة، فأنت متواطئ. وإن كنت لا تمتلكها أصلًا، فأنت فاشل في مهمتك.
الشارع ينتفض: احتجاجات بلا أفق وحكومة بلا حلول
في الآونة الأخيرة، شهدت مدن كبرى مثل الرباط، الدار البيضاء، طنجة ومكناس مظاهرات سلمية يقودها شباب فقدوا الأمل في المستقبل.
المطالب؟ بسيطة: عمل، صحة، تعليم، كرامة.
لكن الرد كان أمنيًا صرفًا: اعتقالات، تضييق، عنف مفرط.

تم اعتقال نشطاء بارزين مثل فاروق المهدوي، أمين قبطي، وعزيزة ابن ويزي، وسط صمت رسمي يطرح علامات استفهام.
الحقوقي محمد الغلوسي عبّر عن قلقه العميق، قائلًا إن الفساد ما يزال مستفحلًا، وإن الدولة تُحارب الأصوات الحرة بدلًا من محاربة ناهبي المال العام.
الإعلام الرسمي: أداة في يد السلطة
الصحافة الحرة في المغرب ليست بخير.
الصحف والقنوات مدعومة ماليًا من الدولة، وأغلبها يعمل كأبواق لتمجيد النظام وتبرير القمع، لا كسلطة رابعة مستقلة.
الصحفيون الحقيقيون يُمنعون من العمل، يُحاصرون، يُهددون، بل يُسجنون أحيانًا.

في بلد طبيعي، الإعلام يحاسب السلطة.
أما في المغرب، فالسلطة تشتري الإعلام.
مأساة أكادير: 10 نساء حوامل يمتن ببنج فاسد
في مستشفى الحسن الثاني بأكادير، ماتت 10 نساء حوامل بسبب “بنج فاسد”.
هذه ليست مجرد حادثة، بل رمز قاتل لانهيار المنظومة الصحية.
من استورد هذا البنج؟ من سمح باستخدامه؟ من حاسب المسؤولين؟
لا أحد.
الحياة رخيصة، والمحاسبة غائبة، والمواطن مجرد رقم.
اقتصاد مأزوم: بطالة، فقر، وانعدام الأفق.

وفق الأرقام الرسمية:
بطالة المدن: 14.9%
بطالة القرى: 4.6%
3 من كل 5 شباب بلا عمل
60.5% من الأسر تعيش تحت خط الفقر أو الهشاشة
معدل دخل الفرد لا يتجاوز 4550 دولارًا سنويًا
هذه الأرقام لا تحتاج لتعليق. إنها تصرخ وحدها.
بلد ينهار اقتصاديًا، بينما المسؤولون يتحدثون عن “الإقلاع التنموي”.

التعليم والصحة: انهيار شامل بلا أمل
التعليم العمومي متدهور:
بنية تحتية متهالكة
اكتظاظ رهيب
غياب تجهيزات أساسية
نزيف نحو التعليم الخصوصي لمن استطاع إليه سبيلًا
الصحة العمومية في حالة مأساوية:
نقص الأطباء
قلة التجهيزات
وفيات بسبب الإهمال، مثل ما حصل في أكادير
أزمة صامتة في القصر: من يحكم فعلاً؟.

تُشير تقارير غير رسمية إلى صراع داخل العائلة الملكية، خاصة بين ولي العهد الأمير مولاي الحسن وعمه الأمير رشيد.
ورغم التكتم الشديد، إلا أن الوضع الحالي يوحي بأن السلطة تتآكل داخليًا، بينما الشارع يغلي خارجيًا.
من يملأ هذا الفراغ؟ الأمن؟ المخابرات؟ هل تتحول الدولة من ملكية تنفيذية إلى بوليسية كاملة؟
الريف لم ينسَ… والمغرب كله يتذكر
مع الذكرى 104 لجمهورية الريف، عاد الحراك الرمزي شمالًا، ومعه عادت الأسئلة: هل الريف جزء من المغرب؟ أم مجرد بقعة تهمّشت عمدًا؟
حراك 2016 لم يُقبر، بل ينتظر اللحظة المناسبة للانبعاث من جديد.
هل الإصلاح ممكن… أم أن الانفجار قادم؟
الوضع في المغرب لم يعد يحتمل المسكنات.
الشعب فقد ثقته في وعود الدولة، والمؤسسات تبدو عاجزة عن تقديم أي مخرج.
إذا استمر القمع بدل الحوار، والنهب بدل الإصلاح، فإن الانفجار الاجتماعي لن يكون مفاجئًا… بل حتميًا.

إلى عبد اللطيف الحموشي وكل من خلف الجدران الأمنية
لا أمن بلا عدالة.
لا استقرار بلا إصلاح.
لا سلطة تستمر إلى الأبد إن كان الشعب جائعًا ومقموعًا.
إن كنت تخيف النظام لتبقى، فاعلم أن الشعب حين يُفقد الأمل… لا يخاف أحدًا.
المغرب ليس مزرعة… والمغاربة ليسوا عبيدًا.
إن لم تُصلحوا، سَيُصلِح الشارع بطريقته.

وليعلم. الملك محمد السادس والدولة العميقة أن المغرب فوق صفيح ساخن: فساد، قمع، واحتقان ينذر بثورة شعبية
المغرب لم يعد كما كان. الشوارع اليوم تغلي، المدن الكبرى تعج بالاحتجاجات، والريف يستعيد صوته المقاوم. بين الفقر المدقع، انهيار الصحة والتعليم، اتساع البطالة، ونهب المال العام، يجد النظام نفسه محاصرًا بشارع غاضب لا يرحم، وصراعات عائلية داخل القصر العلوي تهدد تماسكه.
في بلد يُهيّئ نفسه لتنظيم كأس العالم، لم يجد المواطن سوى قمع البوليس ومطاردة المخابرات. أما الخبز، الصحة، التعليم، والماء… فهي أحلام بعيدة المنال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى