كسوف وخسوف وزخات شهب مذهلة.. “فلكية جدة”: هذه أبرز الظواهر الفلكية في 2024
دعا رئيسُ الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، مراقبي السماء إلى الاستعداد للاستمتاع بظواهر فلكية مختلفة تزين سماء السعودية والوطن العربي خلال العام الجديد 2024.
وأضاف أبو زاهرة: أن عوامل الجذب الرئيسية التي ستأسر مئات الملايين ستشمل كسوف الشمس وخسوف القمر وزخات الشهب المذهلة، لافتًا إلى أنه من المتوقّع أن يكون الشفق القطبي أكثر شيوعًا مع اقتراب الشمس من الحدّ الأقصى لنشاطها، وأيضًا اقترانات بين القمر والكواكب الساطعة، والتي يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
وتابع: أن الحدث الفلكي الأول في 2024 سيكون يوم 25 مارس؛ حيث سيشهد العالم خسوف شبه الظل للقمر غير مشاهد بالسعودية، وهو يحدث عندما يمرّ القمر عبر شبه ظل الأرض.
وأضاف أبو زاهرة: خلال هذا الخسوف سيكون “96%” من قرص القمر في داخل شبه ظل الأرض عن الذروة العظمى للخسوف؛ حيث ترصد ظلمة واضحة في قرص القمر.
وأكّد أن خسوف شبه الظل سوف يستمرّ 4 ساعات و39 دقيقة، وسيكون مرئيًّا في جميع أنحاء أمريكا الشمالية والمكسيك وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية.
وأكمل أبو زاهرة: أن الحدث الثاني خلال العام الجديد سيكون يوم 8 أبريل؛ حيث يشهد العالم كسوفًا كليًّا للشمس غير مشاهد بالسعودية، وسيكون مشاهدًا في جميع أنحاء أمريكا الشمالية؛ حيث يغطي القمر الشمس بالكامل، وسيمرّ مسار الكسوف الكلي عبر أربع ولايات في المكسيك، و15 ولاية أمريكية تمتدّ من تكساس إلى ماين، وخمس مقاطعات كندية في الجزء الشرقي من البلاد، وسوف يشاهد الكسوف في شكله الكلي في سماء العديد من المدن الكبرى، بما في ذلك مازاتلان، وأوستن، ودالاس، وإنديانابوليس، وكليفلاند، وبوفالو، ومونتريال.
وتختلف مدة الكسوف الكلي على طول المسار؛ حيث تستمرّ لمدة تصل إلى أربع دقائق و28 ثانية بالقرب من مدينة توريون بالمكسيك، في حين ستشهد معظم الأماكن في وسط المسار ثلاث دقائق ونصف إلى أربع دقائق من الكسوف في شكله الكلي؛ لذلك فان القاطنين ضمن مسار الكسوف الكلي سوف يختبرون تجربة لا تُنسى.
وسيشهد نفس الشهر مرور مذنب لامع بالقرب من الأرض، وهو مذنب عملاق يبلغ حجمه ثلاثة أضعاف حجم جبل إيفرست، يسمى “12بي/ بونس – بروكس” يتحرّك نحو الجزء الداخلي لنظامنا الشمسي، وقد رُصد نشاط متكرر لهذا المذنب في عام 2023، وفاجأ علماء الفلك بالزيادة السريعة في سطوعه وهو يقترب من الشمس، ومن المتوقّع أن تتسارع سرعته بالفعل بسبب الجذب المتزايد لجاذبية الشمس، وبحلول شهر أبريل يمكن أن يصبح مرئيًّا بالعين المجردة بعد غروب الشمس مباشرة في الأفق الغربي بسماء السعودية والوطن العربي، وفي 12 أبريل سيكون المذنب ظاهريًّا أسفل كوكب المشتري؛ مما يجعل تحديد موقعه في غاية السهولة أسهل بكثير، وبعد تسعة أيام في 21 أبريل سيصل المذنب “بونس بروكس” إلى أقرب مسافة من الشمس، وقد يصل إلى ذروته في السطوع، وربما يقدم عرضًا لا ينسى.
وفي الرابع من مايو لن يرغب عشاق الشهب في تفويت فرصة رصد شهب إيتا الدلويات في عام 2024؛ إذ تعد ظروف السماء بأن تكون مثالية بالتزامن مع ذروتها، ومن المتوقّع أن يكون أفضل وقت لرصدها في ساعات ما قبل الفجر يوم 4 مايو؛ حيث لن يظهر هلال القمر المتناقص إلا قبل الفجر مباشرة؛ ممّا يعني أن السماء المظلمة لرصد الشهب بالعين المجردة حتى الخافت منها.
ولفت “أبو زاهرة” إلى أن نقطة انطلاق هذه الشهب ستكون الأفق الجنوبي الشرقي داخل كوكبة الدلو التي تحمل الاسم نفسه.
وأضاف: لرصد هذه الشهب يجب اختيار موقع بعيد عن أضواء المدن، ويتوقّع أن يرصد القاطنون في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية “جنوب خط الاستواء” بين 20 إلى 30 شهابًا بالساعة، بينما القاطنون في النصف الشمالي “شمال خط الاستواء” ربما بين 10 إلى 20 شهابًا بالساعة في ساعات الفجر من يوم 4 مايو.
وتتميّز “إيتا الدلويات” بأنها نشأت من الحطام الغباري من المذنب هالي، الذي كانت آخر زيارة له في عام 1986.
12 و13 أغسطس ذروة البرشاويات
سنويًّا في منتصف شهر أغسطس، تمرّ الأرض عبر الحطام الغباري من المذنب “سويفت-توتل”؛ حيث تدخل الشهب إلى الغلاف الجوي، وتتوهّج في السماء وتعطينا زخة شهب البرشاويات التي يمكن أن تنتج ما يصل إلى 60 شهابًا في الساعة.
وأوضح “أبو زاهرة” أن هذا العام يعد مثاليًّا بالنسبة للبرشاويات؛ نظرًا لأن ذروتها ستحدث والقمر غير موجود في السماء؛ حيث سيغرب القمر في طور التربيع الأول عند منتصف الليل تقريبًا؛ ممّا يؤدّي إلى ظروف رؤية ممتازة في وقت لاحق من الليل وساعات الفجر.
وشهب البرشاويات تنطلق ظاهريًّا من كوكبة “برشاوش” أو فرساوس، ولرصدها يجب اختيار موقع بعيدًا عن أضواء المدن، ويتوقّع أن يشاهد العشرات من هذه الشهب كل ساعة إذا كانت السماء صافية.
وفي 14 أغسطس سيشهد العالم اقتراب المريخ والمشتري، وهو اقتران استثنائي بين المريخ والمشتري سيكون مشاهدًا بسماء السعودية، وهو أجمل اقتران هذا العام؛ حيث سيفصل بين الكوكبين حوالي ربع درجة فقط من بعضها البعض بالأفق الشرقي، وقد يظهران مثل نجم واحد في سماء الصباح، قبل ساعات قليلة من شروق الشمس، وسوف تكون الكواكب لامعة ومشاهدة بالعين المجردة.
ومن المتوقّع، وفق “أبو زاهرة”، أن يشهد العالم في سبتمبر وأكتوبر وصول المذنب “تسوتشينشان -أطلس”؛ حيث يترقّب الجميع المذنب “C/2023 A3” “تسوتشينشان – أطلس” الذي رصد لأول مرة في فبراير 2023، والذي قد يصبح في أفضل أحواله في أواخر عام 2024.
وبحلول أوائل الصيف سيكون مرئيًّا في سماء المساء، ويمكن رؤيته من خلال التلسكوبات، ومع اقتراب شهر سبتمبر فإن المذنب سيصبح قريبًا من الشمس والأرض لأول مرة منذ 80 ألف عام حسب تقديرات العلماء، ويتوقّع أنه قد يصبح أكثر سطوعًا، وربما يصبح مرئيًّا بالمنظار أو حتى بالعين المجردة منخفضًا في الأفق الشرقي قبل شروق الشمس في خطوط العرض الجنوبية.
وتابع: إذا لم يتفكّك المذنب عند اقترابه من الشمس، فسوف يكون أفضل وقت لرصده في السعودية والوطن العربي وكامل النصف الشمالي من الكرة الأرضية ابتداء من 12 أكتوبر تقريبًا، ومع ارتفاعه في سماء المساء كل ليلة، سيصبح المذنب أكثرَ وضوحًا تدريجيًّا.
وعلى الرغم من أن التنبُّؤ بسلوك المذنب يعتبر أمرًا صعبًا، لكن المذنب “تسوتشينشان-أطلس”، الذي لا يزال بعيدًا عن أقرب نقطة له من الأرض، يظهر علامات قد تكون مبشرة لنا.
ويعتبر يوم 8 سبتمبر أفضل وقت لرؤية “زحل”؛ حيث يصل كوكب زحل في 8 سبتمبر إلى حالة التقابل، وستكون الأسابيع التي تفصلنا عن هذا الحدث هي أفضل وقت لرصد الكوكب. وسيكون زحل في أقرب نقطة من الأرض وفي قمة لمعانه خلال العام، وسيبدو الكوكب مثل “نجم” ذهبي في سماء الليل، وأيضًا كونه على الجانب الآخر من السماء من الشمس سيكون مرئيًّا طوال الليل، ولرؤية حلقات زحل يجب استخدام التلسكوب أو المنظار، لكن يمكن الاستمتاع بالكوكب نفسه بالعين المجردة.
وفي 18 سبتمبر سيُرى بسماء المملكة والوطن العربي خسوف جزئي للقمر، وأكد “أبو زاهرة” أن خسوف القمر الجزئي سيحدث بالتزامن مع القمر العملاق، وسيكون مشاهدًا بالعين المجردة.
ولفت إلى أن الخسوف الجزئي يحدث عندما يمرّ جزء من القمر عبر ظلّ الأرض، وخلال هذا الخسوف سيكون “8%” من قرص القمر فقط في داخل ظل الأرض عن الذروة العظمى للخسوف؛ حيث ترصد ظلمة واضحة في قرص القمر.
وأكّد أن خسوف القمر الجزئي سوف يستمرّ 1 ساعة و3 دقائق، وسيكون مرئيًّا كذلك في معظم أنحاء أمريكا الشمالية والمكسيك وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية والمحيط الأطلسي ومعظم أوروبا وأفريقيا.
وفي 2 أكتوبر سيحدث كسوف حلقي غير مشاهد بالسعودية؛ حيث يستعدّ القاطنون في النصف الغربي من الكرة الأرضية لرصد كسوف الشمس الثاني في العام 2024، وسيعبر مسار الكسوف الحلقي في الغالب المحيط الهادئ؛ مما يحدّ من الرؤية من اليابسة إلى مواقع قليلة.
وستتمّ المشاهدة في جزيرة “إيستر”، وسيشهد السكان هناك كسوفًا في شكله الحلقي لمدة 6 دقائق و23 ثانية، وهي الذروة العظمى من الكسوف؛ حيث يكون القمر أمام قرص الشمس، تاركًا حلقة من ضوء الشمس حول حافته.
وأضاف “أبو زاهرة”: تحدث هذه الظاهرة عندما يكون القمر أبعد عن الأرض منه أثناء كسوف الشمس الكلي، وبالتالي يبدو أصغر حجمًا في السماء، وسيشاهد الكسوف بعد ذلك في أجزاء من جنوب تشيلي، ويتحرّك بسرعة فوق جبال الأنديز إلى الأرجنتين، وفي الوقت نفسه سيكون الكسوف الجزئي للشمس مرئيًّا لملايين الراصدين في معظم أنحاء جنوب أمريكا الجنوبية.
ووفق “أبو زاهرة”: سيشهد يوم 17 أكتوبر أكبر قمر عملاق في 2024، الذي سيمثل أقرب بدر إلى الأرض من أي بدر آخر هذا العام؛ لذلك سيظهر أكبر وأكثر إضاءة، وسيكون مشاهدًا في سماء السعودية طوال الليل، وليس له أي تأثير على الأرض باستثناء على ظاهرتي المد والجزر، وهو حدث طبيعي.
ويعتبر 7 ديسمبر أفضل وقت لرؤية كوكب المشتري، وخلال هذا العام سيكون المشتري في ذروة لمعانه، وسيكون في الاتجاه المعاكس للشمس بالنسبة لنا في السماء.
وسيصل كوكب المشتري إلى أعلى نقطة له في السماء حوالي منتصف الليل بالتوقيت المحلي، ولكن يمكن رؤيته بالعين المجردة مع بداية الليل. وعند استخدام تلسكوب صغير يمكن رؤية قرص الكوكب وأقماره الأربعة الكبيرة التي تسمى “أقمار غاليليو”.
وأكد “أبو زاهرة” أن هذه مجرد لمحة للأحداث الفلكية في عام 2024، وهناك أحداث أخرى سوف يستمتع بها عشاق السماء والمهتمون بسبر أغوار الكون من حولنا. العنوان