رئيس التحرير عزت الجمال يكتب: رسالتي إلى عبد الفتاح خليل السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية ورئيس مصر الحالي
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك و لا يرحمنا…
واستنادًا لقول الله تعالي في كتابه: “رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”
إن لم تقدر هذه الأيام أن تلبس الزي العسكري فاتركه، وارتدي الزي العسكري للزعيم جمال عبد الناصر، وإن لم تقدر فعسى أن ترتدي الزي العسكري للقائد محمد أنور السادات، وإن لم تقدر فعسى أن ترتدي الزي العسكري للرئيس محمد حسني مبارك رحمه الله، وإن لم تقدر، فرجائي الأخير أن ترتدي بدلة شهداء مصر على أرض سيناء، هناك ميراث سياسي مشترك لهؤلاء الرؤساء، ولكن أين ميراثك يا سيادة الرئيس؟.
لا للمهانة والذل تحت حكمك وغطائك إلى إسرائيل، المصريون جميعا لا يقبلون، سيناء خط أحمر، وسيشهد التاريخ على كل أفعالك للمرة الرابعة من بداية الحرب في غزة، حيث استهدف القصف الجوي الأخير الجدار الإسمنتي الذي شيده الجيش المصري منذ أيام أمام بوابه المعبر المصري بشكل مباشر، والذي يقع داخل الحدود المصرية.
كفى صمتا من حماية إسرائيل، وإن كان قد كتب علينا في عصرنا هذا أن نعيش أو يعيش بينا عدو دخيل لا يفهم إلا لغة القوة، فمن العار أن نخاطبه بلغه آخرى لايفهمها ولا يحترمها، أو نبقى حوله ضعفاء مستكينين متخاذلين، وفي أيدينا لو شئنا كل عوامل القوة ومصادرها المادية والبشرية، كما نحن الذين صنعنا هزيمتنا بأيدينا وبأخطاء حساباتنا وقصر أنظارنا في تقدير الأخطاء، وتعاملنا بالهزل في مواطن الجد.
إن التاريخ لن يرحم المتقاعسين والمتخاذلين عن نصرة فلسطين ومع أن مصر العروبة ترفض فتح معبر رفح أمام الفلسطينين، هناك شبح نكبة ثانية بعد نكبة مصر في حرب 1967 تلوح في الأفق.
يعيش سكان غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول ويلات حرب عصيبة قتل فيها نحو 3000 فلسطيني، تبقى أنظار العالم موجهة نحو معبر رفح، على الحدود مع مصر، وهو نقطة العبور الوحيدة لإجلاء فلسطينيي القطاع إلى دولة أخرى.
من جهتها، تريد القاهرة إرسال مساعدات إنسانية، لكنها ليست مستعدة لاستقبال اللاجئين من غزة. يحدث هذا، في ظل مخاوف متزايدة من أن يكون نزوح الغزيين إلى جنوب القطاع بداية “نكبة ثانية” كما وصفها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
والآن، وعلى الجانب المصري من رفح، تبقى المساعدات الإنسانية والطبية، بما في ذلك المساعدات التي أرسلتها منظمة الصحة العالمية في انتظار الضوء الأخضر، فهي ممنوعة من العبور إلى سيناء المصرية، لعدم وجود اتفاق بين إسرائيل ومصر.
هذا، وكان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية أحمد المنظري قد حذر الإثنين من أنه “لم يتبق سوى 24 ساعة قبل نفاء الماء والكهرباء والوقود” في غزة، وإذا لم تصل المساعدات، فلن يسع الأطباء سوى “إعداد شهادات الوفاة”.
أين العرب والمطبعين مع دولة الاحتلال اليوم… العار سوف يلاحقكم أينما ذهبتم
الكيان الصهيوني الغاصب مستمر في ارتكاب جرائمه بحق العرب والفلسطينيين منذ عقود، دون رادع من دين، أو ضمير أو أخلاق أو قانون دولي أو إنساني، وآخر جرائمه كانت المجزرة المروعة التي ارتكبها في المستشفى الأهلي المعمداني، وخلفت أكثر من 500 شهيد، ومئات الجرحى.
ومع أن إسرائيل تعلنها أن السيسي وافق على توطين أهل غزة في سيناء، ولكنه يتفاوض على المال
إسرائيل لو نجحت في تفريغ غزة، الدور القادم على سيناء بلا أي نقاش، الحصار مقصود على عزة، والعرب لو عاوزين يكسروا هذا الحصار لفعلوا، ولكن الكل خائن هكذا هي إسرائيل التي تقرر فتح المعبر أم لا، أين العروبة والإسلام؟ أين الجيش المصري؟ نحن لم نكن في هذة المهانة والذل في 70 سنة الماضية، ماذا حدث؟
هناك لعبة، يا ترى من السيسي يتكلم عليه جيش الاحتلال بشكل علني ليس في السر، ولكن المشكلة هي في المقابل المادي أو إسقاط الديون الخارخية لمصر، مقابل توطين أهل غزة…
إسرائيل تعرف وضع السيسي صعب جدا اقتصاديا، وأيضا مصر تريد المساعدة هذة هي الصفقة، والسيسي لم يغلق الباب، وأمريكا تعلم ذلك، وهناك فرق بين ممر إنساني وليس استيعاب لاجئين لوقت معين، الحديث حول توطين جديد لشعب فلسطين أهل غزة في سيناء في حال قررت إسرائيل مسح قطاع غزة والسيسي يفحص الأمر، ولكنه صرح لإسرائيل أنه لن يوافق بدون مقابل. لأن كل أمر له مقابل معين، وأمريكا تعمل على صياغة الأمور لمصلحة إسرائيل، وأيضا بما يخص الأسرى لدى المقاومة، لذلك لم تقل مصر كلمتها إلى حد الآن إلى إسرائيل.
لكن مقاومة الضغوط المتواصلة ليست بهذة السهولة، هناك 12 مصدر مطلعا شملت مصادر حكومية ودبلوماسية مصيرية مقربة من دوائر وضع القرار في مصر، وآخرين دبلوماسين أجانب يعملون في القاهرة وعواصم عربية، وباحثين مقربين من أجهزة سيادية وشهود عيان عند معبر رفح، لشرح موقف هذه المفاعل وفهم هذه الضغوط وتبعات كل هذا على أرض الواقع… أشارت تسعة من المصادر إلى أن مختلف الأطراف الدولية ناقشت مع مصر حوافز مختلفة لها، مقابل قبول أي حركة نزوح فلسطيني تتوقعها مختلف الأطراف باتجاه سيناء، وبحسب ستة منهم، هناك ميل داخل دوائر صناعة القرار السياسي في مصر.
ثمن صفقة القرن لمصر في بيع القضيه الفلسطنية
يتعرض أهالي قطاع غزة لقصف إسرائيلي دموي أودى بحياة نحو 4 آلاف فلسطيني منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وسط ضغوط إسرائيلية وأمريكية لتهجير أهالي غزة إلى شمال سيناء.
السيسي، وخلال مؤتمر صحفي الأربعاء، مع المستشار الألماني أولاف شولتس، بالقاهرة، أكد على إمكانية حشد ملايين المصريين للتظاهر، رفضا لتوجه إسرائيل بمباركة أمريكية لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء.
هناك مصريون يخافون من السيسي تفويضهم الثاني
وتثار المخاوف من التفويض الجديد، لأن السيسي، طلب ذات التفويض من المصريين 24 تموز/ يوليو 2013، وكانت نتيجته أعمال قتل وحرق للمصريين بميادين “رابعة العدوية والنهضة” وغيرها، وسجن آلاف الأبرياء، وغلق المجال العام، والتفريط بممتلكات وأصول المصريين.
وأيضا الشكوك والهواجس لها ما يبررها، فالسوابق مزعجة، أقَّلُها أن شبح ما يُسَّمَى صفقة القرن لا يزال يُحلِقُ فوق رؤوسنا… “.
وأنا لا أفهم الغرض من ترويج هذا التفويض الذي تنشره صحيفة مملوكة للأمن، لإعطاء رئيس الجمهورية صلاحيات وكأنه لا يملك كل الصلاحيات والسلطات المطلقة مجتمعة… “، وأن “الدعوة إلى تفويض؛ استغلال رخيص لمعاناة شعب يتعرض للقتل دون حماية، ورقص على جثث أطفال غزة، لتحقيق مصلحة داخلية”.
ومع أن “سنوات التفويض الأول لم تشهد سوى تكديس السجون والإفقار، وإغراق البلاد في الديون، والتفريط في الجزر المصرية، ومشاركة العدو الصهيوني في حصار غزة، وتهجير أهل رفح المصرية”، مضيفة أن “التفويض الثاني لا يعني سوى المزيد مما سبق”.
أعتقد أن “هذه المقدمات تعني بوضوح قابلية هذا النظام للتفريط في الأرض والتماهي مع المشروع الأمريكي تحقيقا لمصالح النظام في البقاء ونيل رضا الأمريكان والصهاينة ولو على حساب الأمن القومي والتراب الوطني”.