السلطة الرابعة
أخر الأخبار

رئيس التحرير د. عزت الجمال يكتب: السيسي يكشف الحقيقة: “مصر رهينة الاحتلال وخدمة إسرائيل فوق كل اعتبار”…بين الاعتراف والخيانة: كيف باع السيسي مصر

في زمن تختلط فيه الخيانة بالشرعية، ويضيع فيه الحد الفاصل بين التنسيق والعمالة، خرج علينا رئيس جمهورية مصر العربية، عبد الفتاح السيسي، باعترافات مدوية لم تأتِ على لسان خصومه، بل من فمه أمام الشاشات، بصوتٍ واضح وصورة لا تحتمل التأويل.
السيسي، الذي تولّى حكم مصر باسم “الاستقرار”، قدّم في خطابه الأخير وثيقة خضوع جديدة للاحتلال الإسرائيلي، حين أقرّ أن لا مساعدات لغزة إلا بموافقة تل أبيب، وأن احتلال محور فيلادلفيا تم بعلمه، وأنه لن يدخل في أي صدام من أجل إنقاذ شعب يُباد على بعد كيلومترات من حدوده.

هذه الاعترافات، لم تُكشف من قبل تقارير استخباراتية، بل صرّح بها الرجل ذاته. إنها لحظة تاريخية لا يمكن تجاهلها: لحظة فقدت فيها مصر موقعها كقلب العروبة، لتتحول إلى ممر وظيفي في خدمة مشاريع الاحتلال.
هذه ليست سياسة… بل تصفية. ليست مواقف سيادية… بل بيع صريح للنفيس والغالي.
وفي هذا العدد، نفتح ملف الحقيقة كاملة:
كيف تم تهميش الدور المصري في القضية الفلسطينية؟
ما طبيعة العلاقات المصرية الإسرائيلية التي باتت أقوى من أي وقت مضى؟
من يشتري مصر اليوم؟ وما دور المال الخليجي في مصادرة القرار الوطني؟
حين يكون الكلام من فم الحاكم… لا يعود هناك مجال للإنكار.
وحين يخاف الحاكم على كرسيٍ لم يأتِ به الشعب، بل حملته إسرائيل إليه، يصبح الثمن دائمًا: فلسطين أولًا… ومصر ثانيًا.
المقال التحليلي
رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح خليل السيسي يعترف على الهواء مباشرة بالصوت والصورة، بأن حكام العرب وملوكهم يطعنون إسرائيل خوفًا، أما هو فيطيعها حبًا واعترافًا صريحًا أمام الملا، بأن إسرائيل اخترقت معاهدة كامب ديفيد، وأنه لا يقدر على اتخاذ أي عمل لمساعدة غزة.

السيسي يعترف لأول مرة بأنه أداة بيد إسرائيل، وأن حصار غزة يتم برعايته، دون أن يطلب منه أحد ذلك، وأنه لا يمكن أن يرهّن حياة المصريين ويدخل في صراع مع إسرائيل فقط لدخول مساعدات إلى غزة بالقوة.
كما يؤكد أن دخول المساعدات إلى غزة يجب أن يتم بالتنسيق مع إسرائيل، وأنه لا يستطيع إدخال المساعدات إلا بموافقة دولة الاحتلال، وهو اعتراف صريح بالكذب الذي مارسه سابقًا عندما قال إنه فاتح معبر رفح.
السيسي يعترف أيضًا بأن احتلال إسرائيل لمحور فيلادلفيا، الشريط الحدودي الضيق بطول 14 كيلومترًا على حدود قطاع غزة مع مصر، تم بموافقته، رغم أن معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979 واتفاقية أوسلو 2 عام 1995 تمنع وجود قوات عسكرية في تلك المنطقة، وهذا أدى إلى إغلاق معبر رفح بشكل كامل.
بالرغم من الاتفاق مع دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد تجويع أهل غزة وإبادتهم، سمح السيسي للاحتلال بدخول المعبر واحتلاله، معترفًا بأن إسرائيل خرقت معاهدة كامب ديفيد، ولم يستطع فعل شيء، وهذا عار على القوات المسلحة المصرية.
في المقابل، رفض إدخال المساعدات الإنسانية إلى شعب يموت جوعًا، واعتبر أن استهداف السفارات المصرية بالخارج هو رسالة سلبية تُرسل إلى الرأي العام عن مصر، متهمًا الدول التي تتواجد بها هذه السفارات بمسؤولية حمايتها.
كل هذه الأمور كانت معروفة للشعوب، لكن الجديد هو اعتراف السيسي أمام الملا، وهو رئيس يعرّف بالخيانة، يخاف على كرسي عرشه الذي جلبته إسرائيل له، وليس على حياة المصريين، ويكذب على شعبه.

هو الذي تنازل عن مياه نهر النيل لإثيوبيا، الدولة التي تدير مشروع سد النهضة، حتى تتحكم إسرائيل في الموارد المائية لمصر.
هذا العميل الصهيوني جاء رئيسًا لمصر بعد انقلاب على السلطة الشرعية، ليبيع مصر لصالح إسرائيل، بينما قبضت السعودية مكافأة وصوله عبر التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، الجزر الأهم لتأمين حدود مصر.
فتح السجون تحت قانون الطوارئ، وقمع أي صوت يرفع علم فلسطين، هو جزء من خدمته للاحتلال.
حتى رئيس وزراء إسرائيل، نتنياهو، اعترف بأن السيسي هو الصديق الذي أنقذ إسرائيل من ورطة كبيرة.
وقال السيسي بنفسه إن فكرة تهجير الفلسطينيين موجودة، وأنه يمكن نقلهم إلى صحراء النقب داخل إسرائيل، ليتم إنهاء المقاومة.
اليوم، 120 مليون مصري تحت رحمة إسرائيل، التي تتحكم في محابس المياه والغاز، بعدما تحولت مصر من مصدّر للغاز إلى مستورد منه.
كما رسم السيسي حدود الغاز مع دول أخرى مثل اليونان، ليُعطي الغاز المصري لإسرائيل.


كل ذلك في ظل حكم عسكري خرق كل أوراق اللعبة السياسية، وانكشفت الألاعيب والخداع.
السؤال: هل كان الإخوان إذا استمروا في الحكم سيصل الحال إلى ما نراه اليوم؟
ولا ننسى اعتراف الرئيس الأمريكي السابق ترامب، الذي وصف السيسي بأنه أكبر خائن وقاتل لأبناء غزة، ومسؤول عن الحصار.
وفي النهاية، ما يحدث اليوم هو مسلسل بيع مصر لدول الخليج بنصف ثمنها.
الحكم العسكري في مصر انتهى من أوراقه، وسيكون السيسي آخر حاكم عسكري لمصر.

هذا الرجل الذي تخلى عن السيادة الوطنية، وفضل الخضوع للضغوط الإقليمية والدولية، يخشى على كرسي الحكم الذي لم يأتِ به الشعب، بل جاء به الاحتلال.
وحين يخاف الحاكم على كرسيٍ لم يأتِ به الشعب، بل حملته إسرائيل إليه، يصبح الثمن دائمًا: فلسطين أولًا… ومصر ثانيًا.
إن هذا الواقع المؤلم يدعونا جميعًا للتفكير العميق في مستقبل مصر، وأهمية استعادة السيادة والكرامة الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى