أحمد الرمضاني
انتخب نور الدين زندافو رئيسا جديدا لفريق المولودية الوجدية لكرة القدم، وذلك في أعقاب الجمع العام العادي للفريق، المنعقد بعد مغرب يوم الجمعة 22 دجنبر الجاري، بقاعة الاجتماعات التابعة لفضاء العصب الشرقية بمدينة وجدة.
وجاء انتخاب رجل الأعمال الوجدي المقيم بمدينة الدار البيضاء، والذي ينحدر من عائلة وجدية عريقة، وابن أحد المسيرين البارزين السابقين في صفوف الفريق الوجدي بالإجماع، بعد مخاض عسير، وفي ظل تجاذبات من هنا وهناك حول قانونية هذا الجمع، والصيغة التي يدبر بها انتخاب مكتب مديري جديد، ما أفرز فريقين متباينين من المنخرطين، حيث مال كل من الحسن مرزاق ومحمد قايدي وكمال حناش إلى خيار استمرار اللجنة الحالية لتصريف الأمور الجارية داخل الفريق، حتى نهاية الموسم الرياضي الجاري 2023/ 2024، ” مادام ليس هناك من هو مؤهل لقيادة سفينة المولودية نحو بر الأمان، وإخراجها من أزمتها المالية الخانقة” ، وفي هذا السباق، تدخل قايدي ليلتمس من ممثل الفريق في الشركة الرياضية إدريس وراوي العدول عن استقالته، التي أصبحت رسمية ومؤكدة، والتي عزاها الأخير إلى أسباب شخصية، وأخرى مرتبطة بما أسماه ب ” الإهانات التي يتعرض إليها من قبل بعض المحسوبين على جمهور الفريق فضلا عن غياب الامكانيات المادية التي تعوق مسار الفريق” على حد قوله. وتعهد- قايدي- مقابل ذلك، بدعم الفريق من جانبه، حيث وعد بالتكفل بكل مصاريف الفريق في تنقلاته إلى مدينتي الرباط والدار البيضاء، وجنح الحسن مرزاق وهو يوجه كلامه لمرشح الرئاسة الوحيد نور الدين زندافو في صورة ” ناصح أمين” إلى خيار رئاسة الأخير للجنة مؤقتة تدبر شؤون الفريق حتى نهاية الموسم، أو خلافة وراوي على رأس الشركة الرياضية، بدل رئاسة النادي التي تبقى في نظره في هذا الظرف مغامرة، قد يتحمل لوحده عواقبها، خصوصا وأن الوافد الجديد- زندافو- ” لا يملك حلولا ولا بدائل تخلص الفريق من مأزقه المالي” حسب تعبيره.
بالمقابل رأى الفريق الآخر الذي يمثله على الخصوص كل من رئيس لجنة تصريف الأمور الجارية داخل الفريق احميدة زريوح، والمنخرط محمد بختي، أن الظرف الحالي يحتم التعامل مع القانون بمرونة، ولو اقتضى الأمر خرقه من أجل مصلحة المولودية، واعتبر بختي ذلك بات مألوفا في جموع الفريق، ورحبا شأنهما في ذلك، شأن المنخرطين معين يترب وعصام عيساوي، بوجود متطوع لخلافة هوار على رأس الفريق، واعتبروا ذلك مكسبا مهما لا يجب التفريط فيه، بقدر ما يجب دعمه، وخالف بختي تخوفات زميله مرزاق، إذ رأى ان الرئيس الجديد لا يتحمل ما ستؤول إليه أمور الفريق، على عهد ولايته، مادام ان مشاكل المولودية هي متوارثة ونتيجة تراكمات سنين عديدة، سيرا على مضمون المثل الشهير ” فوق طاقتك لا تلام” واعتبر المتدخل ذاته ان قدوم وجوه جديدة و أخرى شابة للانخراط والتسيير في الفريق، من شأنه ذلك أن يقدم قيمة مضافة للأخير على مستويات عدة.
وجرت عملية التصويت على المرشح للرئاسة على مرحلتين، لم يتم الحسم في أيهما اتسمت بالشرعية من عدمها، الأولى أم الثانية ؟؟ إذ لم يتبين الخيط الأبيض من الأسود في العملية الأولى، هل كانت أغلبية المصوتين ( رافعو الأيادي) لفائدة مرشح الرئاسة أم لا، ولا أحد من الحاضرين استطاع الحسم في ذلك، وهنا تدخل زريوح ليشير بوجود 9 مصوتين، ما يعني بحسبه تحقيق الاغلبية لصالح المترشح / المتطوع، بينما رأى مرزاق أن العدد لم يتجاوز رقم 8، وهو ما يشير بعكس ما ذهب إليه الأول، ليبقى الحكم على العملية يتدخل فيه رقم عدد المنخرطين الحاضرين أشغال الجمع ؟!.
ولم تسجل المرحلة الثانية اعتراض أحد على انتخاب زندافو، الذي سجل نفسه الرئيس رقم 12 في تاريخ المولودية الوجدية لكرة القدم.
وشهد الجمع حضور الرئيس السابق للمولودية بصفة منخرط في الفريق، والذي اغتنم الفرصة للدفاع عن حصيلته طيلة توليه مهام الرئاسة، كما أنه لم يستجب لرغبات وأصوات حاضرين اقترحت عليه العودة مجددا لتحمل مسؤولية قيادة القلعة الخضراء… مع الإشارة إلى أن مصدر من مكتب الفريق سابقا كشف للجريدة على أن هوار يربط عودته لأحضان المولودية بضمانات مالية من السلطات المحلية …
هذا ونشير في الأخير إلى أن رئيس لجنة تصريف الأمور الجارية داخل المولودية الوجدية احميدة زريوح، بدا وكأنه يستعجل وهو يدبر اشغال هذا الجمع التخلص من ” جمرة” تحمل لهيبها على مضض طيلة توليه والفريق المرافق له تسيير الفريق طيلة الأربعة أشهر الأخيرة، لكنه بالمقابل بدا راضيا عن حصيلة عمله حين نجح في تعبيد الطريق نحو الفريق في خوض منافسات البطولة الوطنية، وأحسن تدبير شق من النزاعات المالية… ثم من جهة أخرى، تفوقه في تسليم المشعل لقائد جديد، يضع حدا للتدبير المؤقت، ويرسم خارطة طريق جديدة لعلها تفتح للفريق آفاقا واعدة.
